المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( صبري عليك طال ))



عمير المحلاوي
20-10-2013, 12:40 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي


(( صبري عليك طال ))

أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الأصل في العلاقات الزوجية هي المودة والرحمة الذي وضعها المولى في البشر ، وهذا هو التخطيط الإلهي و الوضع الطبيعي لكل إنسان ، و هي الصحة النفسية بين الزوجين كما قال تعالى في سورة الروم { وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } صدق الله العظيم.
ولنا في رسول الله أسوة حسنة في قولة وفعلة مع زوجاته و وصاياه التي أوصانا بها لزوجاتنا ولنساء المسلمين ولقولة: { ألااستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان [أي أسيرات] عندكم } متفق عليه.
ومن أفعاله صلوات ربي وسلامه عليه عندما سألت السيدة عائشة رضي الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/t786.html) عنها ما كان رسول (http://www.kalemasawaa.com/vb/t786.html) الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/t786.html) صلى الله (http://www.kalemasawaa.com/vb/t786.html) عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: { كان بشرًا من البشر، يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه } رواه الإمام أحمد.
كما ورد في السنة النبوية عن واجبات الزوجة لزوجها حيث قال الحبيب عليه الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:{ لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها } أخرجه الترمذي.
و عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة } أخرجه الترمذي.
فقد تكرر علينا في السنوات الأخيرة عن ما يصيب بعض الأخوة المتزوجين حديثاً وقد تكون أحد الحاضرين لحفل زفاف س من الناس وماهي إلا أشهر إلا ونسمع عن انفصاله و طلاقه لزوجته ونادراً ما تكون حالات الخلع لها النصيب أيضاً في إنهاء تلك العلاقة والعياذ بالله.
ولو تعمقنا في أساس المشكلة نجد أن البعض منهم لا يدرك معنا الزواج كما شرحتها في مقال سابق تحت عنوان (( يا المطوع ... حيرت عقلي معاك )) ولعل ما أصبو إليه يتدرج تحت مفهوم ما تطرقت إليه قبل أربعة أعوام وبضعة أشهر في مقال (( شحاذة الحب والحنان )) والذي نشر على سطور صحيفة البلاد بتاريخ: 08/08/1430هـ.
فلا أخفيكم سراً بأن أكثر من عشرة رسائل وردتني في غضون خمسة أسابيع وكلها تتحدث عن محور واحد وهو عدم التلائم والتفاهم الزوجي سواءً من الرجال أو من النساء وشتان فكري بينهم.
و من خلال قراتي لتلك الرسائل أجد الشكوى المقامة ضد اخواني الرجال بعدم المسؤولية من إهمال في حقوق الزوجة وعدم الاهتمام بها ومداعبتها وملاطفتها و إنما أستبدل هذا كله بكثرة السهر والجلوس خارج المنزل لأوقات طويلة وبشكل يومي.
والشكوى العكسية من الرجال بفقدان الحب والحنان وعدم الاهتمام والسؤال ومحاولة معرفة ما يرهق ويقهر الرجل من مشاكل العمل و مشاكل أسرية عند أهله وكتمانه و التفضيل والاهتمام الغير مرغوب للغرباء أكثر من المعقول وهذا مما يسبب في ذلك عن بعض النساء ارتفاع في ضغط الدم وارتفاع أو انخفاض السكر والمؤكد انفجار الغيرة لها.

أحبائي الكرام:

ما يزال البعض إذ كان رجل أو إمراه لم يدرك بأن الزواج هي مرحلة انتقالية من بيت الأسرة إلى عش زوجي خاص تختلف فيه أشياء كثيرة أهمها المسؤولية الكاملة عن كيان إنسانة أو إنسان له ولها حقوق لا يمكن أن يستهان بها ولم ولن يكون له ولها البديل أو التفضيل إلا بحدود المعقول.
وبمعنى موجز ومختصر بأن أولوياتك السابقة والحالية من ليست بأهم من بيتك وزوجتك وأولادك أيها الزوج الكريم ، ولا جلوسك عند ماما وتجمعك عند صديقاتك وانشغالك بالجوال أهم من زوجك أيتها الزوجة.
ولم أعني في ذلك بأن المتزوجين مكتوبٌ عليهم السجن والالتزام التام في المنزل فلكل منهم ساعات يحب أن يتنفس بها لوحده سواء للرجل أو المرأة ولكن في حدود العقل.
و من بعض الحقوق و الواجبات للأزواج والزوجات والتي تناساها البعض فلعل تذكيري لهم يراجعون بها حساباتهم ويرتبون بها أمورهم من جديد قبل فوات الأوان فعلى سبيل المثال كالنفقة وتعليم الدين و أمورة و واجباته وفي مقدمتها الصلاة.
وكذلك العدل وعدم إفشاء السر الذي وللأسف أصبحت علكة في أفواه البعض يحكيها لمن هب ودب.
ومن الواجبات أيضاً عدم حرمان الزوجة لزيارة أهلها وتواصلها بهم ومراعاة الزوجة وعدم السهر وهو أحد أكبر المشاكل الواقعة في هذا الوقت.


((ومضة قلب))
أصبح الزوج في الوقت الحالي مكبوت من جميع النواحي مما يتعرض له من ضغوط عمل أو مشاكل عائلية أو مصاريف مالية يجعله دائم التأخر والجلوس في خارج المنزل لساعات طوال يظن في ذلك أنه يريح ويستريح من جلوسة في البيت ناسياً ومتناسياً مسؤوليته التي يسأل عنها يوم القيامة كما قال النبي صل الله عليه وسلم { كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه ، الإِمامُ راعٍ ومَسؤُولٌ عنْ رعِيَّتِه ، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤُولٌ عن رعيَّتِهِ ، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤُولةٌ عن رعِيَّتِها ، والخادِمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه ومَسْؤُولٌ عن رعيَّتِه . قال : وَحَسِبْتُ أنْ قدْ قال : والرَّجُلُ راعٍ في مالِ أبِيهِ ومَسْؤُولٌ عن رعيَّتِه ، وكُلُّكُم راعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه }

مما يتناسى كلٌ منهم ذلك ويقول في نفسه (( صبري عليك طال وإحتار فيك أمري ))

(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلامعلى أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).

المعلم
20-10-2013, 06:39 PM
جزاك الله خيرا
وبارك لنا ولك

أبو حنين
20-10-2013, 09:29 PM
عبد الصبوررر اخوان
شكرا لك

أبو رامي
21-10-2013, 03:40 PM
كلام سليم والالتزام به بداية لحياة زوجية سعيدة مبنية على الاحترام والتفاهم
بارك الله فيك