محمد عبد الله الذبياني
17-03-2012, 11:13 PM
قادني قدر الله أن أقف عند مسجد في أحد أحياء ينبع لصلاة العشاء ، وعندما دخلت وإذ بشيخ هرم منحنى ظهره وعزيمته تسابق خطواته للإصطفاف في الصف ويحمل في يده جهاز أبيض ، فقلت في نفسي هذا شيخ متطور !! فوضع الجهاز أمامه وكبر واصطفيت بجانبه ووقع نظري على ذلك الجهاز وإذ به إتريك يدوي ، يا الله إتريك ؟ نعم هو الإتريك الذي يعمل على البطارية الجافه ( حجر أبو بس)
يا الله . . . هذا الإتريك مازال بيننا في دهاليز المدنية من يحمله في يده ليضيء له طرقات المدينة !! تذكرت واقع الناس الذين يتقابلون في الطرقات قديمًا كل واحد يحمل إتريكه بيده فترى الطرقات تتلاوح فيها أنوارهم ، فعاش هذا المسن ذلك الزمان فيشري الرجل فيه فتيل الإتريك والفانوس كما نشرى اليوم لمبات المنزل ثم أمد الله في عمره ليعيش الحاضر بكبرى تطوراته وقفزاته فأجهزة الليزر وتلك الأضواء التي تنبث في الأجواء منها ما يعمل بالشحن ومنها ما هو على الطاقة ومنها ما هو على الكهرباء ، وتلك الإضاءات التي شملت الطرقات الطويلة بين المدن ، وهو هو ما فتئ يحمل إتريكه لينير له طريقه إلي المسجد فأخذ يطوع قديمة ليضئ له دروب حاضره ، هذا الشيخ لم يتجه إلي منتدى ليبث مشاكل الإنارة في حارته التي يقطنها أو إلي صحيفه ورقيه تنشر ما يعانيه أو فتح له حساباً في الفيس بوك ليتضامن معه المتضامنون أو غرد في تويتر أو صور نفسه بمقطع فيديو وبثه عبر اليوتيوب ، بل عمد إلي ذاته وعالج مشكلته بالقناعة أولاً ، وثانيا بالإعتماد على نفسه فأوجد لما يواجهه علاجاً أغناه وأقنعه فهل هناك كنزاً غير القناعة لا يفنى ؟
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه:
أُغمضُ عيني عن أمور كثيرة . . . . وإني على ترك الغُموضِ قدير
وما من عمى أُغضى ولكن لربما . . . تعامى وأغضى المرء وهو بصير
وأسكت عن أشياء لو شئتُ قـُلتـُها . . . وليس علينا في المقال أمير
وبعد فإن ما يمكن أن نلتقطه من هذا الشيخ غير القناعة هو أغلاقه لجهازه عندما دخل المسجد ولو تركه مضاء لما علم به أحد . أرأيتم يا شباب هذا المسن أغلق جهازه فأغلقوا أجهزة البلاك بيرى والجوال إذا دخلتم المسجد أسوة بهذا المسن ، كما نرجوا من الذي يضعون الملصقات التي تنبه لإغلاق الجولات أن يضعوا ملصقاً للمسنين نشكرهم فيه على إغلاقهم لأتاريكهم !!
يا الله . . . هذا الإتريك مازال بيننا في دهاليز المدنية من يحمله في يده ليضيء له طرقات المدينة !! تذكرت واقع الناس الذين يتقابلون في الطرقات قديمًا كل واحد يحمل إتريكه بيده فترى الطرقات تتلاوح فيها أنوارهم ، فعاش هذا المسن ذلك الزمان فيشري الرجل فيه فتيل الإتريك والفانوس كما نشرى اليوم لمبات المنزل ثم أمد الله في عمره ليعيش الحاضر بكبرى تطوراته وقفزاته فأجهزة الليزر وتلك الأضواء التي تنبث في الأجواء منها ما يعمل بالشحن ومنها ما هو على الطاقة ومنها ما هو على الكهرباء ، وتلك الإضاءات التي شملت الطرقات الطويلة بين المدن ، وهو هو ما فتئ يحمل إتريكه لينير له طريقه إلي المسجد فأخذ يطوع قديمة ليضئ له دروب حاضره ، هذا الشيخ لم يتجه إلي منتدى ليبث مشاكل الإنارة في حارته التي يقطنها أو إلي صحيفه ورقيه تنشر ما يعانيه أو فتح له حساباً في الفيس بوك ليتضامن معه المتضامنون أو غرد في تويتر أو صور نفسه بمقطع فيديو وبثه عبر اليوتيوب ، بل عمد إلي ذاته وعالج مشكلته بالقناعة أولاً ، وثانيا بالإعتماد على نفسه فأوجد لما يواجهه علاجاً أغناه وأقنعه فهل هناك كنزاً غير القناعة لا يفنى ؟
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه:
أُغمضُ عيني عن أمور كثيرة . . . . وإني على ترك الغُموضِ قدير
وما من عمى أُغضى ولكن لربما . . . تعامى وأغضى المرء وهو بصير
وأسكت عن أشياء لو شئتُ قـُلتـُها . . . وليس علينا في المقال أمير
وبعد فإن ما يمكن أن نلتقطه من هذا الشيخ غير القناعة هو أغلاقه لجهازه عندما دخل المسجد ولو تركه مضاء لما علم به أحد . أرأيتم يا شباب هذا المسن أغلق جهازه فأغلقوا أجهزة البلاك بيرى والجوال إذا دخلتم المسجد أسوة بهذا المسن ، كما نرجوا من الذي يضعون الملصقات التي تنبه لإغلاق الجولات أن يضعوا ملصقاً للمسنين نشكرهم فيه على إغلاقهم لأتاريكهم !!