المعلم
29-07-2010, 02:01 AM
http://www.ejaz.ws/uploads/album/large/taleem00.jpg (وقفة) عبدالعزيز بن محمد السريهيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وبعد: فإن التعليم في السعودية يسير نحو الهاوية، بل يحتضر؛ وذلك لأسباب عديدة، منها:
1 – وزارة التربية والتعليم: التي أهملت التعليم وجعلت جل اهتمامها محاربة المعلم الذي هو بمثابة العمود الفقري للعملية التعليمية، ومن صور هذه المحاربة:
أ – إرهاق المعلم بالنصاب (24 حصة) + الإشراف في الفسح – وهذا من المفترض أن يقوم به مراقبون بهذا المسمى ( مراقب ) + الإشراف على الطلاب قبل وأثناء وبعد الصلاة في المدرسة + دفتر التحضير الذي هو أهم ركائز العملية التعليمية عند الوزارة!
ب – سوء التعامل مع المعلم: فالمعلم عند الوزارة عبارة عن (قطعة معلم) . يتضح ذلك من خلال التعاميم التي ترسل بالمئات إلى المدارس يوميا والتي لا تحمل في طياتها إلا التهديد والوعيد ولا تجد فيها أدنى احترام لمعلم الأجيال الذي خرج من تحت عباءته الطبيب، والطيار، والضابط، والمهندس وغيرهم، وذلك أن المسؤولين في الوزارة ومن بيدهم الحل والربط لا يعرفون من المدارس إلا الاسم وأغلبهم لا يستطيع أن يتصور الشكل الداخلي للمدرسة!
إن هذه المعاملة للمعلم قضت عليه معنويا فكيف يعطي؟!
وإنك لتعجب إذا كتبت إحدى الصحف عن ضرب معلم لطالب ضربا غير مبرح كيف أن أعلى مسؤول في الوزارة يقفز من فوق كرسيه حتى يكاد أن يلامس رأسه السقف وهو يرغد ويزبد وكأنه المعتصم الذي استغاثت به تلك المرأة! بينما إذا طرق سمعه خلاف ذلك وأن طلابا أوباشا أخرجهم التجاوز والنجاح "السفري" الذي سلكت سبيله الوزارة أنهم ضربوا معلما خنس فلا يسمع ولا يرى ولا يتكلم!
ج – النجاح "السفري" (الصوري): الطالب النائم سينجح في ظل سياسة الوزارة التي جعلت نظاما يسقط مواد رسب فيها فيعتبر ناجحا وهو في الأصل راسب!! فمبدأ الوزارة أن ينجح الطالب بأي وسيلة وبأيسر السبل، وأمعنت الوزارة في تسهيل سبل النجاح؛ حتى إنها ألغت أسئلة الوزارة لشهادة الثانوية العامة حتى ينجح الطالب وهو منسدح!
فنتج عن هذه السياسة تخريج قطيع كبير من (....) الذي لا يعرف أحدهم أن يكتب اسمه كتابة صحيحة!
فإذا ذهب هذا الطالب إلى الجامعة واكتشف أنه (...) قالت الوزارة: السبب هو المعلم الكسول رأس البلية الذي لا يعرف أن يدرس! إنه "شماعة" تعلق عليه أخطاء وطوام الوزارة؛ لذا كان إقرار القياس؛ لأن الجامعات لم تعد تثق في الحصيلة العلمية لدي طلاب المدارس العامة؛ لأنهم باختصار ليس لديهم حصيلة علمية أصلا.
د – الطالب المدلل: الطالب يأتي إلى المدرسة وكأنه في نزهة في الثمامة، بل وهو رافع الرأس والأنف وأحيانا اليد فهو يعلم أنه سينجح ولو لم يحضر، ويعلم أن ضربه ممنوع مهما فعل حتى لا يؤثر الضرب على نفسية معالي الطالب الوقور! بل حتى لو تجرأ الطالب وضرب المعلم فلا يحق للمعلم أن يدافع عن نفسه إلا في حالة واحدة أن يبطح الطالب المعلم أرضا ويمسح به البلاط ويفرك (خشمه) في الأرض ويغير خارطة وجهه، هنا (!) يحق للمعلم أن يدافع عن نفسه بمقدار ما يدفع الطالب عنه فقط لا غير!
2 – ومن أسباب ضياع التعليم وهبوطه عندنا: بعض المعلمين:
لا شك أنه يوجد معلمون لا يسوى الواحد منهم التالية من الغنم، فبعضهم عقليته عقلية طفل، ورصيده العلمي قاب قوسين أو أدنى من الصفر، وتعجب، كيف قبل معلما للأجيال! وهذا المعلم أفرزته منهجية التعليم السفري الذي سلكته الوزارة.
3 – العبث في المناهج: فبعضها له أكثر من عشرين سنة لم يغير كالرياضيات و الإنجليزي، وعندما أرادت الوزارة التغيير في الرياضيات وتطويرها أخرجت مادة صعبة لا يعرفها حتى المعلم المتخصص في الرياضيات!
وأما المناهج الدينية فالمقص بدأ في تخريبها وتشويهها وما هو إلا عبث في مواد شرعية كان يجب أن تعرض على كبار العلماء قبل التلاعب فيها وبها.
والمناهج عموما إما مناهج صعبة لا يرقى لها فهم الطالب النائم، و إما عشوائية كأن الذي نهجها العامل البنقالي في الوزارة!!
و خلاصة الكلام إذا أردنا أن يستعيد التعليم عافيته فلا بد من التالي:
أولا: وضع المسؤول ذي الخبرة التعليمية؛ ممن مارس التعليم وكابده وعرف خباياه وسبر أغواره وعرف مكمن النقص وجوانب التميز فيه.
ثانيا: يجب أن تعاد هيبة المعلم ومكانته العلمية والاجتماعية.
ثالثا: إيقاف قرارات (جلسة الشاي) ولا يقر أي قرار يمس التعليم إلا بعد عرضه على خبراء بحق في التعليم ثم يطبق بعد سبر هذه القرارات ومعرفة ما يترتب عليها من سلبيات أو ما تحمله من إيجابيات ولا يترك الأمر للتجارب.
وقفة: لا يمكن لأي أمة أن تنهض إلا إذا كان للتعليم فيها مكانة وقدرا، وإلا فعلينا أن نضع قطعة قماش على جدار وزارة التربية والتعليم مكتوب عليها "الوزارة للتقبيل".
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وبعد: فإن التعليم في السعودية يسير نحو الهاوية، بل يحتضر؛ وذلك لأسباب عديدة، منها:
1 – وزارة التربية والتعليم: التي أهملت التعليم وجعلت جل اهتمامها محاربة المعلم الذي هو بمثابة العمود الفقري للعملية التعليمية، ومن صور هذه المحاربة:
أ – إرهاق المعلم بالنصاب (24 حصة) + الإشراف في الفسح – وهذا من المفترض أن يقوم به مراقبون بهذا المسمى ( مراقب ) + الإشراف على الطلاب قبل وأثناء وبعد الصلاة في المدرسة + دفتر التحضير الذي هو أهم ركائز العملية التعليمية عند الوزارة!
ب – سوء التعامل مع المعلم: فالمعلم عند الوزارة عبارة عن (قطعة معلم) . يتضح ذلك من خلال التعاميم التي ترسل بالمئات إلى المدارس يوميا والتي لا تحمل في طياتها إلا التهديد والوعيد ولا تجد فيها أدنى احترام لمعلم الأجيال الذي خرج من تحت عباءته الطبيب، والطيار، والضابط، والمهندس وغيرهم، وذلك أن المسؤولين في الوزارة ومن بيدهم الحل والربط لا يعرفون من المدارس إلا الاسم وأغلبهم لا يستطيع أن يتصور الشكل الداخلي للمدرسة!
إن هذه المعاملة للمعلم قضت عليه معنويا فكيف يعطي؟!
وإنك لتعجب إذا كتبت إحدى الصحف عن ضرب معلم لطالب ضربا غير مبرح كيف أن أعلى مسؤول في الوزارة يقفز من فوق كرسيه حتى يكاد أن يلامس رأسه السقف وهو يرغد ويزبد وكأنه المعتصم الذي استغاثت به تلك المرأة! بينما إذا طرق سمعه خلاف ذلك وأن طلابا أوباشا أخرجهم التجاوز والنجاح "السفري" الذي سلكت سبيله الوزارة أنهم ضربوا معلما خنس فلا يسمع ولا يرى ولا يتكلم!
ج – النجاح "السفري" (الصوري): الطالب النائم سينجح في ظل سياسة الوزارة التي جعلت نظاما يسقط مواد رسب فيها فيعتبر ناجحا وهو في الأصل راسب!! فمبدأ الوزارة أن ينجح الطالب بأي وسيلة وبأيسر السبل، وأمعنت الوزارة في تسهيل سبل النجاح؛ حتى إنها ألغت أسئلة الوزارة لشهادة الثانوية العامة حتى ينجح الطالب وهو منسدح!
فنتج عن هذه السياسة تخريج قطيع كبير من (....) الذي لا يعرف أحدهم أن يكتب اسمه كتابة صحيحة!
فإذا ذهب هذا الطالب إلى الجامعة واكتشف أنه (...) قالت الوزارة: السبب هو المعلم الكسول رأس البلية الذي لا يعرف أن يدرس! إنه "شماعة" تعلق عليه أخطاء وطوام الوزارة؛ لذا كان إقرار القياس؛ لأن الجامعات لم تعد تثق في الحصيلة العلمية لدي طلاب المدارس العامة؛ لأنهم باختصار ليس لديهم حصيلة علمية أصلا.
د – الطالب المدلل: الطالب يأتي إلى المدرسة وكأنه في نزهة في الثمامة، بل وهو رافع الرأس والأنف وأحيانا اليد فهو يعلم أنه سينجح ولو لم يحضر، ويعلم أن ضربه ممنوع مهما فعل حتى لا يؤثر الضرب على نفسية معالي الطالب الوقور! بل حتى لو تجرأ الطالب وضرب المعلم فلا يحق للمعلم أن يدافع عن نفسه إلا في حالة واحدة أن يبطح الطالب المعلم أرضا ويمسح به البلاط ويفرك (خشمه) في الأرض ويغير خارطة وجهه، هنا (!) يحق للمعلم أن يدافع عن نفسه بمقدار ما يدفع الطالب عنه فقط لا غير!
2 – ومن أسباب ضياع التعليم وهبوطه عندنا: بعض المعلمين:
لا شك أنه يوجد معلمون لا يسوى الواحد منهم التالية من الغنم، فبعضهم عقليته عقلية طفل، ورصيده العلمي قاب قوسين أو أدنى من الصفر، وتعجب، كيف قبل معلما للأجيال! وهذا المعلم أفرزته منهجية التعليم السفري الذي سلكته الوزارة.
3 – العبث في المناهج: فبعضها له أكثر من عشرين سنة لم يغير كالرياضيات و الإنجليزي، وعندما أرادت الوزارة التغيير في الرياضيات وتطويرها أخرجت مادة صعبة لا يعرفها حتى المعلم المتخصص في الرياضيات!
وأما المناهج الدينية فالمقص بدأ في تخريبها وتشويهها وما هو إلا عبث في مواد شرعية كان يجب أن تعرض على كبار العلماء قبل التلاعب فيها وبها.
والمناهج عموما إما مناهج صعبة لا يرقى لها فهم الطالب النائم، و إما عشوائية كأن الذي نهجها العامل البنقالي في الوزارة!!
و خلاصة الكلام إذا أردنا أن يستعيد التعليم عافيته فلا بد من التالي:
أولا: وضع المسؤول ذي الخبرة التعليمية؛ ممن مارس التعليم وكابده وعرف خباياه وسبر أغواره وعرف مكمن النقص وجوانب التميز فيه.
ثانيا: يجب أن تعاد هيبة المعلم ومكانته العلمية والاجتماعية.
ثالثا: إيقاف قرارات (جلسة الشاي) ولا يقر أي قرار يمس التعليم إلا بعد عرضه على خبراء بحق في التعليم ثم يطبق بعد سبر هذه القرارات ومعرفة ما يترتب عليها من سلبيات أو ما تحمله من إيجابيات ولا يترك الأمر للتجارب.
وقفة: لا يمكن لأي أمة أن تنهض إلا إذا كان للتعليم فيها مكانة وقدرا، وإلا فعلينا أن نضع قطعة قماش على جدار وزارة التربية والتعليم مكتوب عليها "الوزارة للتقبيل".