المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ( السرحَان طفران )



الشاعر مصطفى زقزوق
20-04-2010, 03:26 PM
لقد ربطتني بالشاعرالفيلسوف الحجازي حسين بن عالي بن سرحان الرويس العتيبي علاقة أدبية وثيقة وإعجابي بصمته وتأملاته واعتزازه بكرامته حتى مات يرحمه الله
وللحديث عنه بقية لا تزال ساكنة في ذاكرتي بحكم اقترابي منه كعلم ورائد من رواد وأعلام الأدب في الحجاز
مصطفى زقزوق


السرحان طفران
عثرت على قصيدة ( كوميدية ) للشاعر الكبير حسين سرحان في أوراقي القديمة
وقد نشرها في صحيفة
( صوت الحجاز ) بتاريخ 13/6/1358 هـ
.. ووجدت فيها أشياء كثيرة يمكن أن نفهم من خلالها ظروف الشاعر , وارهاصاته ,
مع أنها فكهة , وكوميدية .. إلا أنها غنية . وتعكس أبعاد نفس تتألم ,
وقد يخالفه البعض في طريقة ربط المادة بالروح ..
أو ارتباط النقود بالمشاعر ..
وأضع القصيدة إعجابا بها وأملا في أن يتأملها المتصفح جيداً :

لا تعشقيني فقد أصبحتُ ( طفرانا ) = خلا من الجيبِ ما قد كان ملآنَا
وأبهظتني ديونٌ لا سداد لها = وبان من جَلَدِي مالم يكُنْ بَانَا
وبعتُ كُتُبي بوكسٍ ما ارتقبتُ بها = يُسراً قريباً ولا استرفدتُ إنسانَا
أتعشقينَ رقيقَ الحال قد ذهبت = بمالِه الكتُب أصنافاً وألوانا !
ما اختار قلبُكِ إلا مفلساً لبِقاً = يصوغُ أقوالَهُ زيفاً وبطلانَا
فلا يَغرنْكِ منهُ بارقٌ وخذِي = منهُ ولا تُوسعيهِ قطُ هجرانَا
فإنه سوف يُغنى بعد متربةٍ = فيحتويكِ ولا يحتاجُ سلوانَا
له فؤادُ أصمُ الإذنِ مُعتَكفٌ = على المعانِي يَظلُ الليلَ سهراناَ
صِفرُ اليدينِ مقيمٌ فوق رابيةٍ = أمامَ ( خندمةٍ ) 1 يستلهمُ البانا
لو أنه صِفرُ ذِهنٍ غير صِفر يدٍ = إذن لمَا هانَ منه اليومَ مَا هَانَا
لو جِئتِه عصرَ يومٍ وهو متكيءٌ = في (المنحنى) ممعنٌ في الفكرِ إمعانَا
لارتبتِ في عقلهِ لولا تأملهُ = ثم انقلبتِ وقد أفعمت أحزانَا !
كُونِي ( فَبِيني ) بتاتاً ياثقافة قد = أذويتِ مِنِي فؤاداً كان ريّانَا
واغِربُ عن العينِ ( يافولتير ) مُتْصلِتاً = واذهب إلى الملتقى ( رومان) رولانَا
وفارِقِ الدارُ (يابشَارُ ) وانتقِبِي = يا أختَ صخرٍ وأذري الدمعَ هتّانَا
ما عُدتُ أسأل عن عِلم ومعرفةٍ = حسبي من الهمِ والتفضيلِ مَا كَانَا
أنكرتُ من كُتبي مَا كنتُ آلفهُ = مالم أبعهُ فقد أطعمتُ نيرانَا
آآكلُ العيشَ أم أُعنى بِفلسفةٍ = لشد ما كنتَ ( ياسرحانُ ) غلطانَا
قد كان ( فاوست ) أسمى منك تجربةً = كُن مثلَهُ وانتظر في الليلِ شيطانَا
هبْه المعارفَ والآدابَ قاطبةً = ثم استردَ شباباً كانَ فتّانَا


!- خندمة : جبل بالمعابدة في مكة وبه دكة المنحنى

أبو رامي
20-04-2010, 05:23 PM
رحم الله الشاعر حسين سرحان فقد أبان في هذه القصيدة معاناة الأدباء وأثبت بأن الأدب لا يؤكل عيشا وتبلغ السخرية مداها في المفارقة اللطيفة التي يخرج بها بأن خاوي الذهن مع المال أفضل من الأديب بلا مال ويختمها بهجر الرموز الأدبية وكفره بهم

وأجمل ما في القصيدة أنها تدلل على قدرة السرحان وتمكنه اللغوي وهو يستخدم ألفاظا قلما يستخدمها الشعراء في قصائدهم
( وأبهظتنـي ديـونٌ ) ، (وبعتُ كُتُبي بوكسٍ ) ، (سـوف يُغنـى بعـد متـربـةٍ ) ، (كُونِي ( فَبِيني ) بتاتـاً ياثقافـة )
وغيرها .. نسأل الله أن يرحم الشاعر الكير حسين سرحان وجزاك الله خيرا شاعرنا القدير مصطفى زقزوق وأبقاك لنا ذخرا
وشكرا على المعلومة الجديدة بالنسبة لي فلم أكن أعرف أن السرحان ينتمي إلى قبيلة عتيبة

أدهم
20-04-2010, 05:37 PM
حسين سرحان
شاعر رقيق عذب واسع الثقافة بدليل الأسماء الأدبية اللامعة يتمثلها في هذه القصيدة
لم يكرم كما ينبغي
شكرا أديبنا الكبير مصطفى

المعلم
20-04-2010, 08:30 PM
نسأل الله أن يرحم الشاعر الكير حسين سرحان وجزاك الله خيرا شاعرنا القدير مصطفى زقزوق وأبقاك لنا ذخرا
وشكرا على المعلومة الجديدة بالنسبة لي فلم أكن أعرف أن السرحان ينتمي إلى قبيلة عتيبة

طابق الحال
فاستعرنا المقال
تحيتي لكم جميعا