أبو سفيان
22-04-2013, 06:34 PM
المدينة / الاثنين
الأمن نعمةٌ عظيمةٌ امتنَّ الله بها على أقوام، فيقول الله عز وجل ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ﴾، ورسولُنا صلى الله عليه وسلم يقول (من أصبحَ آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا). وإذا اختلَّ نظامُ الأمن وتزَعزَعت أركانُه وقعَ المُجتمع في الفتن، وكثُرت الجرائمُ والأعمال النَّكراء، لذا حرَّم الإسلام كلَّ فعل يعبَث بالأمن والاستِقرار، وحذَّر من أيِّ عملٍ يبُثُّ الخوفَ والاضطراب.
ومن أسباب تحقيق الأمن، السمع والطاعة لوليِّ الأمر في المعروف، وفيما لا معصيةَ فيه لله، فذلكم أصلٌ من أصول الدين، وبهذا الأصل تنتظِمُ مصالحُ الدارَين ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾. كذلك التناصُح والتراحُم فيما بين الراعي والرعيَّة، والتعاوُن على الحق الذي لا يحدُوه إلا خوفُ الله، مع مراعاة مبادئ الرِّفق والحكمة واللُّطف بما يجمَعُ الكلمةَ، ويُوحِّدُ الصفَّ، ويُؤلِّفُ القلوبَ، فالتناصُح الذي يجلِبُ المصالح، ويدرأُ المفاسِد بكلامٍ طيب وتوجيه سديد، يقودُ الجميع إلى الخير والصلاح، وينأى بالناس عن التفرُّق والتشتُّت.
إن أعداءَ الدين والمال يتربَّصون بنا وببلادنا بأنواع المكر المُتعدِّدة، من نشر حرب المُخدرات المُهلِكة، وغزو الأفكار والعُقول، الى بثِّ الفتن والفساد، فالحذرَ من الدعوات التي تُهدِّدُ الأمن وتُزعزِع الاستِقرار، ولنكن دروعًا متينًة في الحِفاظ على ديننا، والدفاع عن بلادنا التي نشأنا على أرضها ونعِمنا بخيرها. إن الواقعَ الذي تعيشُه بُلدان حولنا يُذكِّرنا بأن انفِلات الأمن أعظمُ الشرور، وأن المِحن والكُروب نتائِجُ الإخلال بالأمن، فيعودُ العمارُ خرابًا، والأمنُ سرابًا، وسوف تكون عاقبتها سيئة، فلنبادِر إلى المُساهمة في المشاريع التي تنفعُ الجميع لتحقيق الحياة الطيبة السعيدة، فبلادُنا ماضيةٌ (بإذن الله) تحت رعاية ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين في تحقيق حياة تكونُ أكثرَ رخاءً وأوسعَ عطاءً، لما جعله (حفظه الله) بابًا لتحقيق العدل ونُصرة المظلوم.
ومن أعظم أنواع الإعراض الذي بسببه فُقِد الأمنُ والأمان، ودبَّت الفتنُ والقلاقِل والقهرُ والعُدوان في بعض بُلدان المُسلمين، هو تفشي المعاصي والسيئات والمُوبِقات، والاعراض عن تحكيم شريعة الله التي رسمَت لحياة الناس في دنياهم وأخراهم، واستِبدالها بالقوانين الوضعية والدساتير البشرية، فكانت النتائجُ مُخزِية، والعواقِبُ وخيمة، يقول سبحانه وتعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
لقد خلق الله الإنسان ليعيش في أمن وأمان، وجعل ذلك من أهم غاياته وحقوقه في الحياة، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال ويطارده شبح الخوف، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفس الإنسان وتتحول إلى شقاء وعذاب. أسأل الله أن يحفظ لنا قادتنا، ويديم على شعبنا العزة والكرامة، ويُحقِّقَ لنا الأمنَ والأمان، والاستِقرار والاطمئنان، وأن يحمي بلادنا وأهلها من كل سوء ومكروه.
د. ياسر عبدالعزيز حادي - ينبع
الأمن نعمةٌ عظيمةٌ امتنَّ الله بها على أقوام، فيقول الله عز وجل ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ﴾، ورسولُنا صلى الله عليه وسلم يقول (من أصبحَ آمنًا في سِربه، مُعافًى في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا). وإذا اختلَّ نظامُ الأمن وتزَعزَعت أركانُه وقعَ المُجتمع في الفتن، وكثُرت الجرائمُ والأعمال النَّكراء، لذا حرَّم الإسلام كلَّ فعل يعبَث بالأمن والاستِقرار، وحذَّر من أيِّ عملٍ يبُثُّ الخوفَ والاضطراب.
ومن أسباب تحقيق الأمن، السمع والطاعة لوليِّ الأمر في المعروف، وفيما لا معصيةَ فيه لله، فذلكم أصلٌ من أصول الدين، وبهذا الأصل تنتظِمُ مصالحُ الدارَين ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾. كذلك التناصُح والتراحُم فيما بين الراعي والرعيَّة، والتعاوُن على الحق الذي لا يحدُوه إلا خوفُ الله، مع مراعاة مبادئ الرِّفق والحكمة واللُّطف بما يجمَعُ الكلمةَ، ويُوحِّدُ الصفَّ، ويُؤلِّفُ القلوبَ، فالتناصُح الذي يجلِبُ المصالح، ويدرأُ المفاسِد بكلامٍ طيب وتوجيه سديد، يقودُ الجميع إلى الخير والصلاح، وينأى بالناس عن التفرُّق والتشتُّت.
إن أعداءَ الدين والمال يتربَّصون بنا وببلادنا بأنواع المكر المُتعدِّدة، من نشر حرب المُخدرات المُهلِكة، وغزو الأفكار والعُقول، الى بثِّ الفتن والفساد، فالحذرَ من الدعوات التي تُهدِّدُ الأمن وتُزعزِع الاستِقرار، ولنكن دروعًا متينًة في الحِفاظ على ديننا، والدفاع عن بلادنا التي نشأنا على أرضها ونعِمنا بخيرها. إن الواقعَ الذي تعيشُه بُلدان حولنا يُذكِّرنا بأن انفِلات الأمن أعظمُ الشرور، وأن المِحن والكُروب نتائِجُ الإخلال بالأمن، فيعودُ العمارُ خرابًا، والأمنُ سرابًا، وسوف تكون عاقبتها سيئة، فلنبادِر إلى المُساهمة في المشاريع التي تنفعُ الجميع لتحقيق الحياة الطيبة السعيدة، فبلادُنا ماضيةٌ (بإذن الله) تحت رعاية ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين في تحقيق حياة تكونُ أكثرَ رخاءً وأوسعَ عطاءً، لما جعله (حفظه الله) بابًا لتحقيق العدل ونُصرة المظلوم.
ومن أعظم أنواع الإعراض الذي بسببه فُقِد الأمنُ والأمان، ودبَّت الفتنُ والقلاقِل والقهرُ والعُدوان في بعض بُلدان المُسلمين، هو تفشي المعاصي والسيئات والمُوبِقات، والاعراض عن تحكيم شريعة الله التي رسمَت لحياة الناس في دنياهم وأخراهم، واستِبدالها بالقوانين الوضعية والدساتير البشرية، فكانت النتائجُ مُخزِية، والعواقِبُ وخيمة، يقول سبحانه وتعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
لقد خلق الله الإنسان ليعيش في أمن وأمان، وجعل ذلك من أهم غاياته وحقوقه في الحياة، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال ويطارده شبح الخوف، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفس الإنسان وتتحول إلى شقاء وعذاب. أسأل الله أن يحفظ لنا قادتنا، ويديم على شعبنا العزة والكرامة، ويُحقِّقَ لنا الأمنَ والأمان، والاستِقرار والاطمئنان، وأن يحمي بلادنا وأهلها من كل سوء ومكروه.
د. ياسر عبدالعزيز حادي - ينبع