بنت الرفاعى
29-01-2010, 08:13 PM
أهازيج حجازية منسية تعود بإيقاع موسيقي غربي
http://www.hijazyat.com/cgi-bin/get_img?NrImage=1&NrArticle=65
«صفق صفق يا مرجان.. ستي خديجة في الروشان.. صفق صفق يا مرجان.. ستي زكية في الدرجان... واللي يصفق أبوه يعطيه... توب حرير يدلع فيه.. قد كدة قد الرمانة.. قد كدة حلوة ورويانة.. قد كدة ترقص وتغني.. قد كدة تلعب وتحني..».. هذه الكلمات العامية التي تستل الذاكرة من غمدها لتأخذها إلى حارات جدة القديمة كانت مقطعا من أهزوجة (أم عميرة) من الفلكلور الحجازي الذي قدمته الدكتورة لمياء باعشن ضمن مجموعة من الأهازيج الشعبية الحجازية الشفهية في قرص ممغنط يحمل مسمى (دوها)، رافقها توزيع موسيقى متقن بإيقاع غربي حديث كان قد شكل مفاجأة نجاح الامتزاج بين الحديث وقديم.
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جات العروسة في نص الليل
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جا العريس في ربع الليل
جوا بنات الوادي.. محملين زبادي
كل مين زبدية.. واعطوني زبدية
حطيتها في الطاقة جات بنت عمي السراقة
سرقت لي هيه
جريت وراها.. ووقعت في هواها
هواها حنة حنة
يامين يجي يتحنى.. جات العروسة تتحنى جا العريس يتحنى
يا مين يجي يتوضا.. بالأباريق الفضة.. جات العروسة تتوضا
جا العريس يتوضا
يا مين يجي يصلي على السجادة التلي.. جات العروسة تصلي
جا العريس يصلي
هذه الكلمات العامية التي تستل الذاكرة من غمدها لتأخذها إلى حارات جدة القديمة كانت مقطعاً من أهزوجة من الفلكلور الحجازي الذي قدمته الدكتورة لمياء باعشن أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضمن مجموعة من الأهازيج الشعبية الحجازية الشفهية في قرص ممغنط يحمل مسمى (دوها)، رافقها توزيع موسيقى متقن بإيقاع غربي حديث كان قد شكل مفاجأة نجاح الامتزاج بين الحديث وقديم، وهو العمل الذي رأى النور عن فكرة لها ومن إعدادها بينما قام بالتوزيع الموسيقي والإخراج عبدالعزيز فتيحي، و من الأهازيج التي قامت باختيارها من تراث الأجداد في المنطقة ثماني قطع هي (أم عميرة، شدت القافلة، الصرافة، سيدي حمزة، تهنينات، دوها، الرحماني، دريهوا،..) هذه المقطوعات التي قدمت بأداء مجموعة أطفال (كورال) هم رنا فتيحي ورهف فطاني وريم فطاني وسوسن قاسم وشهد نجيم وعبدالعزيز فطاني وعبدالكريم فطاني ومحمد أهدل وملك فقيه ونادية فطاني ووعد فطاني تم فيها بالفعل مراعاة أن يكون الأداء بأصوات أبناء الأسر الحجازية التي رُبي آباؤها وأجدادها على هذه الأعمال وتزويدها حقيقة واقعة بالأمس بمعنى أن لا تختلف اللكنة عن أداء الأجداد وهنا نقطة تحسب وبإكبار كبير للمعدة لأنه وببساطة لو لم يراع هذا الجانب لكان نفذ الصوت بأي كورال في استوديوهات القاهرة أو بيروت ولم نكن نصل إلى روح الأداء الذي هو عامل أكثر من هام في عمل تراثي محلي حجازي صرف.
و«دوها» المشروع الثقافي كما تعتبره باعشن هو الحلقة الثانية في سلسلة اهتماماتها بالتعبير الشعبي في جميع أشكاله، وخاصة ما كان من التراث الحجازي حيث تنتمي عائلتها إلى جدة القديمة، بعد كتاب (التبات والنبات) والذي جمعت فيه واحد وستين حكاية شعبية من الأدب الحجازي بلسان سيدات سعوديات حجازيات يتمتعن بذاكرة جيدة عامرة بأشكال تعبيرية للنمط القصصي الذي كان متداولاً في حقبة زمنية معينة في تاريخ مدينة جدة... وبالرغم من أن تخصصها في الأدب الإنجليزي إلا أنها تميزت في رواية التراث القصصي العربي واستندت إلى خلفيتها وتمكنها من الحبكة في الصياغة والتحليل والعرض فقدمت لنا عملاً يعد مرجعاً للباحثين وإحياء للأدب القديم والقالب الذي كانت تحكى به القصص،
*وبرأيك ما أهم ما يميز الحارة الحجازية؟
إن أجمل ما يميز الحارة الحجازية انها كانت تعج بالأصوات ولا تعترف بالأسرار فللبيوت أشياش خشبية (الرواشين) لا تحجز الصوت بل تسمح له بالصعود من الحارة الى ساكنيها كما تتركه يتسرب منها الى الأزقة التي يلعب بها الأطفال ويجلس في مقاعدها ومركازاتها (جمع مركاز) الرجال ويدور فيها الباعة المتجولون والمنادون على مختلف خدماتهم مثل أصحاب المهن كالحداد (سن سكاكين) والنحاس (الذي يصلح دوافير القاز- الكيروسين)، كانت أصوات الحارة في معظم الأحيان تأتي منغمة في ترنيمات ذات إيقاعات تلقائية على نحو يجعلها تجري وتتردد على السنة العامة دون عناء أو تصنع.. وكان للحارة الحجازية فرحة قلب وبهجة خاطر وانشراح صدر سجلتها الأهازيج الشعبية البسيطة التي أنتجتها المخيلة الجماعية وتواترها في مناشط الحياة المختلفة.
كانت الحارة بالأمس مقبلة بأكملها على الحياة بعفوية ودون تخطيط وتتغنى بالحدث الاجتماعي في كل الأوقات لتتسلى وتروح عن نفسها فالنساء يغنين في (سابع) المولود ويرددن مع الصغار (يا داية هري هري) ثم تهدهد الأمهات أطفالهن وهم في المهد (الهندول) ليناموا مطمئنين ( ياللا يرقد ياللا ينام.. وادبح له جوزين حمام).ثم يلاعبنهم اذا كبروا قليلا وهن يرددن (دوها يا دوها، والكعبة بنوها).. كثيرة هي الأهازيج في مختلف مراحل الفرحة بقدوم المولود وغيرها من المناسبات الاجتماعية.. وربما كان من أشهر أغنيات الأطفال «حدارجه مدارجه.. من كل عين سارجه».. وترديد بائع البرشومي لبضاعته وهو يردد «يا برشومي يا نبات.. فين أقيل فين أبات» حتى الشحاذين كانوا يمارسون مهنتهم بفن وانشاد ولعل ما يرددونه هو الجمال بذاته:
يا عمتي يا دي الكبيرة.. ياللي في بيتك كل خيرة
واللي عطت ما هي بخيله.. الله يوديك المدينة
وفي رمضان تحديدا تتصاعد النغمات في الأزقة حين يهل شهر رمضان وأمسياته وحين يأتي العيد وحين يهطل المطر وحين تتحرك القوافل الى مكة أو المدينة وحين يذهب العريس وأهله الى منزل عروسه ويؤنس طريقه المنشد أو الجسيس كذلك الحال هناك احتفالات بإنهاء وحفظ الفتى أو الفتاة قراءة القرآن الكريم ويسير الاطفال من (الكتاب) في ركب الصرافة أو القلابة مرددين: طلبنا مولانا كريما ليس ينسانا..
* إذن هي دعوة لاستعادة البهجة؟
هذا التسجيل بما يحمله من أهازيج هو إعادة إنتاج للموروث الفولكلوري سيعيد إلينا فاعليتنا الشعبية، لنخرج عن صمتنا المطبق أمام الضجيج الصاخب من حولنا لنغني معاً لأطفالنا حين يولدون ولمطرنا حين يهطل ولنلعب ونحن نغني ولنبتهج ونحن نبقي هذا التراث ملء أسماعنا نبقيه عالقاً في ذاكرة أبنائنا يمارسونه ويتوارثونه كما توارثناه جيلاً بعد جيل.
http://www.hijazyat.com/cgi-bin/get_img?NrImage=1&NrArticle=65
«صفق صفق يا مرجان.. ستي خديجة في الروشان.. صفق صفق يا مرجان.. ستي زكية في الدرجان... واللي يصفق أبوه يعطيه... توب حرير يدلع فيه.. قد كدة قد الرمانة.. قد كدة حلوة ورويانة.. قد كدة ترقص وتغني.. قد كدة تلعب وتحني..».. هذه الكلمات العامية التي تستل الذاكرة من غمدها لتأخذها إلى حارات جدة القديمة كانت مقطعا من أهزوجة (أم عميرة) من الفلكلور الحجازي الذي قدمته الدكتورة لمياء باعشن ضمن مجموعة من الأهازيج الشعبية الحجازية الشفهية في قرص ممغنط يحمل مسمى (دوها)، رافقها توزيع موسيقى متقن بإيقاع غربي حديث كان قد شكل مفاجأة نجاح الامتزاج بين الحديث وقديم.
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جات العروسة في نص الليل
دقوا القرنفل دقوا الهيل.. جا العريس في ربع الليل
جوا بنات الوادي.. محملين زبادي
كل مين زبدية.. واعطوني زبدية
حطيتها في الطاقة جات بنت عمي السراقة
سرقت لي هيه
جريت وراها.. ووقعت في هواها
هواها حنة حنة
يامين يجي يتحنى.. جات العروسة تتحنى جا العريس يتحنى
يا مين يجي يتوضا.. بالأباريق الفضة.. جات العروسة تتوضا
جا العريس يتوضا
يا مين يجي يصلي على السجادة التلي.. جات العروسة تصلي
جا العريس يصلي
هذه الكلمات العامية التي تستل الذاكرة من غمدها لتأخذها إلى حارات جدة القديمة كانت مقطعاً من أهزوجة من الفلكلور الحجازي الذي قدمته الدكتورة لمياء باعشن أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ضمن مجموعة من الأهازيج الشعبية الحجازية الشفهية في قرص ممغنط يحمل مسمى (دوها)، رافقها توزيع موسيقى متقن بإيقاع غربي حديث كان قد شكل مفاجأة نجاح الامتزاج بين الحديث وقديم، وهو العمل الذي رأى النور عن فكرة لها ومن إعدادها بينما قام بالتوزيع الموسيقي والإخراج عبدالعزيز فتيحي، و من الأهازيج التي قامت باختيارها من تراث الأجداد في المنطقة ثماني قطع هي (أم عميرة، شدت القافلة، الصرافة، سيدي حمزة، تهنينات، دوها، الرحماني، دريهوا،..) هذه المقطوعات التي قدمت بأداء مجموعة أطفال (كورال) هم رنا فتيحي ورهف فطاني وريم فطاني وسوسن قاسم وشهد نجيم وعبدالعزيز فطاني وعبدالكريم فطاني ومحمد أهدل وملك فقيه ونادية فطاني ووعد فطاني تم فيها بالفعل مراعاة أن يكون الأداء بأصوات أبناء الأسر الحجازية التي رُبي آباؤها وأجدادها على هذه الأعمال وتزويدها حقيقة واقعة بالأمس بمعنى أن لا تختلف اللكنة عن أداء الأجداد وهنا نقطة تحسب وبإكبار كبير للمعدة لأنه وببساطة لو لم يراع هذا الجانب لكان نفذ الصوت بأي كورال في استوديوهات القاهرة أو بيروت ولم نكن نصل إلى روح الأداء الذي هو عامل أكثر من هام في عمل تراثي محلي حجازي صرف.
و«دوها» المشروع الثقافي كما تعتبره باعشن هو الحلقة الثانية في سلسلة اهتماماتها بالتعبير الشعبي في جميع أشكاله، وخاصة ما كان من التراث الحجازي حيث تنتمي عائلتها إلى جدة القديمة، بعد كتاب (التبات والنبات) والذي جمعت فيه واحد وستين حكاية شعبية من الأدب الحجازي بلسان سيدات سعوديات حجازيات يتمتعن بذاكرة جيدة عامرة بأشكال تعبيرية للنمط القصصي الذي كان متداولاً في حقبة زمنية معينة في تاريخ مدينة جدة... وبالرغم من أن تخصصها في الأدب الإنجليزي إلا أنها تميزت في رواية التراث القصصي العربي واستندت إلى خلفيتها وتمكنها من الحبكة في الصياغة والتحليل والعرض فقدمت لنا عملاً يعد مرجعاً للباحثين وإحياء للأدب القديم والقالب الذي كانت تحكى به القصص،
*وبرأيك ما أهم ما يميز الحارة الحجازية؟
إن أجمل ما يميز الحارة الحجازية انها كانت تعج بالأصوات ولا تعترف بالأسرار فللبيوت أشياش خشبية (الرواشين) لا تحجز الصوت بل تسمح له بالصعود من الحارة الى ساكنيها كما تتركه يتسرب منها الى الأزقة التي يلعب بها الأطفال ويجلس في مقاعدها ومركازاتها (جمع مركاز) الرجال ويدور فيها الباعة المتجولون والمنادون على مختلف خدماتهم مثل أصحاب المهن كالحداد (سن سكاكين) والنحاس (الذي يصلح دوافير القاز- الكيروسين)، كانت أصوات الحارة في معظم الأحيان تأتي منغمة في ترنيمات ذات إيقاعات تلقائية على نحو يجعلها تجري وتتردد على السنة العامة دون عناء أو تصنع.. وكان للحارة الحجازية فرحة قلب وبهجة خاطر وانشراح صدر سجلتها الأهازيج الشعبية البسيطة التي أنتجتها المخيلة الجماعية وتواترها في مناشط الحياة المختلفة.
كانت الحارة بالأمس مقبلة بأكملها على الحياة بعفوية ودون تخطيط وتتغنى بالحدث الاجتماعي في كل الأوقات لتتسلى وتروح عن نفسها فالنساء يغنين في (سابع) المولود ويرددن مع الصغار (يا داية هري هري) ثم تهدهد الأمهات أطفالهن وهم في المهد (الهندول) ليناموا مطمئنين ( ياللا يرقد ياللا ينام.. وادبح له جوزين حمام).ثم يلاعبنهم اذا كبروا قليلا وهن يرددن (دوها يا دوها، والكعبة بنوها).. كثيرة هي الأهازيج في مختلف مراحل الفرحة بقدوم المولود وغيرها من المناسبات الاجتماعية.. وربما كان من أشهر أغنيات الأطفال «حدارجه مدارجه.. من كل عين سارجه».. وترديد بائع البرشومي لبضاعته وهو يردد «يا برشومي يا نبات.. فين أقيل فين أبات» حتى الشحاذين كانوا يمارسون مهنتهم بفن وانشاد ولعل ما يرددونه هو الجمال بذاته:
يا عمتي يا دي الكبيرة.. ياللي في بيتك كل خيرة
واللي عطت ما هي بخيله.. الله يوديك المدينة
وفي رمضان تحديدا تتصاعد النغمات في الأزقة حين يهل شهر رمضان وأمسياته وحين يأتي العيد وحين يهطل المطر وحين تتحرك القوافل الى مكة أو المدينة وحين يذهب العريس وأهله الى منزل عروسه ويؤنس طريقه المنشد أو الجسيس كذلك الحال هناك احتفالات بإنهاء وحفظ الفتى أو الفتاة قراءة القرآن الكريم ويسير الاطفال من (الكتاب) في ركب الصرافة أو القلابة مرددين: طلبنا مولانا كريما ليس ينسانا..
* إذن هي دعوة لاستعادة البهجة؟
هذا التسجيل بما يحمله من أهازيج هو إعادة إنتاج للموروث الفولكلوري سيعيد إلينا فاعليتنا الشعبية، لنخرج عن صمتنا المطبق أمام الضجيج الصاخب من حولنا لنغني معاً لأطفالنا حين يولدون ولمطرنا حين يهطل ولنلعب ونحن نغني ولنبتهج ونحن نبقي هذا التراث ملء أسماعنا نبقيه عالقاً في ذاكرة أبنائنا يمارسونه ويتوارثونه كما توارثناه جيلاً بعد جيل.