المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( قسوة قلب ... وغضب الرب ))



عمير المحلاوي
16-09-2013, 12:41 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( قسوة قلب ... وغضب الرب ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لم أتوقع بأن في زمننا هذا من لا يعرف أو لا يدرك معنى عقوق الوالدين وطرق إرضائهم وأن تقدم لهم الغالي والنفيس.
ولكن المصيبة العظمى بأنه ما زالت عقول أثمة وغير مدركه بأن أقل عمل يقوم فيه أحد الأبناء ينقلك من عالم الطاعة والرضا إلى قائمة المغضوبين والعاقين ولا ننسى في ذلك حديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } رواه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم.
الحديث في هذا الموضوع طويل جدا ومن المفترض أن أنقل لكم صورته الكاملة ولكني أختصره عليكم في تسليط الضوء على أفعال وأقوال بعض اخواننا وأخواتنا هداهم وهداهن المولى إلى صوابه.
اما عن فئة من الشباب فحدث ولا حرج من عصيان لوالديه وعدم اهتمام بتحمل المسؤولية والتخفيف عن متطلبات المنزل ومساعدة الأخرين ويؤسفني ما أراه بأن جعلوا المنازل للنوم والأكل فقط لا غير و يا ويل وسواد ليل من يتجرأ و يفكر مجرد تفكير أن يتصل ويطلب إحضار ( بريال خبز ) فتبدأ الأعذار:
أنا بعيد ، مع أصحابي ، مشغول مع أولادي ، مشغول مع زوجتي ، زوجتي لها حق فيني ، ما تعرفوا إلا انا ، ( الغير مستبعد عند البعض) زوجتي أهم منكم يا أهلي.
وكذلك البعض من الفتيات ولكن لا يجيز أن نرسلها حتى تحضر (بريال خبز ) وإنما تتكاسل ويوووه وانا اللي ضايعة في البيت وأنا المظلومة و يا شيخة ربي يؤخذني وكل هذه الدعاوي بسبب ان الأم قالت: ( أكنسي الصالة ) ولو تدخلنا في تفاصيل حياتها أما نت أو جوال وأما من أصحاب الكهف ....نيام
لم تصل تلك المواصيل لحد الرفض بل تطور الأمر فالشاب كبر وأصبح بوجهه شُعيرات من الشنب والذقن كيف ما كان أسمها المهم في ذلك أنه كبر فطالت يده ورفع صوته وصار كصوت زئير الأسد بعدما كان مواء القطط ولماذا؟
لأن الأم طلبت توصيلها لمشوار والأب أرسله لشراء متطلبات من عند الجار.
كما رأيت وذكرت تلك الفئة السالبة من البعض فقد أتفاخر ويعجبني في من يشد بهم الظهر وترفع بهم الرؤوس وتربية يحسدون عليها ومالي أقول لهم ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) هنيئاً لكم وما أتي منكم معروف وهذا ما عهدناه منكم.
وحتى لا نضيع حقوق تلك الملكات الطيبات بنات الرجال وصاحبات التربية الأصيلة من يقمن بحقوقهن كاملات مكملات ليس فيها أي خدش فحفظهن الرحمن بحفظه وهنيئاً لأزواجهن بهن.

أخواني وأخواتي:
يقول تعالى وتبارك في القرآن الكريم { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } العنكبوت(8).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي ؟ قال " أمُّك " قال : ثم من ؟ قال " ثم أمُّكَ " قال : ثم من ؟ قال " ثم أمُّكَ " قال : ثم من ؟ قال " ثم أبوك " . وفي حديثِ قُتَيبةَ : مَن أَحَقُّ بحسنِ صحابتي ؟ ولم يذكر الناسَ .صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1)
فكيف لنا أن نقسى على والدينا وإخواننا وأخواتنا وأن نعتمد على غيرنا في تلبية طلباتهم ونحن بصحة وعافية؟
ومتى ندرك بأن للوالدين والأهل حق و واجب يفوق حق الأصحاب؟
وكيف للبعض رغم كثرة أعدادهم ولكن قلة ما تسمع بأن أحد منهم حرك ساكناً أو أدى واجباته على أكمل وجه.
ولكن للأسف اعتادوا على الرفض لأنهم لا يعجزون في ذلك وما خلقت لأكون أنا من يخدم فيوجد البديل فلا يهم ماذا يقول وماذا يتمتم وإذ عجزوا فطالبي الرزق كثيرون فأبو س أو أبو ص أو السائق ع برنة جوال يجيب عشاء ويوصل مشاوير ويذهب بأهلك للسوق و تدفع أمك خمسة عشر ريال أجرة سائق ليحضر خبز بريال واحد ويظهر السائق بمعدنه الأصلي ويرفض المبلغ ويقول لأمك:ادعيلي فانتي مثابة أمي.
وأما عن الأخوة الذين يسكنون خارج البلد وأمهم بين يدي الله ترجو الرحمة وأن يكون أخر لقاءها في الدنيا أن يكونوا أبنائها من حولها وبطريقة غير مباشرة وعن ظهر قلب ( لما تموت قولوا لنا عشان نجي ندفنها ... عندنا أشغال ).



(( ومضة قلب ))
بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ على شَبابٍ
نَعا هُالشّيبُ والرّأسُ الخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُ غضاً
كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِ القَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً
فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ

(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).

المعلم
16-09-2013, 02:55 PM
جزاك الله خيرا