مشاهدة النسخة كاملة : ديوان ( قال الشاعر ) لشاعر الكرنك أحمد فتحي
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 08:14 PM
مما أحتفظ به في مكتبتي ديوانا مفقودا
ولا يوجد في أي مكتبة بمصر
بحكم إقامتي ما بين مكة المكرة ومصر وهو : بعنوان
( قال الشاعر )
لشاعر الكرنك الشاعر المصري
أحمد فتحي
يرحمه الله
وهو الذي غنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب أنشودة
الكرنك
حلم لاح لعين الساهر
كما غنت له كوكب الشرق أم كلثوم أغنية
قصة الأمس
أنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقاتُ قلبي
أنتَ الذي بدأ الملالة والصدود وخان حُبي
هذه القصيدة وسأوافيكم بغيرها
بأمل أن نجد كريماً يقوم بطباعة هذا الديوان
لشاعر كبير
لاعتزازي بموقع
المجالس الينبعاويه
صوت السنين
من وحي سواقي الفيوم
أيُ سِحرٍ بعثت شمسُ الأصيل = في ضياءٍ شاحب الليلِ خجُولْ
ونسيمٍ واهنِ الخطو عليلْ = راحَ يلتفُ بأعناق النخيلْ
ضحك الزهرُ وغنى بُلبلٌ = وحكى الموجُ وأصغى الجدول
وتراءى في الروابي أملٌ = آخرُ الأيامِ فيهِ أولُ
آهِ من ذكرى مع الليلِ تعودْ = هي طيفٌ ناحِلٌ واهٍ بعِيد
يملأُ الآفاقُ والقلبُ وحيدْ = يبعث النجوى ويبدي ويُعيد
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 09:00 PM
إليها ...
إلى عذؤاء القاهرة : بعد الفراق
سألتني : كيف تسترحمُ قلباً في يديكا = ياصفيَّ الروحِ , يامنيتها , هوّن عليكا
لم يزل صوت وفائي هامساً في أُذنيكا = وإليك الشوقُ في البعد , وفي القرب إليكا
كيف أنساكَ , وقد طافَ الهوى أمسٍ علينا = فشربنا صفوه حتى روينا وانتشينا
ونسجنا حولنا الأحلام من وشي يدينا = ........................................
أنا يامنية روحي وفؤادي وصِبايا = شاعرٌ حيرانَ في دنيا خيالي ومنايَا
كلما طافت بقلبي ذكرياتٌ من هوايا = سبق الدمعُ إلى جفني , وغنّيتُ أسايا
كيف لا أسترحمُ الطيف إذا مرّ وحيّا = وأناجيه بحبي , وأناديه إليّا
عله يرحمُ , أو يعطفُ , أو يحنو عليا = ......................................
ولكم حمّلته اللوعةَ والشكوى إليكِ = وسؤالي في ليالي السهد والوجد عليكِ
ياتُرى هل ذاب لحني ضارعاً في أُذنيكِ = أم جرى وانساب ملتاعَ الخطى بين يديكِ
يا فؤادي آه مما صنع الدهرُ بِنَا = فرقتْ أيدى الليالي يافؤادي بينَنَا
فغدونا يافؤادي نتشاكى الزمنا = بحديثٍ يكتمُ الوجدَ ويُخفِي الشجنَا
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 09:31 PM
فجر ...
(( تلحين وغناء رياض السنباطي ))
كل شيءٍ راقص البهجة حولي هاهنا = أيها الساقي بما شئت اسقنا , ثم اسقنا
واملأ الدنيا غناءً , وبهاءً وسنَا = نسِيَتنَا , لم لا ننسى أغاريد المُنى ؟!
علنا أن تعرف اليوم هُنَا أعيُننَا = ............................................
ذهبَ الأمسُ , بما راع , ويومي ذهبَا = يسرعُ الليل فراراً من هتافات الربى
وجبينُ الغد , يُلقي , عن سماه الحُجُبَا = باعثاً في جانبِ الأفق بشيراً مُحسِنا
تسبقُ النورَ خُطاهُ , قبلما يبدو لنا = .......................................
رُدَّ كأسي عن فمي ياأيها الساقي ودعني = وأفق من نشوة الراحِ ومن حلم التغني
كل ما مرَّ بنا وهمُ خيالٍ وتمني = حسبنا وهماً , وحلما , وخيالً , حسبنا
أقبل الصُبحُ , فهل تدري بماذا جاءنا ؟! = ................................
آه من قلبي وما يعتاده من ذكريات = أبداً يشقى بماضٍ من رُؤى العمرِ وآت
أنا لا أسلو أمانيَّ ولا الحظ يواتي = يانديمي لاحت الشمس فقم وامض بنا
فلعل الدهر أن يغفل عن موكِبنَا = ......................................
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 10:04 PM
حديث عيني
موسيقى رياض السنباطي _ غناء أسمهان
أهديت إلى فقيدةِ الفنِ في مارس سنة 1838م ))
يالعينيك ويالي = من تسابيحِ خيالي ..!
فيهما ذكرى من الحب = ومن سهد الليالي
عبراتُ الأملِ المسحورِ = في دنيا الجمالِ
وشُحوبٍ من ضنىى اللوعةِ والسقم بدالي
وسؤال يعبرُ الآفاق = إلى ردِ السؤالِ
وحديثٍ طال = في صحبة أيامٍ طوالِ
وشقاء الروحِ يسمو = نحوها طيف ملالِ
وصراعٌ في هدوءٍ = وعتابٍ في دلالِ
وعذابٌ كعذابِي = يالعينيكِ ويالي !!
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 10:53 PM
عتاب ...
إلى ....القاهره
نشرت في جريدة الأهرام عام 1950م
قد جزيناكِ بالإساءةِ حِلما = فحفظنَا لكِ الوفاءَ الأتما
وسكبنا على جراحكِ في القلب = رضانا فكان برداً وسِلما
إن يكنْ عقنا فؤادكِ فاذكره = أن ما كان بيننا ليس حُلمَا
قد سعدنا بخير ما يُثمر الحب = لجانٍ رعاه يوما فيوما
جمعتنا من الهوى أريكة غرد = صداحها الحنان الجمّا
فبلغنا مُنى الغرام وروى = من صبانا ظمأٌ , وأبرأُ سُقمِا
كيف أُنسيتِ كل هذا , ولما = يبتعد عن ضياءِ عينيكِ , لمَا
هبكِ آثرتِ غيرنا , وتوجهت = إليه بالحب روحاً و جسما
وتغافلتِ عن حِمَانَا , وفيهِ = لكِ مأوى يقيكِ شراً وإثما
لم يكن من نبالةِ النفس أن تذكر = عنا إلا الثناءَ الفخمَا
نحنُ لا نرخصُ النفس في حين = تراها تفاهةَ أو وهما
قد نراضي فنبصر الظلم عدلاً = ونعادي فنبصر العدل ظلما
فاقضِ في أمرنا برأيٍ من البرِ = أو الصمتِ وحسبكِ الصمت حُكما
لا نثرها عداوةٌ أنت أغنى = من أذاها , وإن تكن عنه أعمى
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 10:57 PM
يتبع فيما بعد
المعلم
01-02-2010, 11:45 PM
شكرا شاعرنا الكبير
مصطفى زقزوق
نتابع بشوق متجدد
الشاعر مصطفى زقزوق
01-02-2010, 11:50 PM
حيرةٌ ...
نشرت في مجلة الرسالة 11/12/1939م
جهلتُ حقائقَ الآمالِ , لكن = قنعتُ بها من الزمن اللئيمِ
وحسبي من أعاجيبِ الأماني = رضاها بالخسيس وبالكريمِ
تكفكف من مدامع كل شاكٍ = وتحفز همة الباغي الظلومِ
ويزجيها خيالٌ كالليالي = فلا هو بالصحيحِ , ولا السقيمِ
فكم يهوي , إلى قاعٍ سحيقٍ = وكم يسمو , إلى هامِ النجومِ
وكم يُغري فؤادي بالدنايا = وكم يغريه بالشأو العظيمِ
وما ألقاه يأسو من جراحي = ولا ألقاه يجلو من غيومي
ومن عجبٍ وصلتُ بهِ حياتي = كما اتصل الشراب إلى النديمِ
إذا أزمعتُ من أملٍ فراراً = فررتُ من الجحيمِ إلى الجحيمِ
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 12:29 AM
شاعرنا المفتدى الأستاذ المعلم
من واجبنا الإهتمام بتسجيل الموروث المفقود من شعر وعطاءات أدبية ضائعة بموت أصحابها وعدم إهتمام أحد بها .
ومن هذا الوطن العريق بقداسته وتاريخه العريق وتذكر مجامع أسواق العرب في الجاهليه أسواق عكاظ . وذي قار . والمجنة . والمجاز . وتلك المعلقات التي كتبت بماء الذهب وعلقت على أستار الكعبة الغراء في العصر الجاهلي
والمحافظة على أي موروث هي أمانة أدبية ورسالة لا بد أن تدوي في أسماع العرب في كل مكان .
بالأمس القريب قدمت للأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله بعض قصائد المرحوم الشاعر حمزه شحاته وأمر المرحوم محمد حسين أصفهاني بطباعة ديوان له مع اشتراطي بعدم تجاهل اسمي كمبادر بها . وصدر الديوان ولم أجد ذكرا لي وبحكم علاقتي الكبيرة بالأمير عبدالله الفيصل شكوت له إهمال إسمي ولكنني قلت له يومها أنني وإن أعطيت بعض قصائد حمزه شحاته فإن احتفاظي بالكثير من شعره لا يزال في حوزتي وذكرتُ ذلك في لقاء
بجريدة الشرق الأوسط
وسوف أقوم بوضع ما يتاح لي ومقبول من تلك القصائد هنا كمرجع أدبي كبير وهناك الكثير والكثير عندي لمن أهملهم التاريخ أو الذي يعيش في ذاكرتي بذائقة خاصة
ومنتدى
المجالس الينبعاويه
سوف يكون مرجعا شامخا لتلك العطاءات بإذن الله
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 01:31 AM
أحزانُ البيان
نشرت في مجلة الرسالة عام 1939 م
قضيتُ بالشعرِ من دنيايَ أوطارِي = طوبى لدنياي , أو طوبى لأشعاري
هذا البيانُ , وعندي تِبرُ معدنهِ = أدَّى إلى المجد معياراً , بمعيارِ
ياللروائع كم تجلو عوارِفُهَا = ليلَ الحوادث عن صُبحٍ وأنوارِ
وددت أدركُ من شعري وحِكمتِهِ = ما غاب عن فطنتي في غيب أستارِ
قلبتُ فيه وجوهُ الرأي أجمعها = وطال في البحث تجوالي وتسياري
ثم أنثنيتُ إلى نفسي أُسائلهَا = هل يكسَون البيان الهيكل العاري
وما انتفاع أخي الأشعار عاليةً = بصاغةِ الحمدِ من حشدِ وسمّارِ
وليس كالهاتف المصغي , وإن خلقت = ديباجتاه , ولا كالكاتب القاري !
ألستُ بالصائغ الشعرَ الذي هتفت = بهِ المواكب في ساحٍ ومضمارِ
مذا أفدتُ بأشعاري وروعتِهَا = سوى علالة تخليدٍ لآثاري
وما الخلودُ بميسورٍ لعاريةٍ = غير الخسيسين من تُربٍ وأحجارِ
مذا أصاب ( امرؤ القيس ) الذي عرفوا = من عبقريته مأثور أخبارِ
غنت بأشعاره الأجيال واستبقتْ = تزجي له الود في موروث أسفارِ
ولات حين ثناءٍ حين يسمعهُ = سوى الذي صاغه من جود مكّارِ !
فيم الثناء على الموتى , أنمنحهم = درّ المدائح , قنطاراً بقنطارِ
وهل يردُّ عليهم طيبَ عيشهم = طيب الثناء إذا وافى بمقدارِ ؟
ياضيعة الفن إن لم تمتليء يده = بدرهمٍ يكفل الدنيا ودينارِ
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 01:33 AM
يتبع بقية القصيدة
أبو رامي
02-02-2010, 04:20 AM
الشاعر لكبير مصطفى زقزوق
أشكرك كثيرا على أن خصصت المجالس الينبعاوية بهذه الهدايا المتتابعة التي ما زالت تترى على يديك وخصصتنا بهذا المخزون الثقافي الثري .. وما اهتمامك بأمر الثقافة إلا دليل على نبل مقصدك وسلامة توجهك وسيذكر لك المثقفون تخليدك لقصائد الشاعر حمزة شحاتة
وهاأنت اليوم تقوم بمبادرة أخرى لتخليد اسم وشعر شاعر الكرنك أحمد فتحي وتدعو إلى الاحتفاظ به .. وإنه لشرف كبير لمن يغتنم هذه الفرصة ويتصدى للقيام بهذا العمل وأنا بهذه المناسبة أرشح المحسن الكبير الشيخ محمد الحميدي فهو الحري بأن يقوم بهذا الأمر والحريص على المبادرة لكل ما فيه نفع في الدنيا وفي الآخرة
أتمنى أن يصل صوت شاعرنا إلى أسماعه وأجزم أنه لن يتأخر
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 05:37 AM
الأديب الكبير الأستاذ أبو رامي
أسعد الله صباحك بكل خير
الوفاء لشاعر عرفته في يوم من الأيام عند صديقه الشاعر الكبير حسين سرحان يرحمه الله في عام 1371هـ وأهداني نسخة من ديوانه قال الشاعر الصادر من دار النيل للطباعة في 1367 هـ 1949م كما قرأت عنه في كتاب دار الهلال للشاعر الراحل صالح جودت فيما بعد رحلة ذلك الشاعر مع الحياة ومعاناته وتعبه من الأسفار والإنتقال من بلد إلى بلد حتى توفاه في حجرة بفندق أمية بشارع 26 يوليو بالقاهرة وعاش فقيراً ومات فقيرا كما ذكر قصته مع كوكب الشرق أم كلثوم ورفضها إستلام قصيدته ( قصة الأمس ) إلى أن استجابت بعد محاولات عديده منه وقراءتها لتلك القصيدة وأعجبت بها أيما إعجاب وتم تلحينها وغنتها وسبق أن غنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب الكرنك وكتب مقدمة تاريخية لها
( الدكتور أحمد بدوي أستاذ التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة )
وأرجو أن ينال اقتراحك قبولا لدى الأستاذ الكبير محمد الحميدي لطباعة هذا الديوان كإرث للقاريء العربي .
وبالنسبة للموجود عندي من شعر حمزه شحاته يرحمه الله وقد عاصرته زمنا حينما كنت أعمل بمكتب المرحوم محمد سرور الصبان ولعثوري على شعره قصة طويلة موثقة بجريدة الشرق الأوسط وطلب الكثير من الوجهاء إعطائهم تلك المجموعة لطباعتها ولم أستجب لأن لبعضها حساسيات خاصة بالشاعر تقديرا للأمانة الأدبية
وأتذكر تماما أن الأمير عبدالله الفيصل يرحمه الله سأل شيرين حمزة شحاتة إبنة الشاعر عن شعر والدها وقالت له أنه قام بحرقها وأكد لي ذلك الشاعر حسين سرحان يرحمه الله ووجدتها بمكتبة مهجورة بالقاهرة مع ديوان صغير طبعه على نفقته الأديب عبدالحميد مشخص يرحمه الله
وليس ذلك مبالغة مني واستشهاداً بأسماء انتقلت إلى رحمة الله ولكن كان ذلك على مسمع من الأمير عبدالله الفيصل والشاعر حسين سرحان
وأتمنى أن تنال مبادرتك قبولا لدى الشيخ محمد الحميدي وأن يجعل الله ذلك الثواب في سجل حسناته
وأن يثيبك الله بخير ما عنده
وتقبل كل تقديري واحترامي
ويؤثر في وجداني ما قاله الشاعر أحمد فتحي
ياضيعةَ الفنِ إن لم تمتليء يدهُ .. بدرهمٍ يكفلِ الدنيا ودينارِ
وتلك مأساته
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 06:13 AM
ذُلْ ...
إلى صديقي ...........
أرى لك ياقلبي رجاءً تنوطه = بقلبٍ أراهُ عن هواكَ يميلُ !
لقد شغلتهُ عنكَ دُنيا من الأسى = تروعُ , وتجتاحُ المنى , وتهولُ
فأعرضَ عن نجواكَ أمسَ وإن يكنْ = يُرددُ ألفاظَ الهوى , ويَقولُ ...
كلامٌ وأوهامٌ يغرُّكَ حُسنهَا = فتصبو ( وليلُ العاشقينَ يَطُول )
رويدكَ قلبي : إنني لكَ ناصحٌ = ونُصحِي على صدقِ الودادِ دليلُ
سلْ الماطلَ الكذاب أينَ وعوده = أليسَ إلى يومِ الوفاءِ سبيلُ ؟!
فما عندَ من أحببت إلا عُلالةً = تحيَّر فيها أنفسٌ وعُقولُ
وما حُبهُ إياكَ إلا محانةً = يُغنِي بها قِردٌ , ويَرقص فيلُ
حبيبكَ في الدنيا يمينك وحدها = إذا ما انبرت تزجي القنا وتصولُ
فلا تعتمد إلا عليك , ولا تقلْ = نصيريَ جارٌ حافظٌ وخليلُ
وإن امرءاً قد بات يركز رُمحه = على غير داراتٍ له , لذليلُ !
الشاعر مصطفى زقزوق
02-02-2010, 07:01 AM
محنةُ العرب
الأهرام في 6 يناير 1949 م
لقومي حفظتُ الودَّ في الحلِ والظعنِ = مُطيفاً بهم ودي أهازيجَ من فني
يدٌ غير ممنونٌ على القومِ برّهَا = وما آفة البرُّ الكريمُ سوى المنِّ
ودَينٌ لهم عندي أُؤديهِ راضياً = ومن شيم الأحرار تأديةُ الدَينِ
أليسَ إليهم نسبتي وجميعهم = أخٌ لستُ أغلُو حين أدعوهُ بعم ابني
وبينَ قُرَاهُم لي منازلُ عِزةٍ = وإن أنا لم أنشيء هناكَ ولم أبنِ
هو الحُبُ , حتى تهجر العين أُختها = وتجفوَ وجهَ الروضِ واكفةُ المُزنِ
غدونا به في الأرض أكرمَ أمةٍ = تلاقي خطوب الدهرِ ضاحكة السِنِّ
ومن مجدها في موكب الشمسِ هاتِفٌ = يُبشِرُ بالنصرِ القريبِ , وبالصونِ
بني العرب الأمجاد : هذا هزاركم = تَغنَّى على غُصنٍ , وناحَ على غُصنِ
لأقوالكم يصغى , فيبسم ثغره = ويُبصر بلواكم , فيبكي من الحُزنِ
ولو الوفاء الحق , ما صك سمعكم = بأشرف ما يرمي وأنبل ما يعني
لقد جمعتكم في الجهاد قضية = بنو قومكم قاسوا بها فاجع الغبنِ
تسابق فيها الظالمون وأُحكمت = حبائل من كيدٍ خسيسٍ ومن مينِ
ولكنكم وحدتم الصف فانبرى = كما الطود لم يوصم بضعفٍ ولا وهنِ
فظلوا كما أنتم , يميناً تآلفتْ = أناملها للبطش , والفتكِ , والطعنِ
ولا يصدعنْ شملَ العُروبة سادرٌ = يروحُ على حِقدٍ ويغدو على ضغنِ
بني قومنا ! ياحبذا أن تآزروا = وأن تسمعوا مني وأن تأخذوا عني
هتكتم حجاب الشمسِ بالأمسِ فاضربوا = لها اليوم أمثال المعالي , على أني ...
أُحذركم عقبى التفرق إنه = أمرُّ وأدهى من نكوصٍ ومن جُبنِ
ولا تجعلوا إلا اليقين دليلكم = فكم ضلّ قومٌ بالتوهمِ والظنِ
هو الجِدُ , دُقت في البلاد طبوله = تنادي إلى الهيجاءِ رنانة اللحنِ
فلا يتجاهل منكم الأمر سامعٌ = ولا يعتذر منه بجهدٍ ولا أينِ
فإن سبيل المجد عزمٌ , وقوة = مصاولة , تجزي على العينَ بالعينِ
وفيكم تراثٌ خالدٌ , فاصنعوا بهِ = عجائب لم تخطر لأنسٍ ولا جِنِ
وإني لأرجو في غدٍ أن أراكمُ = قليلاً عليكم ما أصوغ وما اُثني
ليخضرَّ ما أذوى الخريف فدونكم = ربيعاً من الآمال رفافة الحُسنِ
المعلم
02-02-2010, 10:05 AM
نتمنى أن يتحقق الأمل في طباعة هذا الإرث الأدبي الجميل
نتابع معك شاعرنا الفاضل مصطفى زقزوق
وتحية وتقدير لك على هذا الوفاء
أطال الله عمرك ونفع بك
الشاعر مصطفى زقزوق
03-02-2010, 02:27 PM
من ليالي الشوق
عادني هاتفٌ من الشوق يسمو = بخيالي مُفزَّعَ الألحانِ
سكبَ الذكرياتُ تملأُ قلبي = بأهازيج ذاهلٍ نشوانٍ
وترامى بخاطري حيثُ شاءت = لوعةُ الروحِ مِن ظلالِ الأمانِ
فبدالي سنا مُحيَّاكَ فجراً = ضاحكتني من نُورِه وجنتانِ
في خميل كأن عِطرَكَ يسري = في أزاهيره وفي الأغصانِ
صَوَّرت لي رِحابُهُ أن حُبي = مستعيدٌ فيه صباهُ الفانِي
يالكم يؤنس الفؤاد ويرضيه = سرابٌ من الرضا والحنانِ
ياحياةَ الحياةِ , ياأمل الآمال = ياحلم ساهر الأجفانِ
كنتَ أسعدتني وعودت قلبي = نعمة الوصل , في ليالي التداني
فبأيِّ الذنوب خلّفتني اليوم = أعاني من النوى ما أعاني
ليس عدلاً هذا الجفاءُ الذي طالَ = وطالت بقدرِهِ أشجاني
وحرامٌ أن تَجزيَ الشوقَ بالصدِّ = وحُسنَ الرجاءِ بالحرمانِ
الشاعر مصطفى زقزوق
05-02-2010, 07:45 AM
وحي الساعة
موسم الشعر يونية 1936م
الأهرام في 9 يولوليو 1939
(1) _ خصوصيات
قلبتُ طرفيَ في حالٍ وفي حالِ = فارتدَ حيرانَ في حِلٍ وتَرحَالِ
لقد ذ رعت بلاد الله أجمعها = لم أحظ في بلدٍ منها بآمالي
وكيفَ أحظى بآمالي ولي زمنٌ = يحطُنِي , إن سما بي الجدُ , مِنْ عالِ
كلفتُ بالشعرِ يُشقينِي وأُسعدهُ = برائقٍ من نميرِ الوحي سلسالِ
وما انتفاعي بأشعارِي وتلكَ يدِي = تشكو مِن الشِعرِ أصفادِي وأغلالِي
وما جُحُودِي بميسورٍ , وإن رمدت = عين الحسُودِ , وعينُ الرهطِ والآلِ
قومِي همُ الداءُ لا طِبٌ لِمَا جرحوا = فما شُكاتِي لغيرِ العمِ والخَالِ ؟!
ذرنِي وإياهمو في فدفدٍ صفرتْ = فيه الرياحُ على وحشٍ وأغوالِ
ولا تمِلْ بي إلى الأبياتِ عامرةً = أواهِلُ الدُورِ قد هيجنَ بلبالي !
المعلم
05-02-2010, 08:00 AM
شكرا شاعرنا الكبير مصطفى زقزوق
وما زلنا نتابع معك
أعانك الله وجزاك خيرا
الشاعر مصطفى زقزوق
05-02-2010, 08:16 AM
أين أنت ...
(( إلى حسناء انحدرت ))
عذبتني سوانحٌ طائفاتُ = شارداتٌ بخاطري شاغلاتُ
هاتفاتٌ في مسمعمي بِشُكُوكٍ = عززتها قرائِنٌ شَاهِدَاتُ
أنا لا أؤثِرُ اتهامَكِ لكن = حُسن ظني تجتثُّهُ البيّناتُ
وشقائِي أنِي رأيتُكِ نوراً = ليس تعرو جلاله الظُلماتُ
نزَّهتْ حُسنَكِ المُعطرِ روحي = عن خيالِي , ولِلخيالِ افتئاتُ
وتصاممتُ عن مزاعمِ مغتابيكِ = حتى كأنها وسوساتُ
وتغاضيتُ عن ذنوبِكِ بل = كُنتُ أراهَا كأنها حسَنَاتُ
غير أني وقد تنبه قلبي = من سُبَاتٍ طالتْ بِهِ السنواتُ
عَاتبٌ , غاضِبٌ أُحدِثكِ اليوم = حدِيثاً ألفاظُهُ جَمراتُ
أينَ أنتِ الذي عرِفتُ فما تحمل = معناكِ هذه القسماتُ
أين أنتِ الذي عشِقتُ , فأنى = ما سبَتنِي أوصافهُ والسِماتُ
أين أنتِ الذي عشقتُ زماناً = مخلصاتٌ مني له الدعواتُ
أين ماضٍ كالزئبقِ الناصعِ الغضِ = تهادت بِعطرِهِ النسماتُ
أينَ دُنياكِ في الغرامِ ودنيايَ = وأينَ العهودُ والذِكرَياتُ
أينَ هذا جميعهُ , وكيف أودت = بالذي استودعتكِ مِنهُ الحياةُ
سوفَ أبكيهِ مَا حييتُ , وأبكي = حُلمَ ليلٍ طوت رؤاه الغداةُ
الشاعر مصطفى زقزوق
05-02-2010, 08:51 AM
ياحمامة السلام
الأهرام في 9 سبتامبر 1939م
ما احتشادُ الخصوم للأنصار = ياابنة الأيكِ , كيفَ وجهُ النهارِ
طال هذا الدُجى , وتمادى = ليله , غير مؤذنٍ بانحسارِ
وتراءى لعينك الشبح المفزِعُ = بين الورود والأزهارِ
وتشبثت بالغصونِ على فرط التياع = وذِلةٍ , وانذعارِ
واستطارت على الخمائل شكواكِ = لقلبِ الظلامِ والإعصارِ
تُرسلُ النظرة الحزينة عيناكِ = وتبكين بالدم المدرارِ
مذ رأيتِ السلام مال عن الأرض = نذيراً لأهلها بالدمارِ
ياابنة الأيكِ والحديث شجونٌ = فاطلبي فيه حكمة الأشعارِ
أمس , أرسلتُ في الوكور نشيدي = وصُروحُ السلامِ وشكُ انهيارِ
واهتفي بالأمانِ , إن كان ظِلٌ = من أمانٍ , يلقاكِ بينَ الدِيارِ
وانشدي حُرمة الجوارِ إذا كان رعاها = الغداة , قلبُ الجارِ
ياابنة الأيك والحياةُ صِراعٌ = بين نصرٍ , يبني العلا , وانكسارِ
ياابنة الإيكِ : أرسلي النغم الرفافُ = ملء الغصونِ والأوكارِ
واهتفي بالشبابِ من فتية النيلِ = يُخلُّوا النديَّ للسمارِ
أوقِدي فيهمُ الحماسة يقظى = إن دعى للوغى دُعاةُ الفخارِ
وابعثي فيهمو مقالاً حكِيماً = بين كرّ الآصالِ والأسحارِ
كتب النصرُ والخلود لشعبٍ = غير مستضعفٍ , ولا خوَّارِ
يثبُ الوثبة التي صوّر الماجد فيها = آمال زندٍ وارِ
فدعوا عنكم التواكل والفخر = بتاريخكم , وبالآثارِ
ياابنة الأيكِ : أجفل الخاطِرُ الآمنُ = بينَ الأهوال والأخطارِ
وانثنى الشاعر الوديعُ إلى الريفِ = بعيداً عن مِحنةِ الأمصارِ
ومضى في حقولِهِ ... يتغنَّى = لجواميسهِ وللأبقارِ ! !
Powered by Al-hejaz ® Version 4.2.2 Copyright © 2024 alhejaz , Inc. All rights reserved, by Ahmed Alhassanat