المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من الواقع "في الغربة سبعة أهلة بين سواحل السودان"



عيسى السيد
31-07-2014, 10:01 PM
السلام عليكم
وكل عام وانتم بخير
ليس من حقّي ذكر الأسماء الحقيقة لقصتنا
فلابد من الإستعارة

عيسى السيد
31-07-2014, 10:04 PM
إنّه ابن الساحل الرمز والوالد والعم :راجي كريم
نصى العم راجي اختا له في الأحمر في املج
يوم الدنيا دنيا
فماذا وجد ؟

عيسى السيد
31-07-2014, 10:08 PM
وجد أخته هيكل عظمي
وعيناها غائرتان
والعرب أول ماشي حويلات.
كان شمس الساحل قد تجردت من ثيابها ورغبت في الغطس حيث خط الأفق البرتقالي كان حاضرا
وعمد العم راجي الى ركن ووضع رأسه
والصباح رباح.

عيسى السيد
31-07-2014, 10:16 PM
في الصباح
طب السوق
وقصد وكالة التاجر الكبير محمد حامد سنيور
وكان لباب الدكان عتبات
وبقي العم راجي كريم على طرف العتبة الأولى مفترشا الأرض
وكان
كاتب للتاجر سنيور يسمى بشير
معه دفتر عريض الدفتين
يسجل
كل مايتفوه به التاجر سنيور
وكان يسمع
وهو في زاويته
سجل يابشير "ميزر" فلان بن فلان
سجل يابشير " كيلة دخن " على فلان بن فلان
وكان عدد البسطاء على الوكالة بالعشرات
وبشير يسجل ويسجل ، وتاجر املج سنيور يترفق بهم ويمهلهم ونظرة الى مايسرة.

عيسى السيد
31-07-2014, 10:29 PM
انتهى تاجرنا الإنسان من عادته اليومية
واغلق بشير الدفتر
ودار الحوار التالي:
لأن التاجر لما خرج
لاحظ وجود العم راجي كريم
فبادرة بالسؤال " وش عندك ياراجي؟؟؟
راجي: أبيلي كيس دخن
سنيور: كيس
سنيور: كيس ، الناس على كيلة كيلتين واذا مرة 3 كيل ؛كيس على حاله ياراجي
راجي: كيس وانا أسد حقه بمشيئة ربا كريم.
كاد بشير أن يغادر فقيل له عوّد عوّد يابشير وافتح الدفتر واعط راجي كيس الدخن .
عمد العم راجي لأحدهم راع بِل ليستعير بعيره ليوم واحد ، من السوق الى الأحمر ؛
وقسم الكيس على الذلول وقضب خطامها الى بيت اخته أولا
لكن بينه
وبين
بيت اخته بيوت
فماذا فعل؟؟

عيسى السيد
31-07-2014, 10:41 PM
هذا الرمز
ْ
وبرّك ذلوله بين البيوت
ومشى الى اول عشّه وقدم لها كيلة دخن
ثم العشة المجاورة والتي تليها على كيلة كيلة.
غايته؛
ماورّد عند أخته حتى ذهب ثلثي الكيس
وقدم الثلث الأخير لها
وقد طلب منها
ان تطحن له ربعة على الفور .

عيسى السيد
31-07-2014, 10:46 PM
كان لراجي هوري صدّاف ؛يحمل 3 أكياس على الأكثر من أصداف البحر المسمى " النهيد"
وكان للهوري فرمان وأيضا يتوسطه "دقل" وعلى الفرمان شراع مشدود
............
إنه الرحيل عن الديرة
إنها الغربة
،،،،،،،
إنّهم أجدادنا قبل النفط
؛؛؛؛؛؛
إنّها "كسلى " بأرض السودان
فكيف جرى ذلك؟
وكيف وصل؟

المعلم
31-07-2014, 11:04 PM
كل عام وانت بخير
ننتظر استكمال الرحلة

أبو رامي
01-08-2014, 12:09 AM
قصة جميلة وننتظر تتمتها بشوق ولكن لا أدري لماذا قسمتها على كل هذه الحلقات ؟

عيسى السيد
01-08-2014, 10:18 PM
مساء الخير أخي المعلم

وخير المساء موصول لأخينا أبورامي
نعم ملاحظة في مكانها
لكنه الوقت والشباب يحبونها على هيئة تغريدات.

عيسى السيد
01-08-2014, 10:28 PM
هذا العم راجي في عنفوان شبابه
يتقلب ويتخير
أي اصحاب القطاير يستطيع أن يقطره خلفه.
كان يكفيه أن يستأذن من أحد النواخذ
وهذا ماوقع
فهو الآن أمام أحدهم قائلا: دخيلك يامهدي عسى الدنيا لعيالك تساهيل "اقطرني معك"
وأول الناس فيها خير ونخوة
وحانت ساعة الصفر
صعد القطيرة ومعه شيئا من الدخن الذي أعد له من قبل أخته؛

عيسى السيد
01-08-2014, 10:39 PM
مازال ينظر إلى هوريه المقطور
والقطيره
يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا .... كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

عيسى السيد
01-08-2014, 10:49 PM
ولمّا دنا الجمع المبارك

وعلى جزيرة من جزر السودان القريبة من الساحل
كان راجي بها خبيرا
فك ارباط هوريه ونزل بها
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كان يجمع النهيد والاصداف
ذائعة الصيت لأنّها كانت تدخل في صناعة أزارير البدل العسكرية في أوروبا
تجمع في السودان من كل حدب وصوب بثمن بخس
وتأتي الشركات القارية وتستولي عليه وتبيعه بأضعاف مضاعفة
؛؛؛؛؛؛؛
كما قلنا الشاب راجي كان يجمع الاصداف من سواحل نائية
ويحضرها الى ميناء كسلى
لبيعها
كانت 3 أشولة في كل مرة
واجتمع اليه المال الذ يكفي لسداد كيس الدخن وزيادة بعد سبعة أهلة
والان
من يقطره الى املج.
ولكن الأجواد كثر
وهو اليوم
يتكئ على جدار البنقلة بأملج
يمر به الأهالي من موظفين ومتسوقة
يرسلون إليه السلام
عليه وعلى أمثاله
الذين نفقدهم وحدا تلو الآخر
في خضم الدوام الرسمي والمدنية والخير والنفط.
تمت وسلامتكم.