المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرق الحج والتجارة الماره بينبع



محمد عبد الله الذبياني
29-01-2004, 02:52 AM
عبر الأثير من الحب أعطر مسامعكم بتحية أهل الجنة أسأل الله أن نكون منهم .
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم ما يلي :
لقد ذكرت في الحلقة الثانية من " سلسلة كشف الأستار عن ينبع الآثار " بأني على وعد من أحد الأخوة الذين لهم باع طول في دراسة تاريخ ينبع حيث ذكرت بأن تفاصيل تلك الطرق ستطرح حال توفرها ....
وهاهو الأستاذ صالح السيد يفي بوعدة و يفيدنا بما يلي :
طرق الحج و التجارة المارة بينبع قديما :
كانت ينبع من مناطق عبور قوافل الحج و التجارة و الحـــــملات العسكرية منذ القدم ، و أخص بالذكر قوافل الحج و الزيارة إلى الاماكن المقدســــــــة في مكة المكرمة و المدينة المنورة سواء براً بنزولهم في ينبع النخل أو بحراً في ينبع البحر .
وقد تعددت الطرق التي كانت تستخدم على اختلاف العصور ولكن نوجزها فيما يلي :

1 – الطريق البحري و هو يستخدم منذ أن عُرفت ينبع ســــواء لقوافل التجارة القديمة أو الحملات العسـكرية على جزيرة العرب كما حصل من الرومان أو الصليبيين و غيرهم أو في قوافل الحج عبر العصـور المختلفة.

2 – الطريق البري المـــستخدم منذ القدم هو الطريق الذي يمر بالمدينة المنورة قادما من الشمال من مصر والشام وبلاد المـغرب العربي و يمر بوادي القرى ( العلا حاليا ) و إذا ارادت العرب أن تختصر هذا الطريق ســـلكت طريق المعرقة ، و يحدد المؤرخـون هذا الطـــريق بالمنطقة الواقعــة بين عزور و رضـــوى ( عزور : ثنية تهبط إلى الــــجحفة من المدينة و تعرف اليوم بالعزورية ) كما اشـتهر بقوافل قريش في رحلتي الشـــــتاء و الصيف ويمر هذا الطريق بمــحافظة ينبع و خاصة منطقة العيص ويُعرف كذلك بطريق الساحل ( وقد سلكه أبو سفيان بقافلته التي كانت ســببا لغزوة بدر الكبرى ) و تظــــــهر آثار الطــريق في برك الماء القديمـــة و التي منها بركة شـــــعيب النورة بالــــــعيص و غيرها ولا اســــتبعد أن تكون بركتي عباثر و ترعة تقع في بعض مساراته .( الآثار التي ذكرت آنفا هي ضمن السلسله المعدة للطرح في هذا المنتدى )

3 – ظهر اســـتخدام الطريق البحري في رحــــلات الحج بصفة مكثفة خــلال الفترة من القرن الأول الهجري إلى السابع ، وكان يســـتخدم هذا الطريق حجاج مصر و الــمغرب العربي و الأندلس وجزر البحر الأبيض المتوســــط و بقية دول أفريقيا و ربما الشــــــام ووســـط وغرب آســــيا ( الذين كانوا يصلون إلى مصر عن طريق البحر ) حيث يتجــه الجميع إلى القـــــاهرة ومنها إلى عيذاب (بلدة على الضـــــفة الغربية للبحر الأحمر على السواحل المصرية وهي مرســـــى تجاري قديم لصعيد مصر ، ويقال أن الذي بناها هو بطليموس فيلادلفوس و سماها بيرنيـــس على اســـم والدته ) أو القصير ( ميناء شمــــال عيذاب و كان من أهم الموانيء التجارية قبل انتقال الحركة إلى الســـويــس ) و منها إلى جدة أو ينبع أو الجــــار ، كما كان طريق ينبع أكثر اســـــتخداما لرجوع حجـاج مصر و المغرب و السودان واليمن وروسيا و الهند . و يســـتخدم ميناء الطور في بعض الاحيان حيث نقل لنا ابن خلدون أنه عند خروجه إلى الــحج ركب من الطـــور إلى ينبـــع وعند عودته من الحج مكث في ينبع (50 ) يوما قبل رجوعه إلى مصر وذلك سنة 789 هـ .

4 – في أواخر العهد الأيوبي تحول الطريق الســــــابق في الفقرة (2 ) شمالا إلى العقبة ومنها ينحدر الطريق جنوبا محاذيا الســاحل ،ويقال أن شــجرة الدر ملكة مصر هي أول من ســلك هذا الطريق وذلك سنة 645 هـ وقيل 660 هـ و تبعتها بعد ذلك القوافل ، ويتم تحديد مسارالطريق حسب تواجد الماء مما يجعله عرضة للتغيير من منازل إلى أخرى و من زمن لآخر ، ومن اشهر منازل هذا الطريق في ينبع نبط و ينبع النخل .
يسمى هذا الطريق بالطريق السلطاني وهو الرئيـــــس لوجود طرق فرعية أخرى ، و قد كان مساره في أحد مراحله كالآتي :
من مصر :
القاهرة / بركة الحاج / عجرود – السويس / نخل / أيلة / العقبة / حجر بحر القلزم / حقل / بر مدين / مغارة شعيب / عيون القصب / المويلحة ( المويلح ) /الأزلم / أكرى / الضيقة / الحوراء (أملج ) / نبط / ينبع النخل (القرية ) الدهنا / واسط – العذيبة / بدر .
و من بدر يتجه الطريق إما للمدينة أو لمكة ، فإن كان لمكة فيسلك :
العذيبة / البزواء / عتيق / عقبة ودان (قرب مستورة ) / رابغ / خليص / عسفان / وادي مر (وادي فاطمة ) / و منه إلى مكة .
وإن كان الطريق إلى المدينة فيسلك :
بدر / وادي الصفراء ( الجديدة / خيف أم ذيان / خيف الحزامي / بئر الروحاء - بئر الراحة - الفريش ) آبار علي / ومنه إلى المدينة .
و قد كانت القوافل في مراحله الأخيرة إذا خرجت من ينبع سلكت الآتي :
ينبع / المسيحلي – المعيزلة / العذيبة / واسط / بئر سعيد / الحمراء مروراً ببئر نويفع / بئر عباس / الجديدة / بئر الرحاء /بئر درويش مروراً ببئر الشريوفي /آبار علي / ومنه إلى المدينة . هكذا نقله اللواء إبراهيم باشا .
وآخر ما كانـت تسلكه قوافل الجمال و ادركه الآباء ، هو الطريق الذي يمر بالمراحل الأربعة التالية و يقطع الطريق في أربعة أيام و هي :
المرحلة الأولى : ينبع / بئر سعيد .
المرحلة الثانية : بئر سعيد / الخيف .
المرحلة الثالثة : الخيف / المسيجيد .
المرحلة الرابعة : المسيجيد / آبار علي .
الطريق الفرعي :
هناك طريق فرعي تسلكه القوافل إذا تعرض الطريق السلطاني لفقدان الأمن من القبائل التي يمر عليها ويسمى طريق الطريف ويستخدم من قبل القوافل التي تخرج من ينبع البحر وغيرها وهو كالتالي :
ينبع البحر / خيف البثنة / أم هشيم / بئر الأفيحرة ، بئر الأشيهب ، بئر خريم المدفع / بئر العين / بئر المنـــــــــجور ، المريبضة / المقرح / شجوة (شجوى ) / آبار ناصيف ( ناصف ، نصيف ) /الملاليح ( المليليح ) / المندســـــــة / ومنها إلى المدينة . هكذا نقله اللواء إبراهيم باشا .

4 – في سنة 1301 هـ بدأ استعمال السفن التجارية في نقل الحجاج من الـسويس إلى كل من جدة و ينبع مما جعل الطريق البري يخف اســـتخدامه و يفقد أهميته ، و في سنـــــــة 1321 هـ بدأ نقل المـــحمل المصري عن طريق ميناء ينبع (كما ذكر ذلك اللواء إبراهيم باشا ) و اســتمر ميناء ينبع في اســتقبال الحجاج بعد ذلك ، كما أن تشغيل خط سكة حديد الحجاز سنة 1326هـ و خاصة لحجاج الشــــام و تركيا قضى على الطريق البري تماما
و تواصـــل استقبال الحجاج في ينبع إلى سنة 1359 هـ حيث قيام الحرب العالمية الثانية
و توقف بعدها إلى أن عاد مرة أخرى في سنة 1384هـ و حتى يومنا هذا .

إمرة الحج و المحمل :
إمرة الحج أمر مشروع فقد حج رسول الله صلى الله عليه وســــلم بالناس ، كما أرسل أبا بكر رضي الله عنه ليحج بالناس ثم تبعه في ذلك الخلفاء و الولاة .
أما المحمل فهو يشــــــبه هودج يوضع أثناء السـفر على ظهر البعير ، وهو مربع الشكل ويتكون من أعواد خشب و تســـــدل عليه كســــوة حرير ويعلوه هلال ، كانت فكرته في بدايته هو أن يتجمع حجاج كل بلاد ويخرجون إلى الحج ســـــــــــويا يتقدمهم المحمل مع الدليل فيتبعه الناس حتى لا يضلوا في الصحاري و القفار ، يقال أن أول من استحدثه هي شجرة الدر ملكة مصر ســــنة 645هـ ( وإن ذهب صاحب الرحلة الحجازية إلى أن ذلك معروفا قبل الإسلام و في عهد النبوة ) إلا أن ما أورده لا يقوم به دليل .
وقد كان لكل أهل بلاد محملهم فهناك المحمل المصــــــري و المحمل العراقي و المحمل الشامي و المحمل اليمني و المحمل الرومي الذي يمثل الدولة العثمانية .
و الحقيقة أن ما تبع ذلك من اعتقاد الــناس فيه من التبرك و التقرب بالإضافة إلى ما كان يصاحبه من الطقوس ووضعه داخل الحرمين الشـريفين ، وكذلك ما يصاحبه من الطبول و المزامير حتى في أشرف الأماكن و تخصيص فرق عســـــكرية لأداء هذه الأعمال ،و صرف المبالغ الطـــــــائلة عليه في غير وجه حق جعله من الأمـــور المنكرة التي يجب أبطالها و عند قيام الدولة السعودية و انتشار الدعوة الســـــلفة مُنعت هذه الأمور وانتهت بفضل الله تعالى .
http://mom550.jeeran.com/المحمل1..jpg http://mom550.jeeran.com/المحمل2..jpg


هذه الصورة والتي قبلها للمحمل كما نقلها اللواء إبراهيم باشا في كتابه مرآة الحرمين أنزلتها هنا حتى يكتمل التصور عن المــــحمل علما بأنها التقطت سنة 1321هـ

وفي الختام أشكر الأستاذ صالح السيد على هذة الإضافة الكريمة والتفصيل الدقيق ولعل الإخوة في المنتدي يعفونني من طرح الحلقة السادسة عشرة - درب الحاج -
فليس لدي والله بعد طرح هذا الكم من المعلومات من الأستاذ صالح وما طرحه الأخوة الفضلاء أبو تركي وأبو ثامر معلومات أضيفها بالعكس أنا من أضفت معلومات جديدة أكرر إعتذاري لحجب الحلقة والإكتفاء بطرح ما ذكرة الأستاذ صالح حول الآثار المارة بالطرق ( بركة شعيب النورة وبركة عباثر وبركة ترعة والسلطني وبئر سعيد ) حيث أن هذة الآثار ستطرح وليكن هذا العذر مقبولا من الجميع :) ولكم تحياتي
وكل عام وأنتم بخير

المتابع الجديد
29-01-2004, 12:48 PM
ألأ العصو ألإعصــــار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أبديتم ما كنا نتساءل عنه ففاق ما كنا نتمناه فقد عرفنـا ألآن درب الحاج والتجاره

فهذه مهنـــــــيه مطلوبه في مثل هذه التقارير ذات البعد التاريخي والتي يجهلها الكثير منا
فـــــــــلك وللأخ صالح السـيد الشكر والتقدير

كما لايفوتني أن أشكر ألأخ أبو ثامر وأبو تركي فقد كانا المذكران لنا في هذا الموضوع

إلاوقــد جـــــــــــدتم مع ألأخ صالح السيد بالتــــــــــوسـع من منطلق مهنــي

فلامســـــــــتم كـــــبد الحقيقه فعشــنامع التقرير وكأنه واقعاُ نســـير فيه

فلكمـــــــا كل التقدير وألأحترام