المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «كاشيرة» ولا عاطلة في البيت..!



*أبو موسى محلاوي*
15-05-2013, 09:37 AM
http://media1.arabia.msn.com/medialib/2013/5/15/0_5416416.jpg


مرت سنة على تسلّم 'الكاشيرات' وظائفهن الجديدة كموظفات في العديد من المحال التجارية، حيث ودَّعن بذلك الحاجة المادية والفراغ الممل إلى الأبد، وبقيت هذه التجربة فرصة نجحن خلالها في كسر جمود الروتين اليومي؛ فأصبحن بذلك عضوات فاعلات في المجتمع.


وعلى الرغم من تلك النجاحات، إلاَّ أنَّ هناك العديد من العوائق التي أدَّت بكثير منهن إلى ترك المهنة من دون رجعة، ومن ذلك عدم توفُّر وسيلة المواصلات المناسبة من وإلى مقر العمل، واقتصار فترة الإجازة الأسبوعية على يوم واحد فقط، وكذلك الاكتفاء بمنحهنَّ إجازةً لمدة يومين فقط خلال فترة الأعياد، عل الرغم من أنَّ العقد ينُصُّ على أنَّ إجازة الأعياد تصل إلى أسبوع كامل، كما أنَّ العمل خارج ساعات العمل يتم دون الحصول على مقابل ماديّ إضافي، في ظل الخصم من رواتبهنَّ بمجرَّد تأخرهنَّ عن العمل ولو لدقائق معدودة، إضافة إلى عدم توفير أماكن ل'الكاشيرات' تكون مُخصَّصة للراحة وتناول الوجبات وأداء الصلوات المفروضة، وذلك في ظل طول ساعات العمل التي تتجاوز(8) ساعات يومياً.


http://s.alriyadh.com/2013/05/15/img/750315546344.jpg


ضغوطات متزايدة


وقالت 'أفنان' -طالبة 'بكالوريوس' قانون-:'كثيراً ما أختلف أنا وزميلاتي في العمل مع المشرف الأجنبي المُكلَّف بالإشراف علينا'، مُضيفةً أنَّ ذلك يكون بلا أسباب واضحة في معظم الأحيان، مفسِّرةً ذلك على أنَّه ربَّما كان من باب مضايقتهن لإجبارهنَّ على ترك العمل، مُوضحةً أنَّ الضغوطات المتزايدة المفروضة عليها وعلى زميلاتها وصلت إلى حد فرض الغرامات المالية؛ نتيجة وجود عجز في الحسابات، حيث قد تصل أحياناً إلى (900) ريال، على الرغم من أنَّ رواتبهنَّ لا تتعدى (4) آلاف ريال، ذاكرةً أنَّ ذلك يتم اعتباطاً دون تقديم إثباتات ورقية تبيِّن مقدار ذلك العجز، مُشيرةً إلى أنَّ هناك مضايقات من نوع آخر تصدر أحياناً من بعض الزبائن -خاصة النساء- حيث إنَّ معظمهن يتذمرنّ بحجة عدم تنفيذ طلباتهن في الوقت المحدَّد، أو بسبب عدم اعتيادهن على التعامل مع الفتيات في هذا المجال.


http://s.alriyadh.com/2013/05/15/img/291232222825.jpg
فتاة سعيدة بالعمل الشريف وتحتاج إلى دعم أفضل من المجتمع


حاجة مادية
وبيَّنت 'ابتسام' -محاسبة- أنَّ الحاجة المادية هي ما دفعها للتمسك بالعمل في هذه المهنة التي تتوحد فيها صيغة العقود، مُضيفةً أنَّه لا يعترف بها وبزميلاتها كموظفات يتقاسمن الحقوق مع الرجل، مُوضحةً أنَّ عقود العمل تضمَّنت ساعات عمل موحدة، والمهام الوظيفية نفسها، وعلى أن تشتمل فترة التدريب الذي يسبق العمل على جميع المهارات الوظيفية في التسويق ومهارات التعامل وحق الزبون والمحاسبة والجرد وغيرها من مهام التسويق، مبيِّنةً أنَّ الموظف أو الموظفة يحصلون على دورات في مجال 'الماركات العالمية'، وشرح مستجدات العمل والخطط المستقبلية للمبيعات فور الالتحاق بالعمل، مُشيرةً إلى أنَّ عمل 'الكاشيرات' ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض، كما أنَّه يضيف لها كثيراً من المعلومات ويكسر الروتين، والأهم هنا هو الدخل المادي الذي يسد باب الالتزامات الأسرية، ويحفظ كرامة العديد من الأسر، خاصةً الفتيات اللائي حُرمن من إكمال تعليمهنَّ.




http://s.alriyadh.com/2013/05/15/img/493001744414.jpg
عمل الكاشيرات في الأسواق تجربة ناجحة للمرأة


أمور سلبية
وأكَّدت 'صيتة' على أنَّها وبمجرَّد توقيعها لعقد العمل ك 'كاشيرة' فقد أنهت رحلة البحث التي استنفدت قواها كثيراً، مُضيفةً أنَّها بحثت طيلة سبع سنوات عن عمل يوفر لها ولأبنائها دخلاً شهرياً ثابتاً، مُشيدةً بقرار السماح للسيدات بالعمل في هذه المهنة، مُضيفةً أنَّ هذا العمل لايشترط لمزاولته توفر الخبرة، أوالتخصص الجامعي في هذا المجال، وعدَّدت جملة من الأمور السلبية في هذه المهنة، من أهمها عدم توفير وسيلة المواصلات المناسبة، واقتصار فترة الإجازة الأسبوعية على يوم واحد فقط، مُشيرةً إلى أنَّه يُكتفى بمنحهنَّ إجازةً لمدة يومين فقط خلال فترة الأعياد، عل الرغم من أنَّ العقد ينُصُّ على أنَّ إجازة الأعياد تصل إلى أسبوع كامل، كما أنَّ العمل خارج ساعات العمل يتم دون الحصول على مقابل ماديّ إضافي، في ظل الخصم من رواتبهنَّ بمجرَّد تأخرهنَّ عن العمل ولو لدقائق معدودة.


http://s.alriyadh.com/2013/05/15/img/959681002075.jpg
إجازة يوم واحد في الأسبوع تقلق الكاشيرات


تسرُّب الكاشيرات
وعن تسرُّب 'الكاشيرات' عند العمل بهذه المهنة، قالت 'أماني':' طاقم العمل غير مستقر، حيث إنَّ العديد من الموظفات قد تركن العمل وذلك لأسباب عديدة من أبرزها ضغوط الإدارة العليا، وتهميش مطالب الموظفات'، مُضيفةً أنَّ عدم توفير وسيلة المواصلات للتنقٌُّل من وإلى مقر العمل شكَّلت هاجساً كبيراً لدى الكثير من الموظفات، إذ أدَّى ذلك إلى تخصيص ما يقارب من ثلث الراتب لتوفير وسيلة نقل مناسبة، مُشيرةً إلى أنَّ من أبرز الأسباب التي أدَّت إلى ترك العمل بهذه المهنة ما تتعرَّض له كثير من الموظفات بهذا المجال من خصومات يومية بسبب تأخرهنَّ الخارج عن الإرادة ولو لدقائق معدودة، وكذلك تعظيم أيَّة أخطاء تصدر من الموظفات حتى لو كانت دون قصد، إضافة إلى عدم توفير أماكن ل'الكاشيرات' تكون مُخصَّصة للراحة وتناول الوجبات والصلاة، وذلك في ظل طول ساعات العمل التي تتجاوز(8)ساعات يومياً.


حقوق وظيفية
وتوقَّع 'ناصر بن طلحة' -مختص في الموارد البشرية- أن تنال وظيفة 'الكاشيرات' في المحال التجارية نجاحاً ونمواً كبيرين في المستقبل القريب، مُضيفاً أنَّ هذا المجال يواجه تحديات تشترك فيها جهات عدة، بدءاً من العنصر العامل بالمهنة، مروراً بالجهات الرسمية، وانتهاءً بالجهات المشغلة، مُوضحاً أنَّ من أبرزها عدم توفُّير وسائل المواصلات للعاملات من وإلى مكان العمل، حيث إنَّ معظم العاملات من ذوات الدخل المحدود ومع ذلك يلجأن للركوب في وسيلة مواصلات مشتركة، أو استقدام سائق خاص، داعياً الشركات المشغلة إلى توفير وسيلة مواصلات مشتركة تكون مهمتها توصيل العاملات من وإلى منازلهن، مشيراً إلى أنَّ من جملة التحديات أيضا عدم التزام بعض الشركات المُشغلة بالعقود، إذ تستغل تلك الشركات عدم إلمام الموظفات بحقوقهن المنصوص عليها في العقود، لافتاً إلى إنَّ بعض الشركات لا تلتزم بما هو منصوص عليه في العقد وتستغل حاجة المرأة بهضم حقوقها الوظيفة.


توعية العاملات بحقوقهن
ودعا 'ابن طلحة' الجهات المعنية إلى توعية العاملات بحقوقهن، وكذلك عمل زيارات ميدانية للمنشآت للتأكد من التزام الشركات المُشغِّلة بكافة بنود وفقرات العقود، مُضيفاً أنَّ من التحديات التي تواجهها العاملات بهذه المهنة مسألة 'الخصومات'، خاصةً بالنسبة للمُعيَّنات على وظائف ذات رواتب متدنية، مُبيِّناً أنَّ هناك صعوبات كبيرة تعتبر من ضمن التحديَّات التي تواجه بقاء هذه المهنة على قيد الحياة مستقبلاً، ومنها ساعات العمل الطويلة، مؤكِّداً على أنَّ ساعات العمل الطويلة بدون راحة مخالف لنظام العمل، مُشيراً إلى أنَّ طبيعة عمل 'الكاشيرات' مرهقة في معظمها، حيث تتطلب التركيز مع الوقوف لفترات طويلة في معظم الأحيان، الأمر الذي يستدعي وجود فترة راحة كافية للموظفة لالتقاط أنفاسها ومتابعة عملها من جديد، لافتاً إلى أنَّ بيئة العمل الحالية في هذا المجال تُعدُّ بيئة طاردة، وذلك على الرغم من الدعم الحكومي اللامحدود في مجال توظيف العنصر النسائي.

وشدَّد على ضرورة دعم 'الكاشيرات' للاستمرار في مزاولة هذه المهنة، داعياً الجهات المعنية إلى إلزام الشركات المُشغِّلة بتوفير الأماكن المخصصة ليتمتعن بفترات من الراحة يؤدين فيها الصلوات المفروضة ويتناولن فيها الوجبات، وكذلك إعادة النظر في عدد ساعات عملهن، إضافةً إلى مراعاة ظروفهن والبحث عن أفضل السبل لتحقيق الفائدة المرجوة من التوظيف النسائي، لافتاً إلى أنَّ الانجاز المهني لا يعتمد على طول ساعات العمل فقط ، كما أنَّ دافع الإنتاجية يعتمد على الايجابية والتحفيز قبل العقوبة والخصومات.

المعلم
15-05-2013, 02:40 PM
أعانهن الله وستر على الجميع