عمير المحلاوي
05-01-2014, 01:20 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( موت ... وخراب ديار ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أجد مثلاً ينطبق على ما يتضمن مقالي جملة وتفصيلا سوى هذا المثل " موت ... وخراب ديار ".
ولكن الرسائل التي وصلتني بهذا الخصوص وسماعي تلك الحكاوي التي نسمعها على أرض الواقع جراء ما يحدث لأهل المتوفي من قصص أجبرتني ان أقدمها لكم ولو حكيتها لأي شخص قد لا يصدقها بل يتهمني بفبركة السيناريو وتقديمة ليكون فلماً مع إطلالة عامنا الميلادي الجديد.
للأسف هو الواقع بعينه فحينما يأخذ الله أمانته ويقبض ملك الروح لروح من يُرسل له نرى تلك القصص تتوالى في كل مره ابتداء من دفن الرجل واستقبال بعض المعزين المشولين بالمحادثات الخاصة عبر الجوال إذ كانت في صف العزاء أو على راس القبر من كلمات ( بكم ... وأين .. ولماذا ... ومتى ) ولكل ذي عقل يركب الجمل التي تحلو له.
أن ما يقوم به بعض إخواننا هداهم الله من افعال يستنكرها المعزين ليست من ديننا الحنيف والتي أوصانا بها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه من عظات وعبر والحث على إتباع الآداب والابتعاد على المخالفات التي يقع بعض المعزين فيها.
أمور مستغربة عجيبة تواجه ذوي المتوفي إذ كان عند الرجال فهي المضحكة وأما عند النساء فهي مبكية فعند الرجال يتسابق الجيران والأقرباء لتقديم الذبائح لأهل المتوفي مخالفين في ذلك فهم الحديث الذي رواه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب حينما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم { اصنَعوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا فقَدْ أتاهم ما يشغَلُهم أو أمرٌ يشغَلُهم } و دل على ذلك أنه يستحب للأقارب والجيران تهيئة طعام لأهل الميت. والمراد طعام يشبعهم يومهم وليلتهم ، فإن الغالب أن الحزن الشاغل عن تناول الطعام لا يستمر أكثر من يوم.
ليس فيما يجري هذه الأيام من عدد ذبائح تصل لعشرين والثلاثين رئساً بغض النظر عن المتواجدين طيلة تلك الأيام المبيتين والسهرانين وطلباتهم الغريبة تارة يطلبون نسكافية وتارة يطلبون الشاهي الأخضر عند اخر الليل وصاحب الفزعة لا يخجل إذ لم يحضر الضومنة و الباصرة.
وأما العجيب والمضحك الباكي عند النساء:
(( فجلسات بشكاتٍ كل أربعة لحالهن يحلون أفواههن بكنافةٍ ومكسرات مالحةٌ وثلاجات القهوة والشاهي تحيطهن بلبسهن العاري والمكياج الصارخ والعباءة المطرزة وأصوات الضحك والغيبة يعلوهن ))
أي باختصار شكر الله سعيها فقد قامت مشكورة بحضور حفل زفاف لا واجب عزاء.
ليس ذلك فحسب بل يشتكين من تلك الصائمة التي أتت لترائي أمام الناس بنيتها وإني صائمة جهز ولي الفطور فإني أشتهي وجبة من كنتاكي.
وأما المصيبة والصرعة الأخيرة في حال السارقات الذين يتسللن لبيوت أصحاب العزاء ليسرقن الجوالات من الشنط وأخذ ما لذ وطاب من المطبخ سواءً كان بن أو هيل أو طرشي.
أحبائي الكرام:
قد جاءفي فضل التعزية احاديث و اثار عن النبي صلى الله عليه وسلم و عليه عمل المسلمين فهوسنة مؤكدةما رواه الترمذي وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم انه قال { من عزى مصاباً فله مثل اجره } وما رواه ابنماجه و غيره عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال { ما من مؤمنيعزي اخاه بمصيبته الا كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة }.
وينبغي علينا معرفة الآداب التي ينبغي ان يراعيها المعزي:
1- وجوبمراعاة الحالة النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية لذوي الميت فلا يشق عليهم بتكرارالمجيء عليهم و الجلوس عندهم فيتجملوا تكاليف ضيافته و طعامه و شرابه .
2- مراعاةحالة الاطفال الصغار في مراعاة نفسياتهم عند مواساتهم و تعزيتهم و اختيار الدعاءالمناسب و الحديث اللائق مع ملاحظة انه لا يهيج احزانهم او يذكرهم بميتهم ..... الخ
3- كما ينبغي للمعزيين من ذوي الميت و أقاربه و اصحابه إظهار التجملبالصبر وحمد الله و الثناء عليه و الاحتساب في ذلك على الله عز و جل و الاكثار منالدعاء و الترحم و الاستغفار على الميت و تحليله عما صدر منه و طلب اباحته و تحليلهممن لهم عليه مظالم سواء كانت مالية او بالعرض او سب و شتم و نحوها و الاهم من ذلكالمبادرة و المسارعة بقضاء ديونه قبل الصلاة عليه و تغسيله .
4- ترك ما لا يليق بحال المصيبة من اللهو و اللعب وكثرة الضحك و المزاح اوتعاطي المحرمات من شرب دخان وغيره او لعب الورق بعوض او بدون عوض ..
ومن اهم المخالفات الشرعية الواقعة في العزاء:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم { الميت يعذب ببكاء أهله }.
1- إظهار العزاء بمظهر الفرح من جهة وضع الاماكن المخصصة له او ضرب الخيام و الصواوينلاستقبال المعزيين فيه.
2-استئجار القراء لقراءة أجزاء او سور من القراناو وضع تسجيل صوتي لذلك ورفع الصوت به وكأن القران لم ينزل الا لهذا و مما نراه فيبعض وسائل الاعلام المرئية او المسموعة عند موت وجيه او عظيم ابدال برامجها الىتلاوات متواصلة للقران او قراءة الختمات .... الخ.
3-ومن ذلك إهداء الميتأجر تلاوة القارئين للقران فهذا على الصحيح عمل محدث ليس عليه هدى النبي صلى اللهعليه وسلم و لا عمل اصحابه حيث لا ينفع الميت من الاعمال الصالحة الا ما ورد فيه نصو التوجيه النبوي وهي (( الحج , العمرة , الصدقة , الصوم عنه , و الدعاء للميت من قريبة )).
4- تكرار العزاء على الميت بعد اسبوع او الاربعين اوبعد سنة بالاجتماع له و تهييج الناس بالمديح و البكاء و النوح على الميت.
5- لبس السواد من الرجال و النساء او تعليق مخصوصاً بالحزن او العزاء مما تلقاهالمسلمون عن الكفار
6- تعليق صور الموتى ووضع السواد عليها من التشبهالمحرم.
(( ومضة قلب ))
يشهد الله بأن كل ما كتبته هو ما حدث في بيوت أهل العزاء وأعلم بأني تماديت في الكشف على أمور من المفترض أن لا تقال ولكن للأسف الوضع يزداد سوءاً يوم بعد يوم.
لذا ... واجب علي أن أنقله لكم.
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكل عام وأنتم بخير )).
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( موت ... وخراب ديار ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم أجد مثلاً ينطبق على ما يتضمن مقالي جملة وتفصيلا سوى هذا المثل " موت ... وخراب ديار ".
ولكن الرسائل التي وصلتني بهذا الخصوص وسماعي تلك الحكاوي التي نسمعها على أرض الواقع جراء ما يحدث لأهل المتوفي من قصص أجبرتني ان أقدمها لكم ولو حكيتها لأي شخص قد لا يصدقها بل يتهمني بفبركة السيناريو وتقديمة ليكون فلماً مع إطلالة عامنا الميلادي الجديد.
للأسف هو الواقع بعينه فحينما يأخذ الله أمانته ويقبض ملك الروح لروح من يُرسل له نرى تلك القصص تتوالى في كل مره ابتداء من دفن الرجل واستقبال بعض المعزين المشولين بالمحادثات الخاصة عبر الجوال إذ كانت في صف العزاء أو على راس القبر من كلمات ( بكم ... وأين .. ولماذا ... ومتى ) ولكل ذي عقل يركب الجمل التي تحلو له.
أن ما يقوم به بعض إخواننا هداهم الله من افعال يستنكرها المعزين ليست من ديننا الحنيف والتي أوصانا بها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه من عظات وعبر والحث على إتباع الآداب والابتعاد على المخالفات التي يقع بعض المعزين فيها.
أمور مستغربة عجيبة تواجه ذوي المتوفي إذ كان عند الرجال فهي المضحكة وأما عند النساء فهي مبكية فعند الرجال يتسابق الجيران والأقرباء لتقديم الذبائح لأهل المتوفي مخالفين في ذلك فهم الحديث الذي رواه عبدالله بن جعفر بن أبي طالب حينما قال عن النبي صلى الله عليه وسلم { اصنَعوا لآلِ جَعفرٍ طعامًا فقَدْ أتاهم ما يشغَلُهم أو أمرٌ يشغَلُهم } و دل على ذلك أنه يستحب للأقارب والجيران تهيئة طعام لأهل الميت. والمراد طعام يشبعهم يومهم وليلتهم ، فإن الغالب أن الحزن الشاغل عن تناول الطعام لا يستمر أكثر من يوم.
ليس فيما يجري هذه الأيام من عدد ذبائح تصل لعشرين والثلاثين رئساً بغض النظر عن المتواجدين طيلة تلك الأيام المبيتين والسهرانين وطلباتهم الغريبة تارة يطلبون نسكافية وتارة يطلبون الشاهي الأخضر عند اخر الليل وصاحب الفزعة لا يخجل إذ لم يحضر الضومنة و الباصرة.
وأما العجيب والمضحك الباكي عند النساء:
(( فجلسات بشكاتٍ كل أربعة لحالهن يحلون أفواههن بكنافةٍ ومكسرات مالحةٌ وثلاجات القهوة والشاهي تحيطهن بلبسهن العاري والمكياج الصارخ والعباءة المطرزة وأصوات الضحك والغيبة يعلوهن ))
أي باختصار شكر الله سعيها فقد قامت مشكورة بحضور حفل زفاف لا واجب عزاء.
ليس ذلك فحسب بل يشتكين من تلك الصائمة التي أتت لترائي أمام الناس بنيتها وإني صائمة جهز ولي الفطور فإني أشتهي وجبة من كنتاكي.
وأما المصيبة والصرعة الأخيرة في حال السارقات الذين يتسللن لبيوت أصحاب العزاء ليسرقن الجوالات من الشنط وأخذ ما لذ وطاب من المطبخ سواءً كان بن أو هيل أو طرشي.
أحبائي الكرام:
قد جاءفي فضل التعزية احاديث و اثار عن النبي صلى الله عليه وسلم و عليه عمل المسلمين فهوسنة مؤكدةما رواه الترمذي وابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم انه قال { من عزى مصاباً فله مثل اجره } وما رواه ابنماجه و غيره عن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال { ما من مؤمنيعزي اخاه بمصيبته الا كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة }.
وينبغي علينا معرفة الآداب التي ينبغي ان يراعيها المعزي:
1- وجوبمراعاة الحالة النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية لذوي الميت فلا يشق عليهم بتكرارالمجيء عليهم و الجلوس عندهم فيتجملوا تكاليف ضيافته و طعامه و شرابه .
2- مراعاةحالة الاطفال الصغار في مراعاة نفسياتهم عند مواساتهم و تعزيتهم و اختيار الدعاءالمناسب و الحديث اللائق مع ملاحظة انه لا يهيج احزانهم او يذكرهم بميتهم ..... الخ
3- كما ينبغي للمعزيين من ذوي الميت و أقاربه و اصحابه إظهار التجملبالصبر وحمد الله و الثناء عليه و الاحتساب في ذلك على الله عز و جل و الاكثار منالدعاء و الترحم و الاستغفار على الميت و تحليله عما صدر منه و طلب اباحته و تحليلهممن لهم عليه مظالم سواء كانت مالية او بالعرض او سب و شتم و نحوها و الاهم من ذلكالمبادرة و المسارعة بقضاء ديونه قبل الصلاة عليه و تغسيله .
4- ترك ما لا يليق بحال المصيبة من اللهو و اللعب وكثرة الضحك و المزاح اوتعاطي المحرمات من شرب دخان وغيره او لعب الورق بعوض او بدون عوض ..
ومن اهم المخالفات الشرعية الواقعة في العزاء:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم { الميت يعذب ببكاء أهله }.
1- إظهار العزاء بمظهر الفرح من جهة وضع الاماكن المخصصة له او ضرب الخيام و الصواوينلاستقبال المعزيين فيه.
2-استئجار القراء لقراءة أجزاء او سور من القراناو وضع تسجيل صوتي لذلك ورفع الصوت به وكأن القران لم ينزل الا لهذا و مما نراه فيبعض وسائل الاعلام المرئية او المسموعة عند موت وجيه او عظيم ابدال برامجها الىتلاوات متواصلة للقران او قراءة الختمات .... الخ.
3-ومن ذلك إهداء الميتأجر تلاوة القارئين للقران فهذا على الصحيح عمل محدث ليس عليه هدى النبي صلى اللهعليه وسلم و لا عمل اصحابه حيث لا ينفع الميت من الاعمال الصالحة الا ما ورد فيه نصو التوجيه النبوي وهي (( الحج , العمرة , الصدقة , الصوم عنه , و الدعاء للميت من قريبة )).
4- تكرار العزاء على الميت بعد اسبوع او الاربعين اوبعد سنة بالاجتماع له و تهييج الناس بالمديح و البكاء و النوح على الميت.
5- لبس السواد من الرجال و النساء او تعليق مخصوصاً بالحزن او العزاء مما تلقاهالمسلمون عن الكفار
6- تعليق صور الموتى ووضع السواد عليها من التشبهالمحرم.
(( ومضة قلب ))
يشهد الله بأن كل ما كتبته هو ما حدث في بيوت أهل العزاء وأعلم بأني تماديت في الكشف على أمور من المفترض أن لا تقال ولكن للأسف الوضع يزداد سوءاً يوم بعد يوم.
لذا ... واجب علي أن أنقله لكم.
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وكل عام وأنتم بخير )).