المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( يا صديق ... ليس في حبك مثيل ))



عمير المحلاوي
13-05-2012, 02:05 PM
رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي

(( يا صديق ... ليس في حبك مثيل ))



أخواني وأخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يسعد لي صباحكم ومساءكم بكل خير ومحبة،،،

هذه القصة الواقعية حدثت حينما وصلني المقطع المنتشر (( وقفات مع مغسل الأموات )) والتي كان يرويها الشيخ/ عباس بتاوي حينما كان في ضيافة الشيخ/ نبيل العوضي.
ولعل الكثير مروا عليه هذا المقطع الذي بكت لأجلهم ألاف الأشخاص مما فقدوا أصحابهم وأحبابهم وأغلى ناسهم.

ولعلي أختصر القصة في كلمات لشابين تحابا فالله درسوا سوياً وتخرجوا معاً وعينوا في نفس العمل وتوجوا الأخوات وأنجبوا لكل واحدٍ منهم بنت وولد حتى حينما مات أحدهم وكان الوحيد في غسلة لحقه الثاني في اليوم الذي يليه ليغسله المغسل ويسأل هذا الوجه ليس بغريب كأني رأيته فيرد والد المتوفي هذا من شاركك في غسل صاحبه بالأمس القريب فحزن عليه وبكى المغسل فتتساقط دموعه وهو يغسله فيدفن بالقبر الذي يلي صاحبه.

فيا سبحان الله فلندعي لهم المولى أن يكونا في الجنة سوياً كما كانوا في الدنيا معاً.
ونستذكر في ذلك حديث المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فقال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عدل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال :إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )).
فمما دفعني لكتابة هذا الموضوع تحديداً لدوافع كثيرة وحتى لا أُطيل عليكم سأسرد عليكم قصتين هي من الواقع وليس من وحي الخيال.

فالقصة الأولى:
لأخ عزيز من جلساء المغفور له المرحوم/عبدالله زيد الأحمدي التي بكت عليه ينبع النخل جميعها من كبيرها لصغيرها وتكلمت عنه أكثر من خمس مساجد ، فبكت لرحيل ذلك الشاب الخلوق المؤدب ، صاحب الابتسامة والروح الجميلة ، بكوا الجميع لفراق شاب سبقته أفعاله للخير ولم يترك مالاً و لا جاه وإنما ترك عمل صالح يشفع له في أخرته.
لم يحالفني الحظ أن أكون من أحد أصدقاء ذلك الشاب رحمة الله عليه.
بالأمس القريب ألتقيت بأحد أصدقاء المرحوم/ عبدالله في عملي وإذ الملامح متغيره والحزن خيم على ملامح الوجه بأكمله وكأن صاعقة لم تنزل عليه من قبل ، فالابتسامة غائبة عن شفتيه والدمعة مغرقة في عينيه و الدموع لم تجف من خديه فلا لنا إلا الصبر والدعاء له فأصبر وأحتسب و أحسن الله عزاك في غاليك يا هاني.

أما القصة الثانية:
لصديق وفياً لم أتعمق في حبٍ أخٍ مثله فهو لي صديق الدرب رفيق الحزن والضحك حبيب القلب والروح عرفت معنى الصداقة بحبة والجيرة والمحبة ، فيه عرفت محبتي له في قلبي حينما كنت أول من أبلغ الناس في وفاة أمه قائلاً لي:(خلاص يا عمير أمي تُغسل الأن ، أمي رحلت عني خلاص ما راح أشوفها )) أبكاني وأبكى حتى السائق الذي كان معي حينما رأى دموعي . رحمها الله فكانت تلك الأم لا تفرق بيني وبينه فكانت دائماً ما تقول لي: هذا أخوك فلو رأيته أبتعد عن طريق الصواب فرده فأنه لا يسمع كلام أحد غيرك.
فأعذرني يا صديق روحي لم أتعمد في ذلك استرجاع تلك الأيام الحزينة ولم أنوي لفتح جراح أغلقت منذ سنوات ولكن أردت من ذلك بأن أبوح ما بصدري برغم بعد المسافات عنا وبعد الرزق الذي أبعدنا ستظل في قلبي ولم أجد لمحبتك بديل ولا رفيق غيرك يا عبدالعزيز).

أحبائي الكرام:
أصبح في زمننا الحالي نادراً ما تجد صديق يسأل عنك أو يهمه أمرك إلا فيمن أحببتم بعضكما في الله فهذه الحالة النادرة تجدها عند الصادقين في حب الله تعالى لا لمصلحة مال أو لطلب خاص تنتهي علاقتي بك بعد قضائها.

جعلني الله واياكم ممن تحابوا فالله وكما جمعني فيكم في دنياه جمعني بكم في أخرته.

((وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)).

المعلم
13-05-2012, 02:53 PM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
اللهم ارزقنا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم وحب كل محب لهما وأحبنا فيك