المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجاء .. دخول كل معلم لهذه الصفحة



أسير الغرام
07-09-2013, 02:32 PM
منقول 
قصة يرويها معلم ..


المكان : مدرسة ابتدائية
الزمان : 1417 هـ
الصف : الأول الابتدائي
الفصل الدراسي : الأول
صفتي : معلم صف أول ابتدائي



رابع سنة لي كمعلم ؛ وثالث سنة لي كمرب للصف الأول الابتدائي...
كانت الحصة الثانية من يوم أحد ؛ وكانت في مادة القراءة ...
بدأ الطلاب يعملون في حل تدريب كتابي ؛ انتهى البعض ...
بدأت أتجول بينهم أصوب لمن انتهى منهم من الحل ....
كنت وما زلت صاحب مسبحة لا تفارق جيبي ولا يدي منذ مراهقتي ...
وبينما كنت منحني للتصويب لأحد الطلاب ؛ وإذا بالمسبحة قد ظهر جزءًا منها من فتحة جيبي....
احسست بمن يعبث فيها ويلامسها بأصبعه الصغير ؛ ولم ألتفت ؛ والتزمت وضعيتي ....
أطلت التدقيق في التصويب ؛ ونظرت نظرة من تحت يدي .... فماذا شاهدت ؟!
أحد الطلاب يداعب المسبحة العالقة من فتحة جيبي ... ويتبسم بهيام غريب !!!


اعتدلت .... أخرجت السبحة بهدوء ؛ ووضعتها بحجره دون أن ألتفت إليه ؟؟
اتجهت للسبورة وعدت للشرح ... وطلبت من الصغار تجهيز أنفسهم لفسحة الإفطار .
لمحت الصغير ... وإذا به قد وضع المسبحة فوق الطاولة بين يديه ؛ يدعكها بقوة ثم يشمها ويسلهم بعينيه البريئتين الجميلتين .
تعجبت من تصرفه ولم أرغب أن يراني أرقبه .
قرع جرس نهاية الحصة ؛ وبدأ الأطفال يتوافدون للخارج .
وطفلي صاحب المسبحة باق في مكانه ؟؟!!
ويفعل ماكان قد فعله !!
لم أنظر إليه ... تشاغلت بترتيب الصف والسبورة !
تقدم الطفل إلى وقال : يبه ... توقف ثم قال : استاد سبحتك !
مددت يدي لأخذها ووسط شكري له ...
مسك الطفل يدي وقبلها ... وقال : أنا أحبك ياستاد ؟؟!!
نزلت له جاثيا وقبلت رأسه ... وقلت له : وأنا احبك وحظنته ؟؟ وإذا بقلبه يخفق !!!
خرج من الصف ... وخرجت ؟؟؟؟؟؟؟؟ واستفهامات كثيرة.
أن يقول لك طفل : أحبك .... فهذا شرف كبير لا زيف فيه ؛
يعادل عندي مديح المدير ودرجة الأداء الوظيفي بامتياز ؛ وتقدير المشرف التربوي وكيله الثناء العطر ؛ وتكريم مدير التعليم بالتميز ؛ وتتويج الوزير بالإتقان .
مشيت في داخل أحد أروقة المدرسة ؛ فرحاً ... يخالط فرحي الذهول !!!



سبحان الله ...
وإذا وكيل المدرسة في وجهي ... وبعفويه سألته : أين ملفات طلاب الصف الأول الابتدائي .
فأشار مشكوراً إليها في مكتبه .
استأذنته وبدأت افتش عن ملف الطالب !!!
فقال الوكيل : ماذا تريد ... بالضبط ؟؟
فقلت : لا أعرف !!!
فابتسم وغادر.
وصلت لملف الطفل وفتحته ؟؟!!
وصلت دفتر العائلة ..... ماذا أرى ؟ وماذا أشاهد ؟؟!!
صورة الأب لم تكن موجودة !!! وختمت بختم كتب مكانها (متوفي) !!! إنه السر المؤكد.
تبينت لاحقاً .... أن والد الطفل قد توفي قبل دخوله المدرسة بشهر إثر حادث مروري –رحمه الله-
وهذا الطفل اليتيم ابنه الأول.... !!!
كان الطفل يتمنى أن يشاركه والده تجربته المدرسية .... فغيبته أقدار الله !!




وبلا نظريات علم النفس .... الطفل أرادني ( أب بديل) أعوضه حنو الأب الذي غاب عنه ؟؟
ذلك الموقف .... غير مسار حياتي المهنية وعلاقاتي الإنسانية ... بت أؤمن أن التربية قيمة ورسالة عظيمة.
لاحقاً .... بدأت أعزز طفلي الصغير بالملامسة والسلام ومسح الرأس .
في الطابور الصباحي ... اعتدت أن اتفقدهم واحد تلو الأخر .
وبعد الموقف ... اعتدت أن أقف بقرب هذا الطفل .
وأتابعه في اليوم الدراسي كاملاً ؛ وفي جميع المواد أتفقده .



نجح الطفل للصف الثاني .
وأذكر أنه كان يلعب كرة القدم في حصة التربية الرياضية ؛ فضربه أحد زملائه ...
انطلق باكياً ... وتعدى معلم التربية الرياضية الذي كان يحكم المباراة ... دخل بهو المدرسة ثم إلى غرفة المعلمين .... وأتجه لي ودموعه تسيل من عينيه ..
وقال : فلان ضربني ؟؟؟
فقلت له : ماله حق .
فقال : قم احسب لي بلنتي !!!!
فقلت : أبشر .
خرجت معه للملعب المدرسي .... وأعلنت احتجاجي عند الحكم (معلم التربية الرياضية) ... وهددته بأن أطالب بالحكم الأجنبي في المباراة القادمة ...
فامتثل جزاه الله خيرا ... وأخذت الصافرة وأعلنت عن بلنتي (بأثر رجعي) لصغيري.
سدد صغيري الكرة ... ودوت صافرتي التي سمعها كل من في الحي معلنة الهدف ؛ وكنت أول من صفق بحرارة.



صغيري الآن .... اجتاز المستوى الثالث في كلية اللغة العربية في جامعة القصيم.


لن أنساك ...... يا ماجد ؛ فأنت -بعد فضل الله- من ألنت قساوة قلبي ؛ وعلمتني كيف يجب أن يكون ميدان التربية والتعليم ميدان لكل ضمير حي .


كل مرة أسرد القصة .... تغالبني دموعي .
وهذه المرة أرهقتني بحق.


تحياتي لكم ...




منقول للفائدة

وهذا ردي على الموضوع :

الله الله
وصف واقعي لحالة حقيقية كثيرا ما تمر على مربي الأجيال تستوقف المخلصين منهم مؤثرة فيهم أعمق تأثير روحي إنساني يستلهمون منها نبل المواقف ويشرفون بوضعها نصب أعينهم في أداء عملهم الأبوي التربوي يكون نتاجها حتما النجاح والتقدم وتجاوز كل الحالات.. وقد تمر على الآخرين في نفس الميدان مرور الكرام فلا تأثر والنتيجة لا تأثير .
هنا ومن هنا ومن هناك ولذلك ولذاك تكمن المهنة التربوية الخالصة للمعلم ..ويتجسد المعنى الحقيقي الأسمى لمهنة التعليم على قاعدة التربية في إطار الإنسانية المستوحاة من ديننا الحنيف وسماحته والرحمة التي تزينه وينحو لها .
بارك الله في ذلك المعلم وجزاه الله خيرا وهدى من أتى لمهنة التعليم كمهنة ووظيفة مجردة ولا يعرف واجباتها أو تجاهلها .وقبع في ردهات مؤسساتها بلا تأثير يحمد .. ونعوذ بالله إن كان تأثيره بالسلب .
أفيقوا أيها المعلمون وتحملوا مسؤولياتكم التربوية التربوية التربوية والتعليمية .. فوالله لن ترقى الأمم إلا باهتمامها بنشئها وتربيتهم التربية القويمة قبل العلم حيث تكون له قاعدة تنطلق ركائبه منها .
لك يا ناقل الموضوع جل تقديري .. وأقف احتراما وتقديرا لذلك المعلم

المعلم
07-09-2013, 03:07 PM
ولك أخي أسير الغرام
جل تقديري ووافر احترامي
.. وأقف احتراما وتقديرا لذلك المعلم

فهد سلامه الرفاعي
07-09-2013, 03:47 PM
نتمنى كل معلم يكون ذلك المعلم ...

شكرأ على هذه الدرر التي تتحفنا بها أستاذنا أسير الغرام .

العنيني
07-09-2013, 08:35 PM
أخي الكريم هذا موضوع بغاية الجمال وقد صور وسوف يعمم للزملاء في المدرسة ولوكان لي من الامر شئ لعممته لجميع المعلمين والمعلمات أنا أوكد لك انهم جميعاً فيهم من الخير الكثير ولكن بث هذه الرسائل لهم من باب التذكير , شكراً لك متطلعين للمزيد فهذه رسائل تربوية جميلة ونافعة

أسير الغرام
08-09-2013, 04:30 AM
لا فضت أفواهكم جميعا على هذه المداخلات الرائعة التي تنم عن اهتماماتكم وتطلعاتكم للأفضل في الميدان التربوي وليس هذا بغريب منكم كتربويين يشار إليكم بالبنان تميزا .

أبو سفيان
08-09-2013, 11:17 AM
" موضوع يستحق التميز "
شكرا لك أيها المربي الفاضل على اتحافنا بهذا الموضوع وهذه القصة الجميلة في سردها ومغزاها ، وأصدقك أن مدامع المعلمين قريبة من مشاعرهم المرهفة في هذه المواقف ، وما التقاطك لهذه القصة واهتماك بها إلا دليلا يثبت أن المعلم حتى لو ابتعد عن المجال بحكم النظام والاحالة فإن التربية والتعليم ما تزال أو " ما تزالان " تجريان في دمائه ويعيش محتواها ويتفاعل مع مجرياتها وأحداثها في كل زمان ومكان ،، وهذا المعلم صاحب القصة هو أنموذج حي لما يجب أن يكون عليه كل المعلمين ؛؛ فهم آباء لأطفال بعد آبائهم الحقيقيين ،، والمؤكد أن معظم المعلمين لهم تجارب تماثل هذه التجربة الثرية وسماع مثل هذه القصص يحفز الكثير منهم على الإلمام والتسجيل والتذكير ،، فشكرا لك وبارك الله في هذا المعلم وأكثر من أمثاله .

حكيم الزمان
09-09-2013, 02:10 AM
الله يباركله في عمره وماله واولاده يارب

أسير الغرام
09-09-2013, 04:05 AM
" موضوع يستحق التميز "
شكرا لك أيها المربي الفاضل على اتحافنا بهذا الموضوع وهذه القصة الجميلة في سردها ومعزاها ، وأصدقك أن مدامع المعلمين قريبة من مشاعرهم المرهفة في هذه المواقف ، وما التقاطك لهذه القصة واهتماك بها إلا دليلا يثبت أن المعلم حتى لو ابتعد عن المجال بحكم النظام والاحالة فإن التربية والتعليم ما تزال أو " ما تزالان " تجريان في دمائه ويعيش محتواها ويتفاعل مع مجرياتها وأحداثها في كل زمان ومكان ،، وهذا المعلم صاحب القصة هو أنموذج حي لما يجب أن يكون عليه كل المعلمين ؛؛ فهم آباء لأطفال بعد آبائهم الحقيقيين ،، والمؤكد أن معظم المعلمين لهم تجارب تماثل هذه التجربة الثرية وسماع مثل هذه القصص يحفز الكثير منهم على الإلمام والتسجيل والتذكير ،، فشكرا لك وبارك الله في هذا المعلم وأكثر من أمثاله .



بل الشكر لك أنت أستاذنا المربي الفاضل على هذه المداخلة الراقية القيمة التي تنم حتما عن استمرارك التربوي الروحي الإنساني الوجداني المخلص في هذا المجال النبيل والمهنة الشريفة المشرفة لكل منسوبيها المخلصين ..والذين لو نأى تواجدهم عن ميدانها واشتعلت رؤوسهم شيبا يبقى تواجدها في وجدانهم وتفكيرهم تنبض قلوبهم حبا لها .. يفرحهم تميز منسوبيها وشاغليها خدمة في مجالها ويؤرق مضاجعهم ويشغل تفكيرهم غير ما يتمنونها عليه ... أنت يا أباسفيان قدوة متميزة في استمرارية الوفاء لهذا الميدان في كل مناسباته وما يتعلق به بفكرك وبتواجدك وقلمك الرائع النبيل ( ولا يهون بقية الزملاء الأفاضل ) .. نسأل الله لك ولنا ولجميع الزملاء خارج الميدان أو في خضمه خير الجزاء .. ونتمنى أن نسمع ونرى ونلاحظ ونلمس ما يسعدنا تربية وتعليما لكل أبناء هذا الوطن .
تقبل تحيتي وتقديري وشكري

أسير الغرام
09-09-2013, 04:07 AM
الله يباركله في عمره وماله واولاده يارب



اللهم آمين .. ويبارك لك كذلك على تواجدك الطيب هنا

أبو حنين
09-09-2013, 10:40 PM
كافل اليتيم مع النبي في الجنة ... في جنة عرضها السموات والأرض حين قال : " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)

أسير الغرام
10-09-2013, 03:14 AM
كافل اليتيم مع النبي في الجنة ... في جنة عرضها السموات والأرض حين قال : " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)



نعم هو كذلك أخي الكريم .. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ... والمعلم هنا كسب الأجرين إن شاء الله : ما قلته وإخلاصه في عمله التربوي .
بارك الله فيك .. مداخلتك أثرت الموضوع كثيرا بل زينته .

أبو سفيان
19-09-2013, 12:35 AM
مع التحية للأستاذ أسير الغرام

وحتى تكتمل القصة هذا ( رد الطالب ماجد على رسالة أستاذه )


أستاذي الكريم، يتناقل الناس رسالتك عبر وسائل الاتصال الحديثة ...
وصلت إليَّ رسالتك - كغيري من الناس - فقرأتها وأنا أسترجع ( فيلم ) تلك المرحلة ..

طفل يتيم فقد والده وهو في أشهره الأولى .. شبَّ ودرج عند أخواله ... لم يعرف قاموسه اللغوي عبارات كان يرددها أقرانه !! فحينما يتشاكس مع غيره تنهمر دموعه ويقول : ( والله لأعلم أمي ) بينما يقول الأخرون : ( والله لأعلم أبوي ).

مرت السنوات ووالدتي - جزاها الله خيرًا - تقوم بدورين دور الأب ودور الأم معًا !!

في أول يوم دراسيِّ أمسكت والدتي بيدي وذهبنا إلى المدرسة وهي تهمهم طوال الطريق
لم أفقه من همهمتها إلا ( الذي لا تضيع الودائع عنده )
ودعتني عند باب المدرسة ورجعت للبيت.

دخلت المدرسة لأول مرة .. وفي تلك السنوات كان الأسبوع التمهيدي في أول سنوات تطبيقه ..
كل طفل بجواره والده يشجعه إلا أنا وقفت وحيدًا لا ادري ما الله صانع بي ..
لكن ما كانت تهمهم به والدتي بدأ مفعوله .. سار نحوي رجل وأخذ بيدي .. سأل عن اسمي .. فأجبته ...
سأل عن والدي أين هو؟ ..ببراءة الطفولة قلت : ما عندنا أبو .. تقول أمي أنه مسافر ..
كتب اسمي على بطاقة وعلقها على صدري ..

إنَّ ذلك الرجل هو أنت أستاذي الكريم!!!!!!!

كنتَ تظن أنَّ بداية قصتي معك هي المسبحة .. لا والله إنَّ البداية من أول لقاء .. فا لانطباع الأول هو الذي الذي يترسخ بالذهن سواءً كان انطباعًا جميلاً ام قبيحًا .. وهذا الانطباع يصعب تغييره مهما حاولنا ترميم ماحدث في أول لقاء ..

أما قصة المسبحة فهي واحدة من حيل الطفولة التي كنت احتال عليك حينما أشعر بحاجتي إلى جرعة من أبوتك !!

سافصح لك - بعد تلك السنوات - عن بعض سيرتي معك .. كنت أتعمد - أحيانًا - الوقوع في الخطأ في درس المطالعة مع معرفتي الجيدة لها .. وكثيرًا ما أقوم من مقعدي وأتجه إليك في مكانك لأسألك عن صحة ما كتبت مع يقيني أنَّ ماكتبتهر صحيحًا .. بل كم يوم ويوم حطمت سن القلم كي أقوم بإصلاحه بالبراية الكبيرة المثبتة في زاوية مكتبك ... صنعت ذلك كله من أجل أنْ أقترب منك فأشعر بدفء حرارة أبوتك !!

ختامًا : يا والدي العزيز، درست على أساتذة كثر من المرحلة الابتدائية مرورًا بالمرحلتين المتوسطة والثانوية وأخيرًا في المرحلة الجامعية و صورتك الجميلة ماثلة أمام عيني .. وكلماتك الأبوية وقود لمواصلة مشوار الحياة .. أسأل الله أنْ يرزقك الفردوس الأعلى من الجنة على وقوفك معي وتشجيعك .

التوقيع : تلميذك بل ابنك ( ماجد )

أسير الغرام
19-09-2013, 03:17 AM
الله الله الله
ما أروع ما كتب هذا الابن البار وهذا التلميذ الوفي .. إنه فعلا ماجدٌ على اسمه .. ولله در ذلك المربي الفاضل . تقبل الله دعاءك يا ماجد .. أيها النقاء والصفاء أيها الأصل الطيب .
لا أدري ماذا أكتب ؟! حقا تعجز الكلمات أن تجسد ما يستحق ذلك المعلم المربي الفاضل لكنه حقا يكفيه فخرا وثوابا ما تدل عليه ثمرة فعله التربوي الإنساني ممثلة في الأحاسيس المرهفة الصادقة بالوفاء من ابنه الفاضل ماجد ... هكذا يتأكد شرف مهنة التعليم من المخلصين فيها وهكذا تظهر نتائجها وتنضج ثمارها حلوة المذاق مهما طال بها الزمن ..تلك في الدنيا وما في الآرخرة خير وأبقى .
ولله درك يا أباسفيان على هذا الاهتمام غير المستغرب فقد كنت لنا في الميدان قدوة وأستاذا ولازلت منهلا من مناهل الاقتداء بنهجك الراقي .
لازلت أذكر ما تعلمته منك في أيام قليلة سبقت يوم تقاعدك الذي كنت في عملك فيه كأنه أول يوم تبدأ فيه تعيينك.. تعلمت منك الكثير إيجابا رغم قلة الأيام التي تمنيت استمرارها ( حتى في دور التسليم والاستلام كان درس ).. لكنك غادرت بعد دموع سكبتها على قاعدة حبك وإخلاصك لهذا الميدان مودعا ... وتوالت الأيام..وجاء خبر وقفتك التوجدية أمام مبنى المدرسة السعودية ( الملك خالد ) وجدرانها تتهاوى من ضيم الزمن ومعاوله ..وجاشت النفس .حتما إن ذلك يؤطره الإخلاص الذي ينحو لما نحا له ذلك المعلم .
وتوالت الأيام وغادرنا وغادر غيرنا ونحن نكن لكل معلمينا الود والإخلاص والعرفان بفضلهم سواء في أيام دراستنا أو عملنا .
وتبقى هذه المهنة الشريفة لكل المخلصين وساما وفخرا .وما أكثرهم .. نسأل الله لهم ولنا خير الجزاء من الله غز وجل .
تقبلوا تحيتي وتقديري

أبو سفيان
26-09-2013, 01:29 PM
شكرا لك معلمنا الخلوق الودود ، ولا ننسى وفاءك واحترامك للعلم وللمعلمين ولكل ما يمت لهذه المهنة الشريفة ، ذكرتني بذلك اليوم الذي ودعتُ فيه الصرح المجيد وما زلت أحتفظ لك في نفسي بما لمسته من مشاعر لا يعتريها الزيف كانت بمثابة لبنة من لبنات الوفاء التي تستبشر بها النفوس ولا يعتريها التملق والنفاق ذلك ديدن من تربى على صفات الخلق الرفيع والعطاء المديد ، وما هذا النموذج الذي رأيناه بين معلم وتلميذه في القصة التي سردناها الا دليلا على نبل المقصد وحسن السيرة ؛؛ جعلنا الله وإياكم من الموفقين المأجورين في هذا المجال وفي كل مجال ينتج للوطن ما يقتدي به أولو العزم وأصحاب الهمم العالية .