المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة السادسة من سلسلة " كشف الأستار عن ينبع الآثار" (بركة العيص مصور)



محمد عبد الله الذبياني
04-02-2004, 03:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

موضع بركة العيص

موضع في إحدى ضواحي العيص وفيه آثار متبقية على هيئة بركة ماء مدفونة إلا أن حدودها مازالت واضحة للعيان مساحتها 240مترمربع تقريبا وتبدو آثار لسواقي تصب في البركة إلا أنه لا يتضح نقطة بدايتها ومصدرها حيث اندثر أغلب معالمها سوى الساقي الذي يصب في البركة ولا يتجاوز حدوده أمتار بسيطه من البركة ليعرف نقطة بداية السواقي التي تنطلق منها كما توجد أيضا آثار لسواقي أخرى من البركة لتحيط بمساحة كبيرة على شكل مستطيل تقريبا ويبدو واضحا للعيان صغر حجم البركة مقارنة بالمساحة التي تحيط بها السواقي لو إفترضنا أن هذة البركة هي الممول الوحيد لهذة المزارع . لا أستبعد والله أعلم أن المساحة كاملة لا تمثل جميعها مزارع كما ذكر لي و قد يكون نقطة إستراحةعلى (طريق المعرقة المندثر ) حقيقة لا أعلم تفسيرا لذلك ، الغريب أن تصميم هذة السواقي من الحجر ومرصوف بطريقة رائعة ما تزال أجزاء كبيرة على هيئتها رغم مرور مئات السنين وكذا يلاحظ بأن المنطقة المحيط بها السواقي هي منطقة نظيفة تماما سواء من الأحجار أو الأشجار الكبيرة يذكر بأنها كانت مزارع ولا أعلم مدى صحة ذلك. وفي أحدى الجوانب توجد آثار لأساسات منازل مبنية من الحجر إذ تشرف على مساحة الأرض من موقع مرتفع نسبيا وفي الموقع آثار قبور وأحد أثار القبور حدد بشاهد كبير نسبيا ولعل وجهته معاكسا لاتجاه القبلة على ما يبدو لي ذلك . يذكر أهالي المنطقة أن تاريخ الآثار يعود إلي مئات السنين. وقد ذكرت في الحلقات الماضية بأن قلعة القصبة وقلعة الحميمة وهذا الموضع بركة العيص ذات ارتباط وثيق من حيث الزمن الذي عايشته هذة الآثار ولعل ذلك وجهة نظر شخصية .
ومن الطريف هو اسم ذلك الموقع حيث يعرف (بـــمدفق السمن) ولم أتأكد حقيقة من القصة الطريفة التي سمعتها عن سبب تسمية هذا الموقع بهذا الاسم الطريف ولعل في الأمر سعة ريثما أتأكد وأفيدكم لاحاقا ) . لعل فقد الكثير من معالم الآثار جعل من الصعوبة بمكان تصور حقيقة الآثار أو حتى الاقتناع بما يذكر لك من روايات و قصص .[/ALIGN]


ولعل من المناسب ذكره حادثة أبو بصير رضي الله عنه في العيص وهي قصة جميلة وعجيبة .أبو بصير اختلف في اسمه ونسبه، فقيل: عبيد بن جارية، وذكر خليفة عن أبي معشر، قال اسمه: عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن قيس وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن حليف لبني زهرة، وقال ابن إسحاق: أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية. قال ابن شهاب هو رجل من قريش، وقال ابن هشام هو ثقفي وأظن أن ابن شهاب نسبه إلى حلفه في بني زهرة وله قصة في المغازي عجيبة ذكرها ابن إسحاق وغيره وقد رواها معمر، عن ابن شهاب (ذكر عبد الرزاق)، عن معمر، عن ابن شهاب في قصة القضية عام الحديبية قال: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم فأرسلت قريش في طلبه رجلين فقالا لرسول الله صلى الله عليه وسلّم : العهد الذي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلماً فدفعه النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الرجلين فخرجا حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هذا جيداً يا فلان فاستلّه الآخر وقال: أجل، والله إنه لجيد لقد جرّبت به ثم جربت، فقال له أبو بصير: أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلّم حين رآه: «لقد رأى هذا ذعراً فلمّا انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلّم ، قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أبو بصير فقال: يا رسول الله قد والله وفت ذمتك قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم «ويل أمه مسعر حرب ــــ لو كان معه أحد» فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر ناحية العيص قال: وانفلت منهم أبو جندل بن سهيل بن عمرو فلحق بأبي بصير وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلاّ لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال: فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلاّ اعترضوا لهم فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلّم تناشده الله والرحم إلاّ أرسل إليهم فمن أتاك منهم فهو آمن. وذكر موسى بن عقبة هذا الخبر في أبي بصير بأتم الألفاظ وأكمل سياقه قال: وكان أبو بصير يصلّي لأصحابه وكان يكثر من قول: الله العلي الأكبر من ينصر الله فسوف ينصره فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمهم واجتمع إلى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب حتى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون فأقاموا مع أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلاّ أخذوها وقتلوا أصحابها، وذكر مرور أبي العاص بن الربيع بهم وقصته قال: وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، إلى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أبي جندل وأبو بصير يموت فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيده يقرأه فدفنه أبو جندل مكانه وصلّى عليه وبنى على قبره مسجداً. وذكر ابن إسحاق هذا الخبر بهذا المعنى وبعضهم يزيد فيه على بعض، والمعنى متقارب إن شاء الله تعالى .
المرجع / الإستيعاب في معرفة الأصحاب .