المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( أبا بندر ... جزيت خيراً ))



عمير المحلاوي
14-10-2012, 09:44 AM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب



بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي




(( أبا بندر ... جزيت خيراً ))


أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


بداية أود أن ألتمس منكم العذر أحبتي لو أطيل عليكم تلك السلسلة من المقالات المتتابعة عن المرأة عامة وعن ما يتفرع منها من حقوق و واجبات ومحذرات ، فبدايتها نقف مع رضى الوالدين و بعض للقصص المؤثرة عنها.

فقد يستغرب البعض لما أكتبه اليوم وخاصة بأني قد أكتب عن تلك المرأة التي هي لنا الأم والأخت والبنت والزوجة و رغم ما أشرت إلية في رسالة سابقة للجنس الأخر وهم للبعض دون استثناء وهم (( الرجال ... وما وراء الستار )) فاليوم ما أخترت للأم من كلمات فهي ممن قاله المولى عنها جلت في القرآن الكريم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم * بسم الله الرحمن الرحيم { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } {الإسراء/23-24} وكما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: أمك ، قال: ثم من ؟ قال: ثم أمك ، قال: ثم من ؟ قال: ثم أمك ، قال: ثم من ؟ قال: ثم أبوك )) رواه البخاري.

فمما رأت بها عيني والتمست بها مشاعر قلبي وسمعت عنها من مقربين اثق بكلامهم ونقلهم الصريح وما غير ذلك فهي قصص واقعية لا تمس للخيال بأي صلة و لمن أراد أن يتحقق فلأكون مرجعة والفهرس الخاص له في تلك الأمور.

أحكي لكم عن ما سميت له عنوان مقالي باسمة وهو أحد الرجال الذين أفتخر أنا ومن عرفه بأن نكتب عنه مئات الصفحات لما فيه من صفات وإني لأقسم بالله العلي العظيم لو علم ما سأكتب عنه لكان مقالي هذا كأن لم يكن.
صاحبنا أبا بندر ولد بين أخ ومجموعة من الأخوات فكان أبوه رحمة الله علية ضرير البصر ومع ذلك فكان له العصا التي يتكأ عليها ويرشدها والساعد الأيمن له في جميع أعماله اليومية والكثير من الأعمال التي ليس من حقي ولا حق أقرب الناس إليه أن يبوح بها لأنها واجب عليه أولاً وما تربى عليه من صفات حميدة ونشأة صالحة ثانياً وأخيراً.
هذا الرجل جزاه الله وجزى المسلمين أجمعين الجنة ما يزال رمز من رموز البر ورضى الوالدين لكل قريب عرفة عما كان يفعله لوالديه في حياتهم وما يفعله بعد مماتهم من أعمال ما الله بها عليم ويكفيني أن أشيد بما أقل ما يقوم به بأن يستقبل في كل مناسبة مهنئين الأعياد والأفراح في منزل والدية الذي عرفه منذ نعومة أظافره ناهيك عن تلك الأعمال التي يشاد بها في الخفاء والعلانية للمقربين والمقربات من هم أولى له بالمعروف.
ما كان يقوم به حبيبنا أبو بندر يجعلني أقف مع كثير من الحالات عن البر ورضى الوالدين وألتمس عند كل مشكلة أسمع بها أو أتعايش معها ، فقصص هؤلاء الذين رحلوا وتركوا بشائر الخير برضاهم عن أبنائهم وبناتهم.
قصص مختصرة أضيفها في هذا المقال أود فيها أن أضمها لنموذج أخينا أبو بندر لكي يعرف كلاً منا ما هي ثمن الجوهرة التي بين يديه ويريد أن يضيعها من يديه قبل أن ينتهزها بالبر ورد الجزء البسيط الذي لا يتجزأ من أفضال وواجبات لا تعد و لا تُحصى لهؤلاء الوالدين وقبل أن يخسرها من دنياه و يفقدها في الأخرة.
فالقصة الأولى:
عن ذلك الرجل الذي قام بوالدته ويعينها في كل أمورها حتى ينظف لها حاجتها دون أن لا يلمس عورتها رغم وجود أخوت له من المفترض أن يوكل لهم تلك الأعمال ولكن اجزم بأن لا يخدمها سواه فتوفاه الله وما طيب تلك الرائحة التي خرجت منه في غسلة ومن قبره فهي أحد القصص التي ذكرها مغسل الموتى الشيخ / عباس بتاوي جزاه الله خيرا.
وأما القصة الثانية:
فهي عن ذلك الشاب رضي والديه مليء الجسم فقد مات خارج البلاد في بداية شهر ذي الحجه من أحدى الأعوام فوالديه كبيران في السن وبعد ما تم غسله نادى أمه لتودعه فقبلته وما كادت أن تتمالك أعصابها وبعد ذلك أتى والده وبعد قبلته شوهد من المغسل ومن كان معه بخروج الدموع من عين المتوفي وهذه القصة مثبته أيضاً ومن أحد القصص التي ذكرها مغسل الموتى الشيخ / عباس بتاوي جزاه الله خيرا.

أما القصة الثالثة:
فهي قصة من يدعى بحيزان الفهيدي الذي أشتكى أخوه في المحكمة حتى يحكم له الشيخ بأن تبقى والدته عنده حتى يقوم برعايتها وكسب رضاها فما بعد ذلك حب ورضى.

لا أود أن أطيل أكثر من ذلك ولكن أنادي لمن يطأطئون روسهم خلف زوجاتهم مؤثرين عليهم في حجب أعينهم عن رضى أمهاتهم.
وأنادي كل من قسى عن أمه وسافر عنها وبكي أعينها لبعده و فراقة أقول له أرحمها رحمك الله يا أخي.
أنادي كل مقصر بدون استثناء لمن لعب الشيطان في عقلة وجعله يخسر رضى أحد والديه من أجل ورث أو مال أو جاه و منصب.
أناديكم وأقول لكم بصوت عالي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( رضى الله في رضى الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين )).


(( ومضة قلب ))


لا أريد من أي أحد أن يبالغ في مدحي والثناء علي بما سطرت ولم أكتب هذا لغرض ما أو ليشاد لي و إنما لهدف واحد وهو:
قبل أن تكتب إعجابك أو نقد لك أكتبه عما بدر منك فيما قدمته لوالديك وما ستقدمه.
فهذا هو مدحي و شكري... هل تستطيع/ي.
وأحتفظ به لنفسك وبعد ذلك فالقرار لك/ي
كتبتي هذا لقلوب نائمة أحببت فقط أن أيقظها قبل أن يغادر القطار بدون أن نركب فيه.
ولكن أخشى ما أخشاه أن يكون خصمك في يوم القيامة أحد والديك وما فعلته بهم... فماذا يكون ردك وأنت بين يد رب العالمين فأذكرك بتجهيز ردك أما بالخير وإما .... هداكم الله.

(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين )).

المعلم
14-10-2012, 10:01 AM
جزاك الله خيرا

*أبو موسى محلاوي*
14-10-2012, 10:15 AM
يعطيك ألف عافيه أخي عمير
وجزاك الله خيرا