المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو أسلمت المعلّقات



أم المؤيد
23-01-2010, 08:25 PM
لو أسلمت المعلّقات

اسم ديوان شعري لشاعر الأقصى يوسف العظم رحمه الله

تناولَ فيه المعلّقات الجاهلية و عارضها بسبع معلّقات
ولكن بروح إسلامية ولغاية إيمانية
تخيلها كما لو كان أصحابها مسلمين مع ما كانوا يملكونه من موهبة و إبداع
فأخرج لنا هذه المعلّقات وقد أسلمتْ وجهها لله

سأضع بين أيديكم بعض أبيات من كل معلّقة جاهلية ومن ثمّ أتبعها بشقيقتها المسلمة

-------

مطلع معلقة لبيد بن ربيعة

عفت الديار محلها فمقامها
بمنى تأبد غولها فرجمها


فمدافع الريان عري رسمها
خلقا كما ضمن الوحي سلامها

دمن تجرم بعد عهد أنيسها
حجج خلون حلالها وحرامها

رزقـت مرابيع النجوم وصابها
ودق الرواعد جودها فرهامها


***

الشقيقة المسلمة لمعلقة لبيد بن ربيعة


زكـت الديار وقد زهت أعلامها
وعــلا بمكة عزها ومقامـها

والمصطفى الهادي ربيع قلوبنـا
يزجي صفوف الفتح وهو إمامها

في السلم حقل الخير موفور الجنى
ولدى المعامع رمحها وحسامها

وإذا أطـل ففي ركــاب (محمد)
ينـجاب عن وجه الحـياة ظلامها

قــد شـع نــور الحق عبر جبـينه
وسـنا النـبوة لاح وهــو ختامـها

يـغذو جـموع الصــيد كل مروءة
وعــلى الرجولة والإباء فطامها

والظـالمون إذا تمادى جـمعهم
تشــتط مـن وقع القـنا أحلامها

ياســيدي أنت الحبيب لأمة
ينـساب في مـجرى الدماء غرامـها

تهوى علاك , وتزدهي بين الورى
أن الفصاحة والبـيان كـلامها

قد أنزل القرآن عبر لسانها
وبه اسـتقـام سبيلها ونظامها

وتتيه في الدنيا ,وتعـلي هامة
بــين البرية قد مضت أحكامها

فعلا لـواء العـدل في أفـاقه
وسما على هام الدنا إسـلامها

والجهل قد أردته دون هـوادة
مذ سطرت سفر النهى أقلامها

ياأمة كانت تصون حياضـها
درب الجهاد سبيلها وسنامها

والخيل تصهل في اللقاءكريمة
ينساب في أيدي الأباة لجامهـا

تســعى لنيل النصر وهو مؤزر
وتدوس في حوض الردى أقدامها

وتدك صرح الظلم غير مهينة
مذ حل في كف الكرام زمامها

أعناقها تلقى الرماح فخورة
ومن النجيع تسربلت اجسامها

قامت على الإيمان تجمع صفها
لتزول من أرض الهدى أصنامها

لا مـجـد إلا أن نعود لوحدة
شماء تزهو بالعلى أيـامها

لو قام وادي النيل يرفع راية
لله والإسـلام عـز ذمامها

أو هبَّ في الأردن أحفاد الأولى
أو هام في حب العراق شآمها

ومن الأفارقة الكرام أخوة
لو أطلقت يوم الجهاد سهامها

أو سار من أرض الجزيرة جحفل
يلقاه في أرض الأباة كرامها

لسعت لأرض القدس دون تراجع
للحرب في الميدان شب ضرامها

ولأقبـلت بالنصر خير بشائر
قد لاح في كبد السماء غمامهـا

وجحافل التحرير تسأل ربها
نصراً فيسجد شيخها وغلامها

في وحدة كبرى تلم شتاتنا
ووثيقة يوم الوفا إبرامها

قطعت مع الأيمان عهد أخوة
حتى تعز قصورها وخيامها

ومشت صحارينا تصافح حرة
خضرالرياض تصافحت أكمامها

كم أرجفت بين الخلائق أمـة
تبغي بنا ذلاً فعز مرامـها

ردت على الأعقاب وهي ذليلة
فهوت مطامعها وأجدب عامها

ومشت على درب المهانة في الورى
تصطك من وقع الرماح عظامها

ومضت سيوف الحق تحصد زرعها
وازداد من طعن القنا أيتامها

فصحت لتدرك أنها قد زلزلت
سكرى ومن كأس الهوان مدامها

وتراجعت حيرى تحاور نفســها
فيـما يدور وقد وعــت أفهامها

وسـعت لين الحق تنـهل نوره
بدوائه الشافي يتتزول سقامتـها

فغـدت بفـضل الله أسمى أمة
قامت وبالإسـلام كـان قيامها

يا أمة القرآن عـشت عزيزة
سر الكرامة والعلى إقدامـها

وشهادة الحق التي تسمو بها
والحج يجمعها فيعلو هامها

وجهادها وثباتها وإخاؤها
وزكاتها وصلاتها وصيامها

قد كنت نورالحياة فجددي
عهداً ليصفو أمنها وسلامها

واستنهضي همم الرجال بعزمهم
شمس الجهاد غداً يزول قتامها


كيف السبيل إلى ربوع طالما
هبت تعطر مهجتي أنسامها

وحمائم الدوح الطروب تهزني
تنساب في سمع الدنا أنغامها

يا ديرتي أهوى سهولك والربى
فتهيم بي مزهوة آكامها

وتداعب الجفن المقرح نسمة
فتطوف بي عبر المدى أحلامها

وتخط بي في كل روض وقفة
تنداح من كبد الهوى آلامها

مالي أرى أمم الضلال تطاولت
واشتط في أرض الهدى إجرامها

يا أمة رضيت بكل مهانة
قد طال في كهف الزمان منامها

خوضي غمار الموت واقتحمي الردى
فالموت في طلب الحياة قوامها

تفنى جسوم الخلق في أجالها
ومن المحال على الزمان دوامها

فلم الهروب من المنية طالما
أعمارنا محسوبة أعوامها

ولم التعلق بالحياة إذا غدت
ذلاً, وهان على الرجال حطامها

فمتى نقيم الصرح من إيماننا
ليزول من ركب الحياة حرامها

ومتى يطل النور من أفاقنا
ليلوح من شمس الهداة تمامها

ومتى تسير على العقيدة أمتي
ليظل مرفوع اللوا إكرامها

حتى تعود إلى الصواب شعوبها
ويقيم أركان الهدى حكامها

لله والإسلام تحيا أمــة
في ساحة الإيمان طاب حمامها


تحيتي http://www.nawafithna.com/images/smiles/icon_redface.gif

المعلم
23-01-2010, 10:24 PM
فلم الهروب من المنية طالما
أعمارنا محسوبة أعوامها

ولم التعلق بالحياة إذا غدت
ذلاً, وهان على الرجال حطامها

شكرا أم المؤيد