المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيمنا ضاعت



الفهلوي
04-02-2010, 09:49 PM
إخوتي الكرام




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد




مما اضطرني لكتابة هذه المشاركة ما رأيته في مدارسنا من أمور يندى لها الجبين ومنها خيانة الأمانة وإليكم المشاركة 0



فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ودخل المسجد الحرام فطاف حولالكعبة وبعد أن انتهى من طوافه دعا عثمان بن طلحة _حامل مفتاح الكعبة_فأخذ منهالمفتاح وتم فتح الكعبة فدخلها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام على باب الكعبةفقال: لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
ثمجلس في المسجد فقام على بن أبي طالب وقال: يا رسول الله اجعل لنا الحجابة معالسقاية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فجاءوا به فقال لهالنبي صلى الله عليه وسلم: هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم برٍّ ووفاء0 ونزل في هذا قول الله تعالى: ﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها﴾ وهكذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء المفتاح لعلي ليقوم بخدمةالحجيج وسقايتهم وأعطاهعثمان بن طلحة امتثالاً لأمر الله بردِّ الأمانات إلىأهلها.
الأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها فالمسلميعطي كل ذي حق حقه يؤدي حق الله في العبادة ويحفظ جوارحه عن الحرام ويردالودائع... إلخ.
وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام وأساس من أسسه فهي فريضة عظيمةحملها الإنسان بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها يقولتعالى: ﴿إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منهاوحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً ﴾
وقد أمرنا الله بأداءالأمانات فقال تعالى: ﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ﴾
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلاً على إيمان المرء وحسن خلقه فقال صلى الله عليه وسلم: لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهدله 0 الأمانة لها أنواع كثيرة و منها:
الأمانة في العمل: ومنالأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادةوأمانة والطالب يؤدي ما عليه من واجبات ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته ويخفف عنوالديه الأعباء والمعلم مؤتمن على ما أوكل له من أعمال وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
عندمايلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير ويعمهم الحب وقد أثنى الله على عبادهالمؤمنين بحفظهم للأمانة فقال تعالى: ﴿ والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون ﴾ وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدتللمتقين. كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله _ سبحانه _لا يحب الخائنين، قال تعالى: ﴿ إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيمًا ﴾
وقد أمرنا الله _ عز وجل _ بعدم الخيانة فقال تعالى: ﴿ يا أيهاالذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون ﴾ وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس وألا نخون منخاننا فقال صلى الله عليه وسلم: أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تَخُنْ منخانك0 و قد بيَّن النبي صلى اللهعليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار وسوف تكون عليه خزياَ وندامةيوم القيامة وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولاً عليه الخزي والندامة، قالالنبي صلى الله عليه وسلم: لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة0 ويالها من فضيحة وسط الخلائق تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة فلا يغدر بأحد ولا يخون أحدًا ولا يغش أحدًا ولا يفرط في حق الله عليه.
الأمانة علامة من علامات الإيمان والخيانة إحدى علامات النفاق يقولالنبي صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذاائْتُمِنَ خان0 فلا يضيع الأمانة ولا يخون إلا كل منافق، أما المسلم فهو بعيد عن ذلك 0
وختاماً أسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الأمانة وأن يجعلنا من عباده الأمينين 0





لمن أراد الرد على الموضوع ( alammary911@hotmail.com (alammary911@hotmail.com) )