المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( رمضان.. بين صدق النية.. وإخلاص العمل ))



عمير المحلاوي
15-07-2012, 02:28 PM
رنـــــات قـلـــــب الـذهـــــــب


بقلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــلاوي




(( رمضان.. بين صدق النية.. وإخلاص العمل ))

أخواني وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أقدم لكم أجمل التهاني و التبريكات بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك أهله الله علينا وعليكم بالصحة والعافية.
فقبل الخوض في قراءته مقالي أتمنى منك عزيزي وعزيزتي القارئة أن تتكرموا بقراءته حتى النهاية ولا تكونوا كالذين يتبعون الردود وينسخونها قبل أن يقرئوا ليفيدوا ويستفيدوا فيما اكتبه.
أحبتي الكرام.
أما حان الوقت أن نقف في لحظات صمت ونتذكر فيها بما اسلفنا في الأعوام الماضية وكيف هو حالنا مع الله وكيف كان تعاملنا في رمضان الماضي وما قبلة وما سبقواً هل كنا قائمين له حق القيام وصيامنا تصوم معه كل الحواس حق الصيام ونعبد الله جل وعلى والناس نيام.
أيام قليلة و ترفع أصوات المدافع وما هي أيام إلا ويتغير حالنا ونومنا وعبادتنا لهذا الشهر الفضيل فهل اكتسبنا حق فضله وهل تجاهلنا ما تقدمه القنوات الفضائية من الإعلانات عن المسلسلات والفوازير والمسابقات ، فهل من متجرأ قام بعزل التلفزيون والأشرطة والسيديهات و وقف وقفة رجل صامد وقبضة من حديد فقال رمضان هذا لله تعالى فلنخلص عبادتنا له جل شأنه ، فمن يريد الأجر والمثوبة يجدها أمامه وفي كل جزء من الثانية أمام عينيه ليس له وقت وحين وليس لها زمان ومكان وإنما له قلب خالص مؤمن عزم أنه لا مكان لزمن الترف ولا لزمان أشبعتنا المعاصي فيه وتكبدنا اللهو عن ذكر الله تعالى و ما وصلتني مؤخراً من رسالة دمعت لها عيناي بعد قراءتها وهي بعنوان من استعدادات رمضان وأستنبط في ذلك مثال وعبره ألا وهي : بأن عتبان بن مالك ، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ممن شهد بدرا ، من الأنصار ؛ أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إني قد أنكرت بصري . وأنا أصلي لقومي . وإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم .ولم أستطع أن آتي مسجدهم . فأصلي لهم .وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في مصلي . فأتخذه مصلى .قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سأفعل .إن شاء الله.... الحديث ) فقال أبن رجب في الفتح (مساجد البيوت هي أماكن الصلاة وقد كان من عادة السلف أن يتخذوا في بيوتهم أماكن معدة للصلاة فيها فينبغي أن تحترم هذه البقاع من البيوت وتنظف وتطهر لتعبد الله عز وجل فيها.
إني لا أعلم عن الله في حال البشر ولكنه ينبغي علينا كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر ، كذا الأكبر { يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية } و أن نتمعن في حال من قبضه الموت فجاءة وبدون سابق إنذار لهم و لمن ودع أهله قبل أن يسافر ورجع محملاً على الأكتاف ولمن سجد لله عز وجل في صلاته ولم يرفع جبينه من السجود إلا وهو مغسل ويرفعها في جنات النعيم من سجوده وهو صائم كان عند أخته ليعطيها ويأخذ منها طعمة ليبل عروقه بها بعد رفع أذان المغرب ولشاب وهب نفسه لله عز وجل وخاض في صلوات وقراءة القرءان و....
ليس أنا من أول من يكتب عن رمضان ولا أخر من يكتب عنه إن شاء الرحمن بل سبقني ملايين البشر و من بعدي أضعافهم كله في سبيل الحث والنصح ومشاركة الأجر وسكنى نعيم الجنان.
ومن الأسباب التي أوقفتني عاجزاً عن الرد أمنيات ذلك الشاب الذي سألته من باب صدفة ومن غير سابق إنذار أو ورقة استجواب فكما يقولون حبيت أن أسحب لسانه وأن أدخل قلبة و أسأله ها كيف السستم عندك في رمضان قال لا والله هذه السنه مره فله وقلت ليه: قال اشتريت طراطيع والعاب نارية من .... بمبلغ وقدره نطقطق منها شوي لسفرية العيد.
وما سمعت ذلك إلا شدني الفضول أن أدخل في التعمق بما ينوي عليه وقلت أيش تسوي طووووول اليوم في رمضان؟ قال أبد: نصحى قبل المغرب بشوي يا جبت لهم سوبيا وإذ يبغون شوية أغراض من الماركت وفطرت وقلبت في التلفزيون شوي وبعدها إذا لقيت ممول مادي يمكن افتح بسطة بليلة واجيب فرفيره وأقفل على الساعة أثنين عشان أثنين ونص عندي تمرين في ملعب....وأشوف لي أي شيء خفيف قبل الفجر وبعد ما نصلي الفجر يقولوا الشباب احتمال في تطعيس هذا بعد نأخذ فره على البحر بعد الفجر وقت طلوع الشمس.
وضربت كف على كف أما فين من يفكر بهذه التفكير في وقتنا الحاضر.
أما فينا أحد يخطط للسفر بعد شهر ونصف.
أما فينا أحد في وقتنا الحالي يفكر كيف يقضي الوقت من غير ما يذكر فيه بأن هذا الوقت مخصص للعبادة وقراءة القرآن.
أما فينا أحد يجعل الشيطان قائد الطريق له في حياته.
أما و أما و أما.
أعلم بأنها حاله نادرة وغريبة بل شاذه ودخيله على مجتمع متعلم ومثقف ويميز الصواب والخطأ.
ولكن إذ عقدنا النية الخالصة لله وبدئنا في وضع جدول نتماشى عليه طوال شهر رمضان لوجدنا أنفسنا تتابعناه فيما بعده من الشهور وتقتضي النية بأن نعاهد المولة بان لا نترك فريضة إلا وصليناها في بيوت الله وما أن نترك ثانية تمر علينا إلا ونكتسبها في قضائها بالأجر والمثوبة واكتساب الحسنات من قراءة قرآن وذكر وتسبيح و أعمال الطاعات والعبادات.
سنشعر بعد ذلك بإذن الله تعالى بأن طعم ذلك سيستمر معنا إلى مالا نهاية وحتى نرى وجه الكريم بعد عمر طويل.

وأخيراً وليس أخراً:
أترككم مع هذه الآيات من المصحف الشريف وما أرجوه إلا ان نتمعن بها ونستمتع بقرائتها.
أعذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ....الآيه) الحاقة.


((وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).

دايم السعد
15-07-2012, 02:45 PM
شكرا من الأعماق
بارك الله لك وجزاك الجنة
بلغنا الله وإياكم الشهر الفضيل
وجعلنا في من المقبولين
وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية
دمت في حفظ الله ورعايته

المعلم
15-07-2012, 05:56 PM
جزاك الله خيرا
وتقبل منا ومنكم