المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثواب والعقاب - 10 - الحلقة الأخيرة



أبوماجد
09-07-2002, 11:31 AM
خاتمــة

يعتقد البعض من الناس أن الأدب أو التأدب هو بالعقوبة البدنية، وهذا المفهوم يميل إلى الخطأ منه إلى الصواب. فإن العقوبة البدنية تدفع الطفل أحياناً إلى سلوك يستحيل علينا معالجة أي خطأ يقع منه، وغالباً ما تفشل العقوبة البدنية في إحداث الأثر المطلوب. فالطفل أو الطالب في أحيان كثيرة لا يعلم سبب معاقبته ولكن إذا تم افهامه إن ما فعله كان من الأخطاء وذلك بأسلوب معين ومفهوم كان ذلك أجدى أثراً في تنشئته التنشئة المعتمدة على الوضوح والصراحة، ويستطيع الوالدان أو المعلم أن يعطي الطفل فكرة عن الخطأ وسبب كونه خطأ وكيفية العمل الصحيح، ثم يأتي فيما بعد دور القدوة التي يتبعها الطفل سواء من الوالدين أو المعلم. وسأستعرض هنا بعض التوجيهات التي نستخلصها من هذا البحث، والتي أرى وجوب اتباعها :

1- يجب أن تكون العقوبة متفقة مع درجة الخطأ.
2- لكي تكون العقوبة رادعة يجب أن تكون عاجلة حتى لا ينسى الطفل سبب معاقبته.
3- ينبغي أن تتناسب العقوبة مع عمر الطفل وحالته الصحية والجسدية.
4- لابد وأن يُفهّم الطفل الغرض من العقوبة.
5- الإقلال من العقوبة يُقلل من الوقوع في الخطأ.

هذا وأرجو الله الله التوفيق والسداد .

قائمة المراجع

1- الأهواني، أحمد فؤاد، التربية في الإسلام، دار المعارف بمصر.
2- جمال، احمد محمد، نحو تربية اسلامية، ط1، 1400هـ، تهامة.
3- طاحون، احمد بن محمد، كيف نربي ناشئتنا.
4- أبوحطب، فؤاد، علم النفس التربوي، 1980م، الأنجلو المصرية.
5- القحطاني، محمد احمد، التربية الاسلامية اهدافها، اسسها، خصائصها، الطبعة الأولى 1406هـ، دار الشروق.
6- صالح، احمد زكي، علم النفس التربوي، مكتبة النهضة المصرية.
7- صحيح الإمام البخاري

البعيــ ع ــد
09-07-2002, 02:38 PM
استاذي العزيز ابو ماجد

فعلاً انت مكسب للمنتدي فهذه المواضيع ذات فائدة كبيره واتمني من الجميع أن يقرأهاويطبقها بالطريقة الصحيحه ، وفقك الله وارجو ان تستمر بالعطاء لاننا بحاجة الي افكارك وكتاباتك،فالي الامام!!!!!!

أبو رامي
09-07-2002, 03:24 PM
أستاذي القدير أبو ماجد
لقد تابعت هذه السلسلة بإعجاب وانبهار بما كتبت وأجدت وهذا ليس غريبا منك فقد كان لي شرف مزاملتك مشرفا وموجها لي في الحياة العملية التربوية ، وقبل ذلك أستاذا وقدوة صالحة في الحياة العامة وكان ديدنك الصدق والإخلاص والحماس ، وهذا هو الباعث على أن يحبك ويقدرك كل من يعرفك ويتعامل معك .
وفي هذا البحث الرائع لم تخرج عن أسلوبك الذي عرفتك به .. تسلسل أفكار وقوة حجة وبيان رائع وتوثيق كاف .
بيد أنني أستاذي وقد عرفتك متقبلا للرأي الآخر .. أريد أن أعرض عليك وجهة نظري ، المتمثلة فيما يلي :
• أوضحت ضرورة العقاب في التربية ( إذا استمر الخطأ كان لزاما علينا عقابه في الحلقة الرابعة ) . وبينت بعض طرق العقاب ، ولكنك مررت مرورا غير كاف ولا شاف على الضرب كوسيلة من وسائل العقاب ، علما بأنني أعرف رأيك في الضرب مسبقا وأنك من ألد أعدائه .. ولكن في بحث كهذا لا بد من التطرق إليه لا سيما أنه ذكر في الإسلام كوسيلة عقاب ( ضرب الوالد لولده مع الأمر بالصلاة ، والمرأة الناشز ، والحدود ) .
• في الحلقة التاسعة أوردت تفسير الدكتور فؤاد أبو حطب لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ) بقوله : ( إلا أن العقوبة قد تشمل الذم السطحي ، أو التوبيخ ، أو التأنيب ، أو اللوم ) وبرغم استدراكه ( بقد ) في تفسيره كأنني فهمت منه أنه يريد أن يصرف أنظارنا عن المعنى المباشر للحديث الذي لا يوجد مسوغ لأن نتعداه ، فالأمر بالضرب هنا صريح ، وقاله من يملك جوامع الكلم . ولو كان الأمر توبيخا أو لوما أو تأنيبا لقاله صلى الله عليه وسلم . أما التوبيخ أو التأنيب أو اللوم قد يكون في المرحلة السابقة للضرب .
• وأخيرا في التربية في الإسلام في الحلقة التاسعة ذكرت سبع وسائل للعقوبة كان آخرها : (لإرشــــاد إلى الخطأ بالعقوبة الواعظة:
على سبيل المثال عقوبة الحدود، حيث يكون تنفيذها أمام مشهد من الناس ومحضر من أبناء المجتمع حيث تكون العبرة أبلغ والعظة تكون أقوى. فالسعيد من اتّعظ بغيره. ولا شك ان المربي حين يعاقب الطالب المسيء أمام اخوانه من الطلاب فإن هذه العقوبة تترك الأثر الكبير في نفوس الأولاد جميعاً، وبهذا يعتبرون ويَتعظون.) . وعقوبة الحدود كما هو معروف ( الجلد ) وكنت أعتقد أنها خاصة بالحدود ، لولا ربطك إياها بمعاقبة الطالب المسئ أمام إخوانه من الطلاب . فهل يعني هذا أنه يمكن ضرب الطالب أمام زملائه ؟ .. ما زلت ـ أستاذي ـ بحاجة إلى إيضاح .
هذه مداخلتي على بحثك القيم ، وأرجو أن لا يفهم منها أنني أطالب بالضرب أو أنني من المؤيدين له . ولكني أقرر حقيقة عايشتها عن قرب ، وهي أن الضرب موجود في مدارسنا رغم المنع الرسمي ، ولا بد من دراسته دراسة شاملة ميدانيا وتو صيفه توصيفا دقيقا . وإصدار حكم قاطع فيه .
سلمك الله أستاذي ، وجزاك الله خيرا فقد أثريت مجالسنا بما هو مفيد .

الجوال
11-07-2002, 04:15 AM
الأخ أبو ماجد شكراً لك على مشاركتك المتميزة
ونحن دائماً نستفيد منك
في المنتدى وخارجه بأفكارك النيرة
أخوك الجوال

أبوماجد
11-07-2002, 10:11 AM
أخواني البعـ ع ــيد - الجوال
لكم مني كل التحية والتقدير، راجيا الله تعالى أن أكون قد أفدت واستفدت منكم -- شكرا لكم.


أخي الفاضل، الأديب المعاصر
نلت من كلماتك الرقيقة الكثير فوق قدري. أنت من كان معلمي وأخي الذي تعلمت منه التواضع وحب ومساعدة الآخرين. لك مني كل التقدير والاحترام. إن بحث (الثواب والعقاب) هو إختصار شديد لبحث قدمته في إجتماع في وزارة المعارف، ولو وضعت البحث بالكامل في المنتدى لأخذ أكثر من مائة حلقة. إن مداخلاتك ممتازة وتُثري كثيراً النواحي العلمية والفلسفية وهو السيء الذي نبحث عنه أو يجب أن بنحث عنه لننهل من أنهار العلم والمعرفة.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة الرابعة من الثواب والعقاب "يجب في الجانب الآخر أن نقول للطالب الكسول وغير المجتهد "حَســِّــن من وضعك"، وإذا استمر كان لزاماً علينا عقابه، وهذا ينطبق ايضاً على كل السلوكيات الطيبه والسيئة." لم أتعرض للعقاب البدني في هذه الفقرة لسببين هما :

1- العقاب البدني (الضرب) من قِبل بعض المعلمين هو عملية تصل لحد الانتقام من الطالب من واقع تجربتي العملية في الميدان التربوي، بينما الهدف الرئيس من العقاب البدني البسيط (وإن كنت لا أُشجعه أبداً) غير المتكرر (حتى لا يفقد أهميته) هو إشعار المقصر بنوع من الذل أمام زملائه الأمر الذي يخلق لديه نوع من الاستجابة العكسية فيُشجعه على عدم التعرض لمثيراته في مستقبل حياته.
2- أما الضرب المبرح فإنه يولد الكراهية التي تنعكس على المجتمع ككل، خاصّة إذا علمنا أن الطالب بتركيبته الفسيولوجية والنفسية لا يستطيع أن يقف أمام المعلّم خوفاً من انتقامه في الدرجات وسطوته بحكم عمله، وأن المعلّم في ذات الوقت يفتقد إلى نوع من الديمقراطية الإسلامية في تقبل النقد الهادف من أبنائه الطلاب والمناقشة في الأساليب الواجب اتباعها في معاملة الطلاب. وعلى سبيل المثال من واقع التجربة : جاء طالب يشتكي أن معلمه قام بضربه (بالركب والعقال) أمام جميع زملائه أثناء الحضور إلى صلاة الظهر. بعد التحقق من الشكوى من المعلم وبعض زملائه من المعلمين وبعض الطلاب الحاضرين قريباً مكانياً من الواقعة اتضح أن الطالب تعرقل في أرضية المسجد وسقط على معلمه مما أسقط عقال المعلم وغترته. ثار المعلم من الموقف بشدة ولم يتمالك نفسه ويحكمها أو حتى يبحث عن الأسباب وقام بضرب الطالب بالركل والعقال والصفعات !!. فما بالك لو أن هذا الطالب لم يحل الواجب أو لم يحفظ الدرس وناقش المعلم في الطريقة القاسية والأسلوب الذي يستخدمه أمام الطلاب فما الذي سيحصل ؟!. إن الأسلوب الأمثل في معاقبة الطالب على تقصيره هو استخدام الثواب مع بقية زملائه مع بعض الكلمات المشجعة للمقصر.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة الخامسة : إنه من المعلوم أن معظم المدارس التي تعتمد تماماً على التربية الحديثة تعترض عملياً على العقاب البدني، ومع ذلك فإن الطفل أو الطالب قد يلقى بعضاً من هذه المعاملة إذا خرق قواعد وقوانين النظام أو تحدَّى القوانين الأخلاقية للمدرسة أو البيت. فقد يُضرب لعدم ادائه الصلاة مثـلاً، مصداقاً لقول الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم: "واضربوهم عليها لعشر.". وقد قال الأستاذ الدكتور: فؤاد أبوحطب: "إلاَّ أن العقوبة قد تشمل الذم السطحي أو التوبيخ أو التأنيب أو اللوم أو النقد أو الإستهجان أو التقريع أو التصنيف." ( علم النفس التربوي – الدكتور: فؤاد أبوحطب، ص 364-366 ).
إن الأستاذ الدكتور فؤاد أبوحطب ذكر تلك العبارة على أن عملية الضرب المذكرة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هي آخر العلاج ويسبقها الذم والتوبيخ وغيره. ولم أكن موفقاً كثيراً في اختصار هذه الفقرة كما ينبغي لتصبح أكثر وضوحاً.

[] وردت الفقرة التالية في الحلقة التاسعة : على سبيل المثال عقوبة الحدود، حيث يكون تنفيذها أمام مشهد من الناس ومحضر من أبناء المجتمع حيث تكون العبرة أبلغ والعظة تكون أقوى. فالسعيد من اتّعظ بغيره. ولا شك ان المربي حين يعاقب الطالب المسيء أمام اخوانه من الطلاب فإن هذه العقوبة تترك الأثر الكبير في نفوس الأولاد جميعاً، وبهذا يعتبرون ويَتعظون.
إن الهدف الرئيس من ذكر مثال عقوبة الحدود الشرعية هو الاشهار على قدر جريمة المجرم، فتطبيقها يتم أمام المجتمع ككل أو جزء منه لأن أثرها ينعكس على المجتمع؛ وقياساً عليها فإن التقصير أو الإخلال بأنظمة الفصل الدراسي أو المدرسة (على اعتبار أن المدرسة أو الفصل هو مجتمع صغير) يحتاج منّا إلى تطبيق العقوبة أمام هذا المجتمع الصغير. ولم أذكر مثال الحدود الشرعية هنا ارتباطا بقدر أو حجم المعصية أو الجريمة وإنما كما ذكرت.

أبو سفيان
11-07-2002, 12:17 PM
للعزيز أبو ماجد على طرحه هذه الموضوعات التربوية الهامة في حياتنا وشكرا للمداخلات القيمة للأخ أبو رامي وهذا يثبت أن المعلمين حتى وإن خرجوا عن الميدان التعليمي فما زالت أذهانهم صافية وعقلياتهم نيرة ومتعلقة بالهموم التربوية التي هي هموم المجتمع كله والشكر مكرر لأخي أبو ماجد فقد أعجبني جدا تواضعه عندما شعر بأن شيئا من الغموض يكتنف ما طرحه من خلاصات ليتعلم كل من أراد أن يخوض في المجال التعليمي والعلمي أن القدوة هي المعول عليها في كل تصرفاتنا وسلوكياتنا الخاصة والعامة 0 ولا أدري إن كان لأبي رامي من تعليق بعدما قرأ رد أبو ماجد 000

أبو رامي
11-07-2002, 02:18 PM
أخي أبو سفيان
ليس لي من تعليق سوى أن أقول : شكرا أبا ماجد فهكذا عرفتك تجمع بين فضيلتي العلم والحلم .. هنيئا لهذه المجالس بك . وبانتظار بحوثك القيمة ومداخلاتك المفيدة .. وفقك الله .

أسير الغرام
15-07-2002, 01:46 PM
أساتذتي الكرام
أبو ماجد
أبو رامي
من شاركهم

تحياتي وتقديري واحترامي لكم جميعا

جزاكم الله خيرا على هذه الروائع - على هذا البستان الذي غرستم فيه وزرعتم - فهل لي أن أقطف من ثماره
أرجو أن تسمحوا لي بطبع هذه الصفحات لأضيفها إلى أفضل مراجعي فلسان حالي يقول : اغتنم هذه الفرصة فأغلى المعادن هذه الأيام نادر لقلة مناجمه 0 فلا تفوتك هذه المصادر وادعو لها بالتوفيق

أسأل الله العلي القدير أن يجعل هذا في موازين حسناتكم كما أسأله التوفيق للجميع إنه سميع مجيب

أسير الغراااااااااااام

أبوماجد
16-07-2002, 07:25 AM
أخي أسير الغرام
شكرا على هذه الكلمات الجميلة وهي غير مستغربة من أحد أدباء ينبع والذي يتمتع بميزة لا يملكها إلا هو
أخي يمكنك طباعتها والاستفادة منها إن وجدت أنها مفيده
لك مني التحية والتقدير
أبو ماجد