المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثواب والعقاب - 1



أبوماجد
09-07-2002, 11:22 AM
المقدمة
الحمد لله وحده، والصــلاة والســلام على من لا نبي بعده 000 وبعد :
بفضل من الله تعالى قضيت في السلك التربوي والتعليمي سنوات طوال أكسبتني الخبرة التربوية المناسبة لفهم الكثير من الأمور التربوية. وبإذن من الله تعالى سأشارك في هذا المنتدى الجميل بما فيه والجميل بمن يقوم عليه في موضوع تربوي تعليمي تحت عنوان (الثواب والعقاب) وذلك في حلقات متصلة وستكون مناقشتي للموضوع مناقشة تعتمد على الأسلوب العلمي في البحث إضافةً إلى سرد بعض التجارب الميدانية التي واجهتها أثناء عملي. كما يسرني قراءة تعليقاتكم ونقدكم ومناقشتكم.
في غضون النصف القرن الماضي أولى رجال التربية والتعليم والمحللون النفسيون وأطباء النفس المختصون بالأطفال قدراً كبيراً من دراساتهم وعنايتهم لشؤون نفسية الطفل؛ وكان الآباء والأمهات متلهفين على الإطلاع على نتائج تلك الدراسات، كما أن الصحف والمجلات لم تتوان عن الإسهام في هذا الإهتمام من خلال نشر أكبر قسط ممكن مما أجري من الدراسات. ومن خلال ذلك كله تعلمنا شيئاً فشيئاً إن الأطفال بحاجة الى حب الأبوين أكثر من أي شيء آخر وهم – الأطفال – يبذلون تلقائياً أقصى الجهد لكي يتشبهوا بالكبار البالغين وتحمل المسؤولية. وان الكثيرين ممن يقعون في الإضطراب والمتاعب إنما يعانون في الواقع من فقدان العطف لا من فقدان العقوبة. وتعلمنا فوق ذلك كله ان الاطفال يتلهفون على التعلم إذا أعطوا موضوعات مدرسية مناسبة لأعمارهم وأشرف عليها معلمون متفهمون، وإن بعض مشاعر الغيرة من الأخوة والأخوات وبعض مشاعر الغضب المؤقتة نحو الآباء والأمهات هي أمور طبيعية ولا داعي لأن يحس الطفل بالخجل الشديد من تعرضه لمثل هذه المشاعر، وكذلك تعلمنا أن القمع الشديد للمشاعر العدوانية قد يُفضي الى حالة من العصاب، وأن الأفكار التي تدور في العقل الباطن لها تأثير في حياة الإنسان بقدر ما للأفكار التي تدور في عقله الواعي، وإن كل طفل هو فرد وينبغي أن يسمح بأن يبقى كذلك. هذه الأفكار كلها اصبحت اليوم من الأمور العادية المعروفة والمألوفة ولكنها عندما أعلنت لأول مرة أحدثت هزة كبيرة، ومن الطبيعي أنه ليس من السهل تغيير هذا العدد الكبير من الأفكار بشأن طبيعة الطفل واحتياجاته دون أن يُربك ذلك الكثيرين من الآباء والأمهات والمعلمين. لقد تطورت عملية الثواب والعقاب في التعليم في صورته الحديثة إلى مبدأ التعزيز، فمن المألوف أننا وبصورة عامة نقدم الثواب على السلوك الصحيح أو السلوك المرغوب فيه، ونقدم العقاب أيضاً على السلوكيات الخاطئة أو غير المرغوب فيها، وهذه سُنة الحياة. ومنذ القدم بينت لنا الشرائع السماوية ماذا أعدت للمتقين من الجنان والنعيم المقيم، وماذا أعدت للكافرين من نار جهنم وما تحتوي من أصناف العذاب، وهذا من باب الترغيب والترهيب، واللتان تعتبران بالتركيبات اللغوية المعاصرة الثواب والعقاب. إن ما يعنينا في هذا الأمر هو الطالب الذي نتعامل معه داخل أسوار المدرسة، وفي المنزل، وفي المجتمع؛ وهنا لابد لنا من وقفة، وهي أن على المُدرس أن يتفهم دوره ويُتقنه وأن يؤدي عمله على أكمل وجه، وبكل إخلاص وتفاني حتى يستطيع أن يؤثر تأثيراً مباشراً على شخصية الطفل، لأنه، أي المدرس، يعتبر القدوة التي يقتدي بها ويؤثر فيها تأثيراً مباشراً في حياته. ومن هذا المنطلق فإن دور المعلم لم يكن قاصراً على الإهتمام بتعليم الناحية المعرفية فقط وإهمال الجوانب الأخرى، بل يجب عليه أن يهتم بالطالب من جميع النواحي المعرفية والتربوية والنفسية والخلقية والصحية، فيوجهه الوجهة الصحيحة والسليمة، فيقول له إذا أحسن 00 أحسنت 00 ويُقدم له ما يتوافق مع فعله من أنواع الثواب المناسب، أما إذا أساء ولم يُحسن التصرف فان على المعلم أن يوضح له إساءته ويمنعه بوسيلة من وسائل العقاب المتاحة حسب حجم الخطأ. لذا فإن دور المعلم هام في تربية الطفل وعليه مسؤولية عظيمة. وسنبحث في بحثنا البسيط هذا عن دور المُعلِّم في عملية الثواب والعقاب. أسأل الله التوفيق والسداد 00