المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجتي اخجلتني! بعد عشرون عاما! (مؤثرة جدا)



سمك ناشف
11-11-2010, 09:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الكثير من الرجال يرى ان جل الإهتمام بالزوجة والأولاد..هو تربية اجسادهم وتعبئة بطونهم بما لذ وطاب من الأكل والشرب وان هذه هي نهاية الرعاية!
وانه بهذه الطريقة قد ادى ما عليه..
وقد ينسى او يتناسى ان الإهتمام بالروح اهم من الجسد وإن إشباع رغبة الزوجة والأطفال عاطفيا هو غاية مايرجون منه كولي امر!
ولكن لو أستمر هذا الجفاف العاطفي بين الزوج وزجته قد تصل الأمور إلى ما وصلت إليه هذه القصة المؤثرة لأحد الرجال الذين قصروا في هذا الجانب!




مع أنه قد طاف العالم حتى لايكاد يجد في الخريطة دولة جديدة ، وركب الطائرات حتى عادت كأنها سيارات ، فإنزوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة ، وبعد عشرةِ .. عشرين سنة، ومن أين ؟وإلى أين؟



من الظهران إلى الرياض ، ومع من؟
مع أخيها القروي البسيطالذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع فأخذها بسيارته القديمة من الرياضإلى الدمام ..
وفي العودة رجته بكل ما تملك أن تركب الطيارة .. أن تركبالطيارة قبل أن تموت .. أن تركب الطيارة التي يركبها دائماً خالد زوجها والتيتراها في السماء وفي التلفزيون ، واستجاب أخوها لندائها وقطع لها تذكرة ،وأرفق معها ابنها محرماً لها، وعاد هو وحيداً بسيارته القديمة تهتز بهالمشاعر والسيارة ، وفي تلك الليلة لم تنم سارة ، بل أخذت تثرثر مع زوجهاخالد ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتهاوكيف طارت في الفضاء .. طارت! تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر .. مدهش!


ومزهر ومسكون بالبشر وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ، ولمتكد تنتهي من وصف الطائرة حتى ابتدأت في وصف الدمام والرحلة إلى الدمام منبدئها لختامها والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها ، والطريق الطويل الجميلبين الرياض والدمام في رحلة الذهاب أما رحلة الإياب فكانت في الطائرة ،الطائرة التي لن تنساها إلى الأبد ، واستقعدت على ركبتيها كأنها طفلة ترى مدنالملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشةوسعادة ما (مسافة) رأت من شوارع ومن متاجر ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومنمطاعم وكيف أن البحر يرغي ويزبد كأنه جمل هائج وكيف أنها وضعت يديها هاتين .. هاتين في ماء البحر، وذاقته فإذا به مالح .. مالح ..


وكيف أن البحرفي النهار أزرق وفي الليل أسود ورأيت السمك يا خالد رأيته بعيني يقترب منالشاطئ ، وصاد لي أخي سمكة ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية .. كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها .. ولولا الحياء يا خالد لبنيتلي بيتاً على شاطئ ذاك البحر؟ رأيت الأطفال يبنون ، يووووه نسيت يا خالدونهضت جذلى فأحضرت حقيبتها ونثرتها وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليهوكأنها تقدم الدنيا وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك يا خالد " شبشب " تستخدمهفي الحمام .. وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة ..


لأول مرة فيعلاقته بها وزواجه منها ، فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية .. وهو قدركب معظم خطوط الطيران في العالم ، ولم يأخذها معه مرة لأنها في اعتقادهجاهلة لا تقرأ ولا تكتب، فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر ، ولماذا يأخذهامعه ، ونسى .. نسى أنها إنسانة .. إنسانة أولاً وأخيراً .. وإنسانيتها الآنتشرق أمامه وتتغلغل في قلبه وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فماأكبر الفرق بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد وبين الهدية التيقدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة ، إن " الشبشب " الذي قدمته لهيساوي كل المال الذي قدمه لها ، فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر ، وأحسبالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة التي تغسل ثيابه وتعد له أطباقه وأنجبتله أولاده وشاركته حياته وسهرت عليه في مرضه ، كأنما ترى الدنيا أول مرة ،ولم يخطر لها يوماً أن تقول له اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافرلأنهاالمسكينة تراه فوق ..
بتعليمه وثقافته وكرمه المالي الذي يبدو لهالآن أجوف .. بدون حس ولاقلب .. أحس بالألم وبالذنب .. وبأنه سجن إنسانةبريئة لعشرين عاماً ليس فيها يوم يختلف عن يوم .. فرفع يده إلى عينه يواريدمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته ولم يكن يتصورأنه سيقولها لها أبد الآبدين ، قال لها : أحبك .. قالها من قلبه .. وتوقفتيداها عن تقليب الحقيبة وتوقفت شفتاها عن الثرثرة ، وأحست أنها دخلت في رحلةأخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة وألذ ، رحلة الحب التي بدأت بعدعشرين عاماً من الزواج ، بدأت بكلمة .. بكلمة صادقة .. فانهارت باكية !!

المعلم
11-11-2010, 02:20 PM
مؤثرة فعلا
جزاك الله خيرا
وبارك فيك

سمك ناشف
12-11-2010, 04:25 PM
شكرا على مرورك العاطر يا المعلم يا مبدع الكسرات!

ابويزن الذبياني
13-11-2010, 12:53 AM
شكرا علي النقل المميز وقصه مؤثره جدا

فتى تبوك
13-11-2010, 09:11 PM
جزاك الله خيرا
وبارك فيك وشكرا علي النقل المميز

روني
14-11-2010, 01:54 AM
قصة رائعة وتحمل معان جميلة تؤثر بمن له مشاعر واحساس سواء كان رجل او امرأة

سمك ناشف
14-11-2010, 02:53 PM
شكرا علي النقل المميز وقصه مؤثره جدا

شكرا أبو يزن على مروركم العاطر