المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : • هجرة النباه بينبع «خدمات منزوعة» وفي باطن أرضهم معادن «مدفونة»



أبو سفيان
06-10-2012, 08:33 AM
«التنمية» تقفز حاجز هجرة النباه «القديمة» لتصل إلى «الجديدة»

ينبع - عبدالله زويد ـ صحيفة الحياة
الجمعة ٥ أكتوبر ٢٠١٢

http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101101622.jpg (http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101101622.jpg)



هجرة «النباه» الواقعة بالقرب من مدينة ينبع بمسافة تبلغ 70 كيلو متراً، وتقطنها 28 أسرة بلا خدمات أو تنمية تعكس قربها من المحافظة التي تميزت عن بقية المحافظات الأخرى بالتطوير والتقدم، بيد أن «النباه» لم تلامس هذا التمدن ما اضطر 1500 نسمة إلى مغادرتها.
وتعتمد غالبية قاطنيها في كسب رزقهم على عملهم اليدوي المتمثل في الصيد البحري والرعي.
ولم يتوقع قاطنو هجرة «النباه» أن الخدمات الرئيسة بهجرتهم تسلك مسلكاً مغايراً من حيث التطور على خلاف المدن الأخرى، والتي باتت تختفي ملامحها مع مرور السنين، إذ ظلوا ينتظرون تزايد التنمية في السنوات التي تلت دخولها عليهم حتى أصبحت الهجرة خاوية على عروشها. ويؤكد سكان هجرة النباه القديمة لـ «الحياة» أن إنشاء هجرة جديدة بنفس الاسم على مسافة تبعد 19 كيلو متراً عنهم، زاد من حجم المعاناة، متسائلين عن السر وراء إنشاء هجرة جديدة والقديمة موجودة وبحاجة إلى التطوير والتنمية.
وأوضح الأهالي أن وجود عدد من الشركات الكبرى التي تعمل داخل حدود قريتهم القديمة ليل نهار لشق باطن أرضها واستخراج معادنها لبيعها والاستفادة من عوائدها في زيادة أصولها المالية ورفع أرباحها السنوية، متجاهلة الهجرة ذاتها إذ لم تسهم هذه الشركات في تطوير الهجرة وتحسين أوضاع الأهالي المعيشية كتوفير الكهرباء عوضاً عن الظلام الدامس الذي يصارعه سكان الهجرة.
وتواصل «الحياة» الكشف عن القرى والهجر التي تعيش على مقربة من المدن المحتوية على الخدمات الأساسية، فيما تظل مقومات كالماء والكهرباء والطرق والمدارس والمراكز الصحية بعيدة عنها، فالبون الشاسع هنا لا يقاس وفقاً للمسافات بل على صعيد الخدمات الأساسية.


الجباري يواصل مطالبته بـ«التنمية» ...على رغم التعهدات !

http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101109248.jpg (http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101109248.jpg)


ظل المواطن عويد الجباري لسنوات طويلة من عمره، يتقدم بشكاوى رسمية إلى المسؤولين في إمارة المنطقة وغيرها من الجهات الرسمية، بغية الحصول على «التنمية» في هجرته المحرومة منذ أمد من الماء والكهرباء والخدمات الأساسية، لكنه لم يستسلم ويواصل بحثه عن الإنصاف التنموي.
ويوضح الجباري أن القرى المجاورة والبعيدة عن محافظة ينبع بمسافة أكثر من «النباه» تتوافر بها مدارس ومراكز صحية وكهرباء ومياه، ماعدا «النباه» التي قفزت التنمية عنها عمداً للقرى المجاورة، منوهاً بأن أهالي الهجرة يعتـــمدون في معيشـتهم على الصيد والرعي ما جـــعلهم يفتقدون الوقت الكافي للمطالبة بحقوقهم بقدر حاجتهم للوقت لطلب الرزق.
وأضاف «تمت إحالتي لجهات رسمية عدة وتم أخذ تعهدات رسمية علي لمنعي من المطالبة بالتنمية مرة أخرى، ورغم أني لا أعرف القراءة والكتابة، طالبت بحقوقي وحقوق أبنائي وأهل هجرتي، وسأظل أطالب بحقوقي التي أمر بها ولاة الأمر والموقوفة عند صغار الموظفين لتمرير مصالحهم الخاصة».
ويعتبر الجباري، وسكان هجرته، عند سؤالهم عن السبب وراء رفضهم الانتقال للهجرة الجديدة التي تتوافر بها بعض مقومات الحياة، أن المشاريع المنفذة في الهجرة الجديدة مجرد محاولة يائسة من بعض الجهات لإخراجهم من قراهم التي ولدوا وترعرعوا وشابوا فيها طوال سنوات حياتهم.


متعة لـ«النظر» وفقر في الخدمات
http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101052451.jpg (http://alhayat.com/Content/ResizedImages/293/10000/inside/121004101052451.jpg)



لم تتمكن بعض الخدمات الأساسية من أن تتوسع بآفاقها لتصل إلى أرجاء البلاد المعمورة بالصورة المطلوبة، إذ ما زالت هناك بعض الهجر التي تعاني من شح هذه الخدمات ليصبح وجودها كعدمها.
هجرة «النباه» الواقعة بالقرب من مدينة ينبع التي تميزت عن بقية المدن الأخرى إذ نالها من حظ التطور والتقدم الشيء الكثير، إلا أن «النباه» لم تشهد ذلك التطور، وتعتمد غالبية قاطنيها في كسب رزقهم على عملهم اليدوي المتمثل في الصيد البحري والرعي.
وتعد هجرة «النباه» معلماً سياحياً مهماً على ساحل البحر الأحمر، إذ إنها تتميز بأجواء رائعة طيلة العام والذي لا تتمتع به بقية المناطق الساحلية بينبع، بالإضافة إلى وجود منطقة قريبة منها تسمى «القبقابة» تحتضن 70 بئراً، والتي تتميز بعذوبتها ومجاورتها للبحر في منظر يندر وجوده، كما تعد منطقة صيد للطيور المهاجرة، ومنطقة جاذبة للغوص، وبعيدة عن ضجيج المدينة، إلا أنها لم تحظ باهتمام السياحة.
ظلـت هجرة «النباه» تنتظر نمو التنمية إلا أنها توقفت عن النمو في ظل تصاعد مراحلها في المدن المجاورة، وذلك من خلال نقل الخدمات التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إلى هجر مجاورة.

يقفون على أطلال «خدمات منزوعة» وفي باطن أرضهم معادن «مدفونة»


لم يتوقع قاطنو هجرة «النباه» أن الخدمات الرئيسة بهجرتهم تسلك مسلكاً مغايراً من حيث التطور على خلاف المدن الأخرى، والتي باتت تختفي ملامحها مع مرور السنين، إذ ظلوا ينتظرون تزايد التنمية في السنوات التي تلت دخولها عليهم حتى أصبحت الهجرة خاوية على عروشها.
وبعد أن كان سكان هجرة «النباه» يمتلكون منشأة تعليمية في قريتهم إلا أنهم بعد مرور الزمن تفاجأوا بنقلها إلى هجرة أخرى، وتركهم من دون مدرسة، وتطال مشكلاتهم اليومية سر الوجود «الماء»، إضافة إلى نقل إمام جامعهم الوحيد من دون تعيين إمام جديد للجامع.
وتعتمد غالبية سكان الهجرة في كسب رزقهم على عملهم اليدوي المتمثل في الصيد البحري والرعي.
ويؤكد سكان هجرة «النباه» القديمة لـ «الحياة» أن إنشاء هجرة جديدة بنفس الاسم على مسافة تبعد 19 كيلو متراً عنهم، زاد من حجم المعاناة، متسائلين عن السر وراء إنشاء هجرة جديدة والقديمة موجودة وبحاجة إلى التطوير والتنمية.
وأوضح الأهالي أن وجود عدد من الشركات الكبرى التي تعمل داخل حدود قريتهم القديمة ليل نهار لشق باطن أرضها واستخراج معادنها لبيعها والاستفادة من عوائدها في زيادة أصولها المالية ورفع أرباحها السنوية، متجاهلة الهجرة ذاتها إذ لم تسهم هذه الشركات في تطوير الهجرة وتحسين أوضاع الأهالي المعيشية كتوفير الكهرباء عوضاً عن الظلام الدامس الذي يصارعه سكان الهجرة.
ويقول خالد الجهني من سكان هجرة «النباه»، إن المسؤولين في محافظة ينبع تعمدوا نقل المدرسة إلى القرية الجديدة، موضحاً أنه ومجموعة من الأهالي تقدموا بشكاوى عدة إلى مسؤولي المنطقة في عملية نقل المدرسة إلى مسافة تبعد عن منازلهم بواقع 19كيلو متراً، بعد أن كانت تجاور منازلهم المدرسة. ويشكو الجهني من تجاهل الشركة السعودية للكهرباء هجرتهم، وإدخالها التيار إلى الهجرة الجديدة، مضيفاً «وكأنهم لا يشعرون بنا، أو بالوضع المفتقد أبسط مقومات الحياة».
وزاد «منعوا سيارات نقل المياه التي تبرع بها أصحاب الخير بهدف إخفاء القرية القديمة، وقاموا بتحويل السيارات للقرى القريبة منا، الأمر الذي دفعنا إلى شراء المياه من منطقة مقابلة لنا، إذ تمكن مستثمر من إنشاء تحلية خاصة له، وتمتع من حولنا بها مجاناً».
من جهته، يوضح عبدالهادي الرفاعي أن أهالي هجرته كانوا يحصلون على الماء سابقاً من طريق الصهاريج من المتعهد إلى منازلهم، إلى جانب وجود نقالات ماء لفاعل خير، مبيناً أن الأمر اختلف عن السابق بعد أن أصبح الحصول على المياه يتم عبر «كوبونات» من مركز نبط.
وبين أن مسؤولي مركز النبط يشترطون حصر عدد أفراد الأسرة للحصول على الكمية المحددة، إذ إن الأسرة المكونة من 10 أفراد فما دون تحصل على كوبون ثمانية أمتار، أما الأسر الأكثر يحصلون على 16 متراً برغم قربهم من تحلية أملج وتحلية ينب، إضافة إلى تذمره من قرار المركز القاضي بعدم توفير ناقلة شحن خاصة بالنظافة كانت تجمع مخلفات الأهالي من حين لآخر.
وقال الرفاعي إن سكان الهجرة يعانون من عدم توافر النقل المدرسي، إذ نقلت المدرسة من هجرتهم إلى الهجرة الجديدة، مما دفعهم إلى قطع 19 كيلو متراً للوصول إليها لعدم وجود النقل المدرسي.
ويملك المواطن عاتق بن طراف من أهالي هجرة «النباه»، الأوراق الرسمية القديمة والجديدة التي تخص هجرته وحدودها ومكانها الجغرافي، موضحاً أنه طالب منذ سنوات طويلة بالاهتمام بالهجرة وتوثيق مواقعها وآبارها التاريخية، إلا أن المركز الموجود في نبط لم يسهم بعمل لوحات إرشادية لها كونها تقع بالقرب من الطريق الدولي. ويقول ابن طراف: «إن واقع «النباه» قديماً كان أجمل وكانت الحياة تدب بها، إذ كانت على مشارف التطور لكن هناك من أراد أن يفرق أهلها في أماكن عدة من دون مسببات واضحة، مستغرباً من نقل إمام الجامع الكبير الذي كانت تؤدى به الفروض الخمسة إلى مكان آخر يبعد عشرات الكيلو مترات مما صعب الأمر على كبار السن، إلى جانب إيقافهم لجميع الخدمات عن الجامع من إدارة الأوقاف المسؤولة عنه سابقاً، ليصبح مهجوراً بشكل يدعو للشفقة.
وتساءل ابن طراف كيف تلغى هجرة بشكل متكامل وينقل معظم أهلها إلى مكان آخر من دون أن يتحرك مسؤولو المحافظة، مطالباً بأن تعود الأمور على ما كانت عليه بإرجاع الخدمات وتعويض السكان عن السنوات التي حرموا فيها من حقوقهم.


رئيس مركز نبط: لا يجب «تحكيم العاطفة»

رأى رئيس مركز نبط صالح الرفاعي في حديثه إلى «الحياة» عن هجرة النباه الواقعة تحت نطاق مسؤولياته، أنه لا يجب تحكيم العاطفة في الموضوع والوصول إلى الحقيقة عن طريق الجهة الرسمية التي تمتلك الخطابات والأمور المثبتة بخصوص شكاوى أهالي الهجرة.
وطالب الرفاعي «الحياة» بالتوجه إلى إمارة منطقة المدينة المنورة للاستفسار عن المسببات المؤدية إلى نقل أهالي الهجرة إلى هجرة جديدة تبعد عنهم نحو 19 كيلو مترًا.
وتواصلت «الحياة» مع مسؤولي الشؤون الإعلامية بإمارة منطقة المدينة المنورة، إذ زودتهم بالتفاصيل المرصودة ميدانياً لواقع الهجرة وأهالي، إذ تمت الإفادة بأن الاستفسارات تم تحويلها إلى ديوان الإمارة.