المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( ممكن تتواصل معاي ... ))



عمير المحلاوي
04-12-2012, 02:58 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( ممكن تتواصل معاي ... ))

أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنها آية عظيمة تلفت الأنظار كلما قرأها المؤمن ويستوقف عندها ، فيقول تعالى: ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ) ، إننا نتعايش مع هذه الكلمات في كل لحظة من حياتنا ، فلو أراد أحدنا أن يحصي النعم التي تفضل الله بها عليه أو على أي احد فهذا أمر مستحيل لأن كل نعمة في جسد الإنسان تجعلك تتأمل وتقف عندها الايام والسنين.
و إتباعاً لقولة تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) فوددت اليوم أن أذكركم بتلك النعمة الغائبة عن أذهاننا و هي نعم تسمى بـ (( صلة الأرحام )) فأبدأها بالحديث عن أبي هريرة وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما ذكرا في الحديث القدسي عن رسول الله صلّ الله علية وسلم في قوله تعالى
{ أنَا الرحمنُ أنا خَلَقْتُ الرحمَ ، و شققتَ لها اسمًا منَ اسمِي ، فمنْ وَصَلَها وصَلْتُهُ ، و منْ قَطَعَها قَطَعْتُهُ ، و مَنْ بَتَّهَا بَتَتُّهُ }.

فكيف نبدأ بمواصلة أقاربنا وزياراتهم قبل أن نحبهم ونفشي السلام عليهم ونزيل تلك الطبقة السميكة من الشحناء والبغضاء التي تكنها قلوبنا فصلة الأرحام لا تكتفي فقط بزيارة لدقائق معدودة أو اتصال بقريب وتلقيه بكلمات مختصرة ( سلام ... كيفكم ... شخباركم ... حبيت أسلم عليكم ... مع السلامة ).
فلا أريد أن أخوض في الحديث على ما هو شائع بين الناس في الوقت الحالي ولا أريد أن أتكلم عن مشاغل الدنيا وكيف مشاغل الإنسان تملء حياته وتمنعه من تواصل أقرب الناس إليه وهذا يعود في بعض منا لعدم استخدامه للجدولة أو ترتيب في حياته فلو كل شخص استخدمها يعرف بطعم التغيير الكامل لحياته.
ولكن ما نسمع ويحز في أنفسنا و ما يشكو منه كبار السن بشكل خاص ومتكرر بأن قريبه س أو ص من الناس لا يتصل به أو لا يزوره و لا يتواصل مع أعمامه وعماته وخواله وخالاته إلا في حالتين أما موت عزيز لهم ( لا قدر الله ) أو زواج أحد المقربين ( على البركة والتوفيق ) من العصبة القوية وما يبكينا بأن تلك الفئة تناست حتى في الأعياد تهنئتهم و جرت العادة منهم من سماع المعايدة بكلمة ركيكة مكررة لمن هو أمامه أو لمن أتصل عليه و لمدة محدودة زمنها ثلاثة أيام مع كل عيد سواءاً كان عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى وبعد ذلك....!
فلا أمل من ذكر تلك القصة من أفواه تلك العجوز حينما تقول بأني نذرت ووصيت وقد أخبرت لمن هم حولي بأني حينما أقابل وجه الكريم لا يحمل جثماني إلا (......... من الناس ) و لا أريد غيرهم يقفون حتى في عزاي ، وما قالت ذلك إلا لنسيان المقربين منها فالعجزة وكبار السن لا يريدون منا إلا السؤال عنهم من حين لأخر و مداعبتهم في وحدتهم و تسليتهم ومواكبة تفكيرهم وعقولهم فيما يقولون أو يفعلون أما غير ذلك فهي حجج وهمية لا صحة لها.
أما من سلبيات مجتمعنا وللأسف في هذا الجانب فأستنكر بشدة بوجود عقول تفكر حتى الأن بأن فلان صاحب المليارات أو الملايين الزائلة يتعالى ويبتعد عن أصحاب الدخل المحدود والفقراء من عائلتهم ولا يجعل له أي باب من التواصل بينه وبينهم وذلك هرباً وخشية من اتصال ما يغزوه بصاروخ من طلب سلفة أو معونة تلخبط عليه ميزانيته وتقلل من رصيده المتجمد.
فأنتبه عزيزي الغني زادك الله من خيره ونعيمه ورزقة ليس كل من حاول التقرب منك طمع في مالك ولا رُجي منك العطف عليه و انما هي محبة في الله لك ومن باب وصل لك فبادره برد الجميل فلا يدوم إلا وجه العلي القدير.
وأنت أيه الميسور الحال لا يعني قرب الغني منك شفقة أو عطف في حالك فأنها محبة في الله لك وصلة للرحم لا أكثر.
ومن المضحك من أفعال البعض حينما يشدهم الحقد والكبرياء والتعالي لوقوع مشكلة عائلية بأن يترافعون حتى عن السلام وهو سلام الله الذين أمر به في كتابة العزيز وأول ما يطلقه المتحابين من عباده عند لقائهم و بسبب ما تمر به تلك العائلة من مشاحنات قلبية تافه و بتحريض من ولي الأمر وكبيرهم و قدوتهم ووصيته الدائمة (( فإذ التقيت به فلا تسلم عليه فأن الله غني عنه وعن سلامة)).
كنت في حديث مع أحد الأخوة عن خدمة الواتس أب وكيف أنها تواصل فعال وتكنولوجيا جيدة لمن يحسن في إستخدامها بين الأقارب والصدقاء والجيران فأستوقفني بعبارة وهي في مثال أن أرسالك وتراسلني بنكتة أو بمعلومة أو بلغز ولكنك لم تعلم مابي من هم ولم تسمع نبرة صوتي هل أنا سعيد أو طاح بي الغم).



وأخيراً وليس أخراً:-


أضع بين يديكم هذه الحديثين سائلاً المولى أن تقرأها بتمعن حتى يتسنى لكم إدراك معانيها.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال { مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ ، فَليُصَلِّ رَحِمَهُ }.
واختلفت عبارات العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : { يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ } .
فقيل : المعنى : حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ .
وقيل : بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْره , وَالتَّوْفِيق لِلطَّاعَاتِ , وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة , وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ .
وقيل : معناه : بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ .

وفي حديث أخر

{من كان يؤمن بًالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بًالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بًالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت }.




(( ومضة قلب ))


فلا أطلب منك المستحيل ولا الغالي والنفيس وإنما كل ما أطلبه منك أيها الأخ الكريم و الأخت الكريمة هو فقط مراجعة حساباتك اليومية قبل نومك بما قضيتها من حسنات وفيما أسرفتها بالسيئات وجدد توبتك مع الله تعالى وتوضأ وانسى عشرون يوماً مضت من أيام هذه السنة الجديدة واستغفر الله العلي العظيم وبإذنه تعالى سيغفر الذنوب لمن يشاء أنه رحيم بعباده
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وكل عام وأنتم بخير )).

المعلم
04-12-2012, 05:14 PM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك

بني عبس
04-12-2012, 10:11 PM
المصيبة أننا نحفظ ولكن لا نطبق ما نحفظه فكل انسان يجب ان يسأل نفسه هل أنا طبقت ما تعلمت ؟هذه مصيبتنا

أبو حنين
05-12-2012, 07:33 AM
شكرا لك