ينبع
03-08-2011, 12:52 PM
http://moheet.com/image/73/225-300/732141.jpg
http://cache.daylife.com/imageserve/0fkQdlZ9VK9AE/610x.jpg
http://cache.daylife.com/imageserve/0fsPfxz8QE8td/610x.jpg
لعلها دعوة مظلوم ؟ سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها
ومن عجيب ما يُذكَرُ ما وقع للوزير " يحيى ابن خالد البَرْمَكي" الجواد المشهور ، الذي يُضرَب المثلُ به في سَعَة الجود والكرم .
"كان الخليفة العباسي الَمْهدي ، قد ضَمَّ ابنَه هارونَ الرشيد ، إلى يحيى بن خالد ، وجعَلَه في حِجره ، فربَّاه يحيى ، وأرضعَتْه أمرأتُه مع ابنه الفضل ، وصار الرشيدُ ابنَ يحيى من الرضاعة ، فلما استُخلِفَ الرشيد ، عَرَف ليحيى حقَّه ، وولاه الوزارة ، وكان يُعظِّمه ، و إذا ذكره قالَ : أبي ، وجعَلَ إصدارَ الأمور و إيرادَها إليه ، إلى أن نَكَب هارونُ الرشيدُ البرامكة ، فَغَضِبَ على يحيى بن خالد البرمكي ، وخلَّده في الحَبْس : إلى أن مات فيه سنة 190 وقَتَل ابنَهُ جعفراً ! وقال جعفر لأبيه يحيى بن خالد ، وهُمْ في القيود والحَبْس : يا أبتِ بعدَ الأمر والنهي و الأموالِ العظيمة ، أصارَنا الَّدهرُ إلى القُيُودِ ولُبس الصُّوف والحَبْس! فقال له أبوه يحيى : يا بُنيَّ لَعلَّها دعوةُ مظلوم ؟! سَرَتْ بليل غَفَلنا عنها! ولم يَغْفُل اللهُ عنها ، ثم أنشأ يقول :
رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ*** زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ
سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ*** ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ !
قصيدة لها وقعها الخاص في النفوس ولا نحتاج سواء الغوص في معانيها
قال أبو البقاء الرندي ( رحمه الله )
لكل شيء إذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول =من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار تبقى على أحد =و يدوم على أحد لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغة =إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو =كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن =وأيـن منهم أكـاليل وتيجـان
وأين ما شاده شداد في إرم =وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهب =وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له =حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
فجائع الدهر أنواع منوعة =وللزمان مســرات وأحــزان
وللحوادث سلوان يسهلها =وما لم حل بالإسلام سلوان
فالسأل بلنسية ما شأن مرسية =وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم =من عالم قد سما فيها له شان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف =كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية =قد أفقرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما =فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة =حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة =إن كنت في سنة فالدهر يقظان
اعندكم نبأ من أهل القدس =فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستغيثون وهم =قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم =وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم =أما على الخير أنصار وأعوان
يا رب أم وطفل حيل بينهما =كما فرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت =كأنها هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكرود مكرهة =والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد =إن كان في القلب إسلام وإيمان
http://cache.daylife.com/imageserve/0fkQdlZ9VK9AE/610x.jpg
http://cache.daylife.com/imageserve/0fsPfxz8QE8td/610x.jpg
لعلها دعوة مظلوم ؟ سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها
ومن عجيب ما يُذكَرُ ما وقع للوزير " يحيى ابن خالد البَرْمَكي" الجواد المشهور ، الذي يُضرَب المثلُ به في سَعَة الجود والكرم .
"كان الخليفة العباسي الَمْهدي ، قد ضَمَّ ابنَه هارونَ الرشيد ، إلى يحيى بن خالد ، وجعَلَه في حِجره ، فربَّاه يحيى ، وأرضعَتْه أمرأتُه مع ابنه الفضل ، وصار الرشيدُ ابنَ يحيى من الرضاعة ، فلما استُخلِفَ الرشيد ، عَرَف ليحيى حقَّه ، وولاه الوزارة ، وكان يُعظِّمه ، و إذا ذكره قالَ : أبي ، وجعَلَ إصدارَ الأمور و إيرادَها إليه ، إلى أن نَكَب هارونُ الرشيدُ البرامكة ، فَغَضِبَ على يحيى بن خالد البرمكي ، وخلَّده في الحَبْس : إلى أن مات فيه سنة 190 وقَتَل ابنَهُ جعفراً ! وقال جعفر لأبيه يحيى بن خالد ، وهُمْ في القيود والحَبْس : يا أبتِ بعدَ الأمر والنهي و الأموالِ العظيمة ، أصارَنا الَّدهرُ إلى القُيُودِ ولُبس الصُّوف والحَبْس! فقال له أبوه يحيى : يا بُنيَّ لَعلَّها دعوةُ مظلوم ؟! سَرَتْ بليل غَفَلنا عنها! ولم يَغْفُل اللهُ عنها ، ثم أنشأ يقول :
رُبَّ قومٍ قد غَدَوْا في نَعْمةٍ*** زَمَناً والدهرُ رَيَّانٌ غَدَقْ
سَكَتَ الدهرُ زَمَاناً عنهمُ*** ثم أبكاهُمْ دَماً حِينَ نَطَقْ !
قصيدة لها وقعها الخاص في النفوس ولا نحتاج سواء الغوص في معانيها
قال أبو البقاء الرندي ( رحمه الله )
لكل شيء إذا ما تم نقصان =فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول =من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار تبقى على أحد =و يدوم على أحد لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغة =إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو =كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن =وأيـن منهم أكـاليل وتيجـان
وأين ما شاده شداد في إرم =وأين ما ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهب =وأين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له =حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
فجائع الدهر أنواع منوعة =وللزمان مســرات وأحــزان
وللحوادث سلوان يسهلها =وما لم حل بالإسلام سلوان
فالسأل بلنسية ما شأن مرسية =وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم =من عالم قد سما فيها له شان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف =كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية =قد أفقرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما =فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة =حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة =إن كنت في سنة فالدهر يقظان
اعندكم نبأ من أهل القدس =فقد سرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستغيثون وهم =قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم =وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم =أما على الخير أنصار وأعوان
يا رب أم وطفل حيل بينهما =كما فرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت =كأنها هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكرود مكرهة =والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد =إن كان في القلب إسلام وإيمان