المعلم
03-11-2010, 02:14 PM
http://www.yanbu-news.com/news/contents/newsm/9966.jpg كنت أنشد ابنيّ نصوص الديوان لالتمس ما يعجبهما
11-26-1431 12:01 PM
حوار - محمد باوزير
http://www.yanbu-news.com/news/contents/myuppic/04cd117b026d6f.jpg
بدا صاحب هذا الديوان (أناشيد عمر) مطلع مشواره الأدبي شاعراً تغريه شواطئ ينبع بدوزنة الشعر ويحرضه نخيلها على خلق صور الجمال في شعره، لكن سرعان ما إتجه إلى النقد الأدبي حاملاً معه لغة شعرية مطوعة يقلب بها النصوص الإبداعية ببصيرة نقدية فذة وثقافة عالية لامس بها آلية الخطاب النقدي.
وها هو الآن يتخذ من أدب الطفل مدخلاً آخر مع تجربته الأدبية، فقد صدر له مؤخراً باقة شعرية للأطفال باذخة الجمال، بديعة الخيال سمها ب «أناشيد عمر» وتزينت رسومها بريشة الفنان ريهام إسماعيل.
الديوان انطوى على نصوص متنوعة في أفكارها تضخ جملة من الآداب وتبث عدداً من القيم وتحث على السلوك الحسن، فالجوار وبر الوالدين وتعاليم الإسلام وحقول المعرفة وحب الوطن كل تلك القيم تسكن الديوان بتوظيف ذكي ولحن عذب ووزن متميز ينساب نحو الأذن ويأخذ طريقه للقلب فكان معنا صاحب الديوان في حوار حول منتوجه الأول في دنيا أدب الطفل:
* في البدء ما الذي دفعك لكتابة أشعار الأطفال وأنت الذي عرف عنك كتابة الشعر العاطفي والوطني ولك في ذلك أكثر من ديوان؟
- بداية فالشاعر ليس مؤطراً بإطار معين إلا ما تمليه عليه مشاعره وأحاسيسه، وإلهامه الشعري وليس في منظوره أن يصنف نفسه وطنياً أو عاطفياً، أو.. أو.. وإنما عليه أن يتفاعل مع الكلمة الصادقة المعبرة.. أما عن الدوافع فلا شك أن عملي في ميدان التربية والتعليم كان له الأثر الأكبر في الكتابة للطفل، ذلك أن بعض هذه النصوص قدمت عبر أعمال مسرحية وإنشادية في الميدان التربوي، كما أن الشعور الأبوي أثناء مداعبة أطفالي كان محرضاً آخر لإيجاد لغة مشتركة محببة لنفوسهم!! أضف إلى ذلك ندرة النصوص التي تخاطب الطفل، وإن وجدت فهي نتاج بيئة أخرى غير بيئتنا.. صحيح يوجد قيم مشتركة كما توجد آداب إسلامية عامة، لكن استيحاء نصوص من بيئة الطفل نفسه سهل وصولها إليه وبالتالي تلقي الرسالة بشكل إيجابي.
هل الكتابة للأطفال تعتمد على قاموس لغوي خاص تتناسب فيه المفردة مع أذن الطفل؟
- من قدر له القراءة في علم نفس النمو سيجد أن النمو اللغوي للطفل هو أحد مظاهر النمو التي ينبغي الاهتمام بها وهو يختلف من مرحلة لأخرى، والشاعر عندما يكتب للطفل فلا بد أن يكون هذا الجانب في الحسبان وهنا مكمن الصعوبة إذ ربما ساقه الأمر إلى النظمية على حساب شعرية النص، بيد أن لغة الديوان كانت متنوعة تبعاً لتنوع النصوص والفئة العمرية المخاطبة.. ما أمكن ذلك.
* هل لطفليك دور في خروج هذا الديوان وقدح شرارة هذه القصائد؟
- لا أنكر أن طفلي (عمر وأحمد) كان لهما أثر مباشر في تحويل فكرة الديوان إلى منتج متداول وقد أشرت إلى ذلك في مقدمته. كما أنني أهديتهما وزهرات الوطن الغالي هذا العمل الخاص بأدب الطفل. لا أذيع سراً إذا ما قلت لك إنني كنت أنشدهما هذه النصوص لأتلمس ما يعجبهما ويتفاعلان معها.. ولا تستغرب إذا ما قلت لك أن أكثر النصوص ثناء من قبل المتلقين كان ابني أسبق بالتعبير عن الثناء عنها، ولعل هذه يوجه أنظار المربين إلى تلك الملكة الناقدة لدى الأطفال وأهمية تنميتها وصقلها!!!
http://www.yanbu-news.com/news/contents/myuppic/04cd118351003a.jpg
أ. سعد الرفاعي
* ألا ترى أن الأوزان الشعرية الخفيفة مناسبة لبث القيم الكريمة والآداب النافعة فيسهل حفظها للطفل؟
- يرتبط أدب الطفل بالترنم والإنشاد ولهذا فالإنشاد يكون مطاوعاً بشكل أكبر عبر الأوزان الخفيفة أو المجزوءة، ولما كان أحد أهداف هذه النصوص أن تكون ميسرة الحفظ قابلة للترنم والإنشاد فإن الانحياز للأوزان الخفيفة يبقى خياراً هاماً للوصول إلى الطفل وبالتالي استقبال ما يحتويه من قيم وآداب مرغوبة.
* هل المكتبة العربية ما زالت في حاجة إلى كتب أدب الأطفال؟
- مما يؤسف له أن المكتبة العربية تفتقر للكتابات التي تتجه نحو الطفل أو تنتج له خاصة، ولو سألت أي مبدع إجمالاً لقال لك إنه يتهيب من الكتابة للطفل ليبقى السؤال فاغراً فاه إلى متى هذا التهيب الذي يكون ثمنه خلو المكتبة من أعمال تسهم في بناء الأبناء وتنمية ثقافتهم، ووفق هذه القناعات فقد بادرت بدفع هذا الديوان إلى النشر إحساساً بواجبي تجاه الشريحة الأغلى على نفوسنا جميعاً!!
* البعض يرى أن الصور والرسومات تضفي لنص أدب الأطفال حياة أخرى ما مدى صحة ذلك؟
- يتميز الطفل بإدراكه الحسي، ولهذا فكلما كان الإشباع لأكثر من حاسة لديه كلما كان استيعابه أعمق وأسرع.. هذا من ناحية تربوية، أما من الناحية الإبداعية فإن الرسوم والصور تشكلان نصاً إبداعياً آخر مستقلاً شأنه شأن النص الشعري ولهذا فكلما تضافر النصان وتناغما إدى ذلك إلى نص إبداعي مشوق للطفل.. وانطلاقاً من قناعاتي بأهمية الرسوم المصاحبة للنصوص المكتوبة للطفل فقد اتجهت بديواني إلى دار متخصصة في التعامل مع كتب وأدب الطفل.
ولعل هذه الخبرة هي التي دفعت الدار إلى اقتراح الاقتصار على النصف فقط من نصوص الديوان «أناشيد عمر» ليكون حجمه مناسباً للفئة المستهدفة بقراءته.
* المتأمل لديوان «أناشيد عمر» يلمس فيه الكثير من التعاليم والآداب، هل كان ذلك مقصوداً؟ أم طبيعة شعر الأطفال يقوم على ذلك؟
- كلاهما معاً.. ذلك أن أحد مضامين الكتابة للطفل: غرس القيم الإيجابية في النفوس، كما أن مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وبناء ولهذا فطبيعة الطفل نفسه تدفع إلى نوعية شعر خاص إلا أن هذه القيم والمضامين قد تدفع إلى الوقوع في فخ الوصاية على الطفل عبر قناعات وقيم تنتج عن قناعات كاتب النص ولهذا فإنني اتفق مع تساؤلات الكاتب والناقد محمد السحيمي عندما تناول الديوان بأن هناك فرقاً بين الكتابة للطفل والكتابة عن الطفل!!
* نجاح ديوان «أناشيد عمر» هل سيدفعك لتكرار تجربة الكتابة للطفل؟
- أولاً أشكر لك مجاملتك ولُطفك، والحقيقة أنني أتواصل مع الدار منذ فترة للوقوف على مدى الإقبال على الديوان مؤخراً، عدا ما أخبرت به بداية من الإقبال المتزايد عليه.
كذلك سهولة الحصول عليه عبر عدد من المكتباب الكبرى وكما أشرت سابقاً أن محتوى الديوان لا يمثل إلا النصف من النصوص المعدة أصلاً للديوان.. ولهذا فإن نجاح التجربة في حال تحققها - بإذن الله تعالى - سيدفع إلى تكرارها مستقبلاً.
11-26-1431 12:01 PM
حوار - محمد باوزير
http://www.yanbu-news.com/news/contents/myuppic/04cd117b026d6f.jpg
بدا صاحب هذا الديوان (أناشيد عمر) مطلع مشواره الأدبي شاعراً تغريه شواطئ ينبع بدوزنة الشعر ويحرضه نخيلها على خلق صور الجمال في شعره، لكن سرعان ما إتجه إلى النقد الأدبي حاملاً معه لغة شعرية مطوعة يقلب بها النصوص الإبداعية ببصيرة نقدية فذة وثقافة عالية لامس بها آلية الخطاب النقدي.
وها هو الآن يتخذ من أدب الطفل مدخلاً آخر مع تجربته الأدبية، فقد صدر له مؤخراً باقة شعرية للأطفال باذخة الجمال، بديعة الخيال سمها ب «أناشيد عمر» وتزينت رسومها بريشة الفنان ريهام إسماعيل.
الديوان انطوى على نصوص متنوعة في أفكارها تضخ جملة من الآداب وتبث عدداً من القيم وتحث على السلوك الحسن، فالجوار وبر الوالدين وتعاليم الإسلام وحقول المعرفة وحب الوطن كل تلك القيم تسكن الديوان بتوظيف ذكي ولحن عذب ووزن متميز ينساب نحو الأذن ويأخذ طريقه للقلب فكان معنا صاحب الديوان في حوار حول منتوجه الأول في دنيا أدب الطفل:
* في البدء ما الذي دفعك لكتابة أشعار الأطفال وأنت الذي عرف عنك كتابة الشعر العاطفي والوطني ولك في ذلك أكثر من ديوان؟
- بداية فالشاعر ليس مؤطراً بإطار معين إلا ما تمليه عليه مشاعره وأحاسيسه، وإلهامه الشعري وليس في منظوره أن يصنف نفسه وطنياً أو عاطفياً، أو.. أو.. وإنما عليه أن يتفاعل مع الكلمة الصادقة المعبرة.. أما عن الدوافع فلا شك أن عملي في ميدان التربية والتعليم كان له الأثر الأكبر في الكتابة للطفل، ذلك أن بعض هذه النصوص قدمت عبر أعمال مسرحية وإنشادية في الميدان التربوي، كما أن الشعور الأبوي أثناء مداعبة أطفالي كان محرضاً آخر لإيجاد لغة مشتركة محببة لنفوسهم!! أضف إلى ذلك ندرة النصوص التي تخاطب الطفل، وإن وجدت فهي نتاج بيئة أخرى غير بيئتنا.. صحيح يوجد قيم مشتركة كما توجد آداب إسلامية عامة، لكن استيحاء نصوص من بيئة الطفل نفسه سهل وصولها إليه وبالتالي تلقي الرسالة بشكل إيجابي.
هل الكتابة للأطفال تعتمد على قاموس لغوي خاص تتناسب فيه المفردة مع أذن الطفل؟
- من قدر له القراءة في علم نفس النمو سيجد أن النمو اللغوي للطفل هو أحد مظاهر النمو التي ينبغي الاهتمام بها وهو يختلف من مرحلة لأخرى، والشاعر عندما يكتب للطفل فلا بد أن يكون هذا الجانب في الحسبان وهنا مكمن الصعوبة إذ ربما ساقه الأمر إلى النظمية على حساب شعرية النص، بيد أن لغة الديوان كانت متنوعة تبعاً لتنوع النصوص والفئة العمرية المخاطبة.. ما أمكن ذلك.
* هل لطفليك دور في خروج هذا الديوان وقدح شرارة هذه القصائد؟
- لا أنكر أن طفلي (عمر وأحمد) كان لهما أثر مباشر في تحويل فكرة الديوان إلى منتج متداول وقد أشرت إلى ذلك في مقدمته. كما أنني أهديتهما وزهرات الوطن الغالي هذا العمل الخاص بأدب الطفل. لا أذيع سراً إذا ما قلت لك إنني كنت أنشدهما هذه النصوص لأتلمس ما يعجبهما ويتفاعلان معها.. ولا تستغرب إذا ما قلت لك أن أكثر النصوص ثناء من قبل المتلقين كان ابني أسبق بالتعبير عن الثناء عنها، ولعل هذه يوجه أنظار المربين إلى تلك الملكة الناقدة لدى الأطفال وأهمية تنميتها وصقلها!!!
http://www.yanbu-news.com/news/contents/myuppic/04cd118351003a.jpg
أ. سعد الرفاعي
* ألا ترى أن الأوزان الشعرية الخفيفة مناسبة لبث القيم الكريمة والآداب النافعة فيسهل حفظها للطفل؟
- يرتبط أدب الطفل بالترنم والإنشاد ولهذا فالإنشاد يكون مطاوعاً بشكل أكبر عبر الأوزان الخفيفة أو المجزوءة، ولما كان أحد أهداف هذه النصوص أن تكون ميسرة الحفظ قابلة للترنم والإنشاد فإن الانحياز للأوزان الخفيفة يبقى خياراً هاماً للوصول إلى الطفل وبالتالي استقبال ما يحتويه من قيم وآداب مرغوبة.
* هل المكتبة العربية ما زالت في حاجة إلى كتب أدب الأطفال؟
- مما يؤسف له أن المكتبة العربية تفتقر للكتابات التي تتجه نحو الطفل أو تنتج له خاصة، ولو سألت أي مبدع إجمالاً لقال لك إنه يتهيب من الكتابة للطفل ليبقى السؤال فاغراً فاه إلى متى هذا التهيب الذي يكون ثمنه خلو المكتبة من أعمال تسهم في بناء الأبناء وتنمية ثقافتهم، ووفق هذه القناعات فقد بادرت بدفع هذا الديوان إلى النشر إحساساً بواجبي تجاه الشريحة الأغلى على نفوسنا جميعاً!!
* البعض يرى أن الصور والرسومات تضفي لنص أدب الأطفال حياة أخرى ما مدى صحة ذلك؟
- يتميز الطفل بإدراكه الحسي، ولهذا فكلما كان الإشباع لأكثر من حاسة لديه كلما كان استيعابه أعمق وأسرع.. هذا من ناحية تربوية، أما من الناحية الإبداعية فإن الرسوم والصور تشكلان نصاً إبداعياً آخر مستقلاً شأنه شأن النص الشعري ولهذا فكلما تضافر النصان وتناغما إدى ذلك إلى نص إبداعي مشوق للطفل.. وانطلاقاً من قناعاتي بأهمية الرسوم المصاحبة للنصوص المكتوبة للطفل فقد اتجهت بديواني إلى دار متخصصة في التعامل مع كتب وأدب الطفل.
ولعل هذه الخبرة هي التي دفعت الدار إلى اقتراح الاقتصار على النصف فقط من نصوص الديوان «أناشيد عمر» ليكون حجمه مناسباً للفئة المستهدفة بقراءته.
* المتأمل لديوان «أناشيد عمر» يلمس فيه الكثير من التعاليم والآداب، هل كان ذلك مقصوداً؟ أم طبيعة شعر الأطفال يقوم على ذلك؟
- كلاهما معاً.. ذلك أن أحد مضامين الكتابة للطفل: غرس القيم الإيجابية في النفوس، كما أن مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وبناء ولهذا فطبيعة الطفل نفسه تدفع إلى نوعية شعر خاص إلا أن هذه القيم والمضامين قد تدفع إلى الوقوع في فخ الوصاية على الطفل عبر قناعات وقيم تنتج عن قناعات كاتب النص ولهذا فإنني اتفق مع تساؤلات الكاتب والناقد محمد السحيمي عندما تناول الديوان بأن هناك فرقاً بين الكتابة للطفل والكتابة عن الطفل!!
* نجاح ديوان «أناشيد عمر» هل سيدفعك لتكرار تجربة الكتابة للطفل؟
- أولاً أشكر لك مجاملتك ولُطفك، والحقيقة أنني أتواصل مع الدار منذ فترة للوقوف على مدى الإقبال على الديوان مؤخراً، عدا ما أخبرت به بداية من الإقبال المتزايد عليه.
كذلك سهولة الحصول عليه عبر عدد من المكتباب الكبرى وكما أشرت سابقاً أن محتوى الديوان لا يمثل إلا النصف من النصوص المعدة أصلاً للديوان.. ولهذا فإن نجاح التجربة في حال تحققها - بإذن الله تعالى - سيدفع إلى تكرارها مستقبلاً.