أبو سفيان
21-04-2004, 06:00 PM
حل الشاعر على بن غنمي ضيفاً على مضارب في الخبت ، وكان رجال المضارب خارجها ، فتولى النساء القيام بواجب الضيافة ، وكان الشاعر معروفاً ومشهوراً بالفروسية وقصائد الغزل التي تشنف الآذان ويطرب لها الوجدان . وربما تردد الشاعر على هذه المضارب من قبل والتقى رجالها وشعراءهم . ولما توجه إلى ركابه يصلح بعض شؤونه استعداداً للرحيل لاحظ أن إحدى الفتيات تتقلد بندقيته وتختال بها بين النسوة ، ثم تعيدها إلى مكانها ، فأثاره هذا المنظر . وعندما عاد إلى مجلسه قال :
ذي بندقي ياعذيب الريق ما تشرى بالاثمان = سميتها "الهرفة" اللي كف راعيها حماها
وياعذب ليتك تفرَّجْ عندنا في ريع "تربان" = يوم ان عوج الكراسي قشعوا عنها غطاها
ألحقت فيها زروف "ولايتي" والقلب حدمان = ألحقتها في عجل والموت في زفرة بناها
إنه يصف بندقيته مفتخراً بها ،ومباهياً بمهارته في التسديد ، ويتمنى أن لو شاهدت هذه الفتاة موقعة حربية جرت بين قومه وآخرين ، وقعت عند ثنية "تربان" بين "المدينة المنورة" و"الفريش" ، حين هب المحاربون يجردون بنادقهم من أكفالها ، تلك الأوعية الجلدية التي تحفظ البنادق داخلها في أوقات عدم الاستخدام ، صيانة لها ، وحفظاً من تعرضها للغبار والأتربة ونحوها ، هذه البندقية التي سماها "الهرفة" لشراهتها في قتل الأعداء . ويطلق على البنادق عوج الكراسي كناية عن مقابض البنادق التي تثبت بها في حالة الرمي ، ثم يشير إلى الذخيرة الجيدة ويحددها بماركة معينة "ولايتي" المعروفة بجودتها ، ولا ينسى تصوير حالة الحدم التي كانت تسيطر على الشاعر فتدفعه للإقدام ، معززة بمهارته وسرعة التسديد والحاقه الاذى بالأعداء . أما عن أسباب هذه الموقعة فذلك أن قافلة كانت قادمة من "ينبع " وهي مثقلة بالأحمال ، وأخرى قادمة من "المدينة المنورة" لا تحمل اثقالاً ، فالتقتا في مضيق "تربان" الذي لا تتسع جادته لأكثر من مرور قافلة ، وكان لزاماً على القادمة من المدينة أن تخرج عن الجادة وتفسح المجال للقافلة المثخنة بالأحمال وهو قانون عرفي تتفق عليه كل القبائل . إلا أن هذه القافلة لم تذعن لهذا القانون ، فما كان من رجال القافلتين إلا اذكاء نار الفتنة وتبادل إطلاق النار ، عندما عمد أحد الجمالة إلى دفع أحد الجمال المثخنة بالأحمال إلى خارج الجادة ، وانتهت الموقعة بانتصار قافلة الشاعر . بقي أن نشير إلى أن مضمون قانون المرور للقوافل يعطي أفضلية المرور بالجادة للفئات التالية : * القوافل والابل المثخنة بالأحمال لأن خروجها من الجادة قد يعرضها للتعثر والاختلال . * المشاة الذين يحملون أثقالاً ، والناس في ذلك الزمن قد يكون أكثرهم حفاة وخروجهم من الجادة يعرضهم للتعثر والأشواك . * كبار القوم رتبة وسناً ، احتراماً وتقديراً لهم . * النساء ، مراعاة لحيائهن . والجادة هي الطريق التي طوعتها كثرة الاستخدام للمرور ، فانتزعت الحجارة ومعوقات المرور منها .
ص.ب 703 الرياض11421
المدينة / صفحة شعبي
ذي بندقي ياعذيب الريق ما تشرى بالاثمان = سميتها "الهرفة" اللي كف راعيها حماها
وياعذب ليتك تفرَّجْ عندنا في ريع "تربان" = يوم ان عوج الكراسي قشعوا عنها غطاها
ألحقت فيها زروف "ولايتي" والقلب حدمان = ألحقتها في عجل والموت في زفرة بناها
إنه يصف بندقيته مفتخراً بها ،ومباهياً بمهارته في التسديد ، ويتمنى أن لو شاهدت هذه الفتاة موقعة حربية جرت بين قومه وآخرين ، وقعت عند ثنية "تربان" بين "المدينة المنورة" و"الفريش" ، حين هب المحاربون يجردون بنادقهم من أكفالها ، تلك الأوعية الجلدية التي تحفظ البنادق داخلها في أوقات عدم الاستخدام ، صيانة لها ، وحفظاً من تعرضها للغبار والأتربة ونحوها ، هذه البندقية التي سماها "الهرفة" لشراهتها في قتل الأعداء . ويطلق على البنادق عوج الكراسي كناية عن مقابض البنادق التي تثبت بها في حالة الرمي ، ثم يشير إلى الذخيرة الجيدة ويحددها بماركة معينة "ولايتي" المعروفة بجودتها ، ولا ينسى تصوير حالة الحدم التي كانت تسيطر على الشاعر فتدفعه للإقدام ، معززة بمهارته وسرعة التسديد والحاقه الاذى بالأعداء . أما عن أسباب هذه الموقعة فذلك أن قافلة كانت قادمة من "ينبع " وهي مثقلة بالأحمال ، وأخرى قادمة من "المدينة المنورة" لا تحمل اثقالاً ، فالتقتا في مضيق "تربان" الذي لا تتسع جادته لأكثر من مرور قافلة ، وكان لزاماً على القادمة من المدينة أن تخرج عن الجادة وتفسح المجال للقافلة المثخنة بالأحمال وهو قانون عرفي تتفق عليه كل القبائل . إلا أن هذه القافلة لم تذعن لهذا القانون ، فما كان من رجال القافلتين إلا اذكاء نار الفتنة وتبادل إطلاق النار ، عندما عمد أحد الجمالة إلى دفع أحد الجمال المثخنة بالأحمال إلى خارج الجادة ، وانتهت الموقعة بانتصار قافلة الشاعر . بقي أن نشير إلى أن مضمون قانون المرور للقوافل يعطي أفضلية المرور بالجادة للفئات التالية : * القوافل والابل المثخنة بالأحمال لأن خروجها من الجادة قد يعرضها للتعثر والاختلال . * المشاة الذين يحملون أثقالاً ، والناس في ذلك الزمن قد يكون أكثرهم حفاة وخروجهم من الجادة يعرضهم للتعثر والأشواك . * كبار القوم رتبة وسناً ، احتراماً وتقديراً لهم . * النساء ، مراعاة لحيائهن . والجادة هي الطريق التي طوعتها كثرة الاستخدام للمرور ، فانتزعت الحجارة ومعوقات المرور منها .
ص.ب 703 الرياض11421
المدينة / صفحة شعبي