عمير المحلاوي
29-09-2012, 12:07 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
((ثلاث ضربات في الرأس ... صبرك يا رب ))
فُجعت كما فجع الملايين من أخواني وأخواتي أبناء هذا الشعب الكريم عامة وأبناء محافظة ينبع خاصة.
أن ما وقع علينا في ظهيرة يوم الأربعاء من خبر مؤلم أجهش قلوبنا بالبكاء من جراء ما ارتكبته تلك الأيادي الغادرة ملطخة بدماء طفلة في عمر الزهور وجهها مثل بدر في ليلة كمالة وسطوعه في حسن جماله من أيادي لا تعرف إلا قسوة القلب التي لم تعرفها و لا تحملها أيادي تلك العجوز.
بداية أتقدم للمهندس/ خالد بن فايز الشهري ولعائلته الكريمة باحر التعازي لمصابه ومصاب أهالي ينبع في فقد أبنته وفلذة كبده الطفلة تالا فلم أجد كلمات تخفف عنك هذا المصاب سوى (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى )
فما أن أنتشر الخبر و دموعنا استبقت مشاعرنا من هول الخبر فالابنة تالاً ليست هي أبنة لأخ عزيز أو رجل أعرفه أو بيني وبينة أي صلة إلا أنه أخ لي في الله و محبة وتجمعاً في دين واحد الا وهو الإسلام وهو المعروف ما بين الأديان بالمحبة و بالرحمة و التأخي والتلاحم و التقارب عند الشدائد.
عزيزي خالد يعلم الله باننا في هذا المصاب لا نملك لك سوى الدعاء لك بالصبر والسلوان لك ولحرمكم المصون ولأشقاء الأبنة تالا ولكل محبيها ولكل من سمع أو شاهد قصتها وأن يثبتك .
ولا تنسى قول الله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
و ما علمنا به معلمنا وحبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حيث قال (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله:إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف الله له خيراً منها ).
نعم هذا هو الإسلام الذي علمنا إياه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه حينما قال (مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسدِ بالحمى والسهر ).
فهذه يا مهندس/خالد ليس بمشاعري وحدي وإنما مشاعر الكثيرين من حولي فمن يحبوك أو يحترموك في الله ومن تألموا لمصابك وما وقع لك من ابتلاء.
فمنهم من حضر حتى باب دارك وقام بتأدية الواجب ومنهم من رتب لك الأبيات حتى فاضت دموعاً سيولاً فمن جماله نقشتها لك ذهباً ونقلتها لك :-
إلى متى والناس عن بعض الجرايم نايمين***العنف ضد أطفالنا مكتوب راس القايمة
أطفالنا أكبادنا هم الأمل يا مسلمين***يد العبث تلعب بهم والعين عنهم نايمة
أكبر جريمة ترتكب قتل الأطفال الأمنين***لا يملكون إلا البكاء تحت الأيادي الظالمة
ينبع بيوم الأربعاء فاقت على الفعل المشين***أضلمت شمس السما والأرض صارت قاتمة
ضمير الإنسان إختفى وتقدم أبليس اللعين***وش ذنب طفلة تنقتل واللي قتلتها خادمة
تالا سيبقى جرحها طول السنين***يا حسرة قلوب اهلها من القهر واللايمة
يا لله تعظم صبرهم أنك على البلوى معين***واكتب شفاعتها لهم حيث الحياة الدايمة
يا ربة البيت أحذري عن واجبك لا تغفلين***أن المصايب وقعها يجعلك دايم نادمة
المال فرحة زايفة و لاتعوضنا البنين***يكفي ألم يكفي حزن يكفي بيان القايمة
ولا ننسى ما تعرضت له الأخت والدة الطفلة/ فرح أرملة المرحوم بإذن الله تعالى/ عبدالرحمن قنديل الذي لقي حذفه من تصادم سيارته بسيارة والد تالا المهندس/ خالد الشهري فانتقل إلى جوار ربه ولحقت به أبنته فرح (حسب خبر نشر في صحيفة سبق أثناء كتابتي للمقال فصبر والدتها وجعلها شفيعة لوالديها في يوم لا ريب فيه و رحم والدها لجنان الخلد أنه على كل شيء قدير.
فكل مصيبة أعظم من اخرى وكل جرح أدهى وأمر من غيره فليس بأيدينا إلا الصبر والاحتساب في هذه المصائب.
(( ومضة قلب ))
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير على ما بُدر من سيدي أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز حفظة الله على ما قام به من مواساة للمهندس/ خالد بن فايز الشهري وعائلته الكريمة من جراء ما وقع على طفلتهم تالا من حادثة شنيعة.
فما قام به سمو الأمير بادرة لم تكن هي الغريبة عنه وعن ولاة أمرنا من تلاحمهم وتقربهم مع أبناء هذا الشعب الكريم فأبوابهم مفتوحة لنا كما قلوبنا مفتوحة لحبهم والولاء لهم سائلا المولى جلت قدرته أن يديمها على من نعمه ويحفظها من الزوال.
اطال الله بعمر قيادتننا الرشيدة في طاعته ورزقهم الأجر والثواب أنه سميع مجيب الدعاء.
((وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين)).
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
((ثلاث ضربات في الرأس ... صبرك يا رب ))
فُجعت كما فجع الملايين من أخواني وأخواتي أبناء هذا الشعب الكريم عامة وأبناء محافظة ينبع خاصة.
أن ما وقع علينا في ظهيرة يوم الأربعاء من خبر مؤلم أجهش قلوبنا بالبكاء من جراء ما ارتكبته تلك الأيادي الغادرة ملطخة بدماء طفلة في عمر الزهور وجهها مثل بدر في ليلة كمالة وسطوعه في حسن جماله من أيادي لا تعرف إلا قسوة القلب التي لم تعرفها و لا تحملها أيادي تلك العجوز.
بداية أتقدم للمهندس/ خالد بن فايز الشهري ولعائلته الكريمة باحر التعازي لمصابه ومصاب أهالي ينبع في فقد أبنته وفلذة كبده الطفلة تالا فلم أجد كلمات تخفف عنك هذا المصاب سوى (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى )
فما أن أنتشر الخبر و دموعنا استبقت مشاعرنا من هول الخبر فالابنة تالاً ليست هي أبنة لأخ عزيز أو رجل أعرفه أو بيني وبينة أي صلة إلا أنه أخ لي في الله و محبة وتجمعاً في دين واحد الا وهو الإسلام وهو المعروف ما بين الأديان بالمحبة و بالرحمة و التأخي والتلاحم و التقارب عند الشدائد.
عزيزي خالد يعلم الله باننا في هذا المصاب لا نملك لك سوى الدعاء لك بالصبر والسلوان لك ولحرمكم المصون ولأشقاء الأبنة تالا ولكل محبيها ولكل من سمع أو شاهد قصتها وأن يثبتك .
ولا تنسى قول الله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
و ما علمنا به معلمنا وحبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حيث قال (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله:إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي و أخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف الله له خيراً منها ).
نعم هذا هو الإسلام الذي علمنا إياه الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه حينما قال (مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسدِ بالحمى والسهر ).
فهذه يا مهندس/خالد ليس بمشاعري وحدي وإنما مشاعر الكثيرين من حولي فمن يحبوك أو يحترموك في الله ومن تألموا لمصابك وما وقع لك من ابتلاء.
فمنهم من حضر حتى باب دارك وقام بتأدية الواجب ومنهم من رتب لك الأبيات حتى فاضت دموعاً سيولاً فمن جماله نقشتها لك ذهباً ونقلتها لك :-
إلى متى والناس عن بعض الجرايم نايمين***العنف ضد أطفالنا مكتوب راس القايمة
أطفالنا أكبادنا هم الأمل يا مسلمين***يد العبث تلعب بهم والعين عنهم نايمة
أكبر جريمة ترتكب قتل الأطفال الأمنين***لا يملكون إلا البكاء تحت الأيادي الظالمة
ينبع بيوم الأربعاء فاقت على الفعل المشين***أضلمت شمس السما والأرض صارت قاتمة
ضمير الإنسان إختفى وتقدم أبليس اللعين***وش ذنب طفلة تنقتل واللي قتلتها خادمة
تالا سيبقى جرحها طول السنين***يا حسرة قلوب اهلها من القهر واللايمة
يا لله تعظم صبرهم أنك على البلوى معين***واكتب شفاعتها لهم حيث الحياة الدايمة
يا ربة البيت أحذري عن واجبك لا تغفلين***أن المصايب وقعها يجعلك دايم نادمة
المال فرحة زايفة و لاتعوضنا البنين***يكفي ألم يكفي حزن يكفي بيان القايمة
ولا ننسى ما تعرضت له الأخت والدة الطفلة/ فرح أرملة المرحوم بإذن الله تعالى/ عبدالرحمن قنديل الذي لقي حذفه من تصادم سيارته بسيارة والد تالا المهندس/ خالد الشهري فانتقل إلى جوار ربه ولحقت به أبنته فرح (حسب خبر نشر في صحيفة سبق أثناء كتابتي للمقال فصبر والدتها وجعلها شفيعة لوالديها في يوم لا ريب فيه و رحم والدها لجنان الخلد أنه على كل شيء قدير.
فكل مصيبة أعظم من اخرى وكل جرح أدهى وأمر من غيره فليس بأيدينا إلا الصبر والاحتساب في هذه المصائب.
(( ومضة قلب ))
أتقدم بجزيل الشكر والتقدير على ما بُدر من سيدي أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز حفظة الله على ما قام به من مواساة للمهندس/ خالد بن فايز الشهري وعائلته الكريمة من جراء ما وقع على طفلتهم تالا من حادثة شنيعة.
فما قام به سمو الأمير بادرة لم تكن هي الغريبة عنه وعن ولاة أمرنا من تلاحمهم وتقربهم مع أبناء هذا الشعب الكريم فأبوابهم مفتوحة لنا كما قلوبنا مفتوحة لحبهم والولاء لهم سائلا المولى جلت قدرته أن يديمها على من نعمه ويحفظها من الزوال.
اطال الله بعمر قيادتننا الرشيدة في طاعته ورزقهم الأجر والثواب أنه سميع مجيب الدعاء.
((وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين)).