المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( كنوز مثمرات ... في أيام معلومات ))



عمير المحلاوي
06-10-2013, 03:16 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي


(( كنوز مثمرات ... في أيام معلومات ))

أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مع غروب شمس أخر يوم من ذي القعدة تبدأ الليالي العشر التي أقسم الله تعالى بها في قوله { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ } سبقها فيما روي عن ابن عباس:أنها العشر الأولى من ذي الحجة وهو قول مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، والكلبي.
وقد ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :
فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيامِ ( يعني أيامَ العشر ) . قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهادُ في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء}
وعن جابرٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{ إن العشرَ عشرُ الأضحى ، والوترُ يوم عرفة ، والشفع يوم النحر }.
وفي حديث أخر لجابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { أفضل أيام الدنيا أيام العشر يعني عشر ذي الحجة " قيل : ولا مثلهن في سبيل الله ؟ قال " ولا مثلهن في سبيل الله إلا من عفّر وجهه في التُراب}.

أحبائي الكرام:
ان الله تعالى أنعم علينا بنعمة العقل فكيف لنا أن نتناسى تلك الليالي وغيرها من ليالي فضيلة تتضاعف فيها الحسنات فقد ذكر الصادق الأمين بأن أفضل الصيام صوم يوم عرفة حيث قال :{ صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده }. فصومه رفعة في الدرجات ، وتكثير للحسنات ، وتكفير للسيئات.

فينبغي علينا كسب هذه الليال لمن أستطاع الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام وقد وردتني رسائل جميله وددت أن أنقلها لكم من أفعال وفي مقدمتها الصيام لما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام المُباركة ؛ فقد روي عن هُنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : { عن بَعضِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَت : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ ، ويومَ عاشوراءَ ، وثلاثةَ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ ، أوَّلَ اثنينِ منَ الشَّهرِ والخميسَ }.
و أما عن قراءة القرآن الكريم الذي كثير ما هجرناه فها هي الفرصة أمامنا لنجدد العهد والوعد مع الله جل جلاله بأن لا نفارقهُ وبإمكاننا أن نختمه لو مرة واحدة في هذه الليالي حيث تكون على النحو التالي:


فاليوم الأول: من الفاتحة إلى سورة النساء,
واليوم الثاني: ومن سورة المائدة إلى سورة الأنفال.
واليوم الثالث: ومن سورة التوبة إلى سورة النحل.
واليوم الرابع: ومن سورة الإسراء إلى سورة الأنبياء
واليوم الخامس: ومن سورة سورة الحج إلى سورة لقمان.

واليوم السادس: ومن سورة السجدة وحتى سورة غافر.
واليوم السابع: ومن سورة فصلت حتى سورة الحديد.
واليوم الثامن: ومن سورة المجادلة حنى سورة عبس
واليوم التاسع: من سورة التكوير حتى سورة الناس و ما أجمله أن تختم القرآن الكريم وأنت صائماً.

إضافة لكل ذلك أن يكون لسانك ذاكراً ورطباً في هذه الأيام بأحب الكلام إلى الله تعالى فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد } وتكون بقول (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد )
فلا يحتاج أن أذكركم بالصلاة في وقتها و الصدقة ولو بالشيء القليل يومياً.
وصلة الأرحام ولو كانت بالجوال حيث يكون الاطمئنان عن الحال والأحوال.
ولا أذكركم بقيام الليل.

وأخيراً وليس أخراً:
يؤسفني عن ما انتشرت مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي عن البعض هداهم الله فيما يدل على السخرية لصور الأضاحي ومنها:
يا نعجتي راحت أيام المرجلة فأيام وتكوني أرمله.
وصورة أخرى: لأضحية ( مسكين ما تقدر تضحي لأن الراتب ما يكفي )
فأذكرهم بقوله تعالى { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }


(( ومضة قلب ))
يقول المولى عز وجل { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ } فهذا اليوم الاول قد قاربت على الانتهاء فهل لنا أن نتدارك ما بقي من الليال العشر.

فلا أريد منكم جزاءً ولا شكورا ولكني أحبكم في الله و وددت أن أنصحكم لما رأيت من نفسي و من غيري لمن هم في سبات عميق.
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.


(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).

المعلم
06-10-2013, 07:23 PM
جزاك الله خيرا