المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد 88 عاما.. جد نيجيري يعود للمدرسة الابتدائية والقرآن.. هدفه الأول



المعلم
29-12-2009, 11:57 PM
http://www.daoo.org/newsm/14094.jpg



داخل أحد الفصول في مدرسة ابتدائية بولاية (كانو) الشمالية، جلس الشيخ النيجيري ابن الـ (88 عاما) بين التلاميذ، بلحيته الطويلة، والأمل يحدوه لمواصلة مشواره التعليمي حتى النهاية لكي يحقق حلمه بأن يصبح داعية لغير المسلمين، ولا يمثل له أدنى مشكلة أن يقطع هذا المشوار جنبا إلى جنب في مقاعد الدراسة مع أحفاده الصغار ولا حتى أن هذا المشوار سيستغرق ربع قرن!.

لم يتجاوز سن أكبر التلاميذ من حوله سبع سنوات، وكانت المقاعد صغيرة الحجم مناسبة لهم، خلافا للجد الذي برز جسده الكبير من بينها، إلا أن ذلك لم يمنع النيجيري (بارينجيمي) من الانتظام في تعلم نفس الدروس التي يتلقاها التلاميذ من حوله أملا في الحصول على شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي.

تحدث إلى وكالة فرانس برس وهو يرتدي نظارته الطبية، قائلا: "لن يمنعني تقدمي في العمر"، وأضاف وهو يبحث في كتابه ممسكا بقلم رصاص وتعلو وجهه ابتسامة عريضة: "أطمح للحصول على درجة الدكتوراه في الفقه قبل أن أغادر هذا العالم".

فقد التحق عامل البناء النيجيري المتقاعد عام 2008 بإحدى المدارس النموذجية التي يديرها القطاع الخاص المصري في نيجيريا بهدف تعلم الفقه الإسلامي إلى جانب العلوم التقليدية الأخرى.

وتبعد المدرسة أكثر من ستة كيلومترات (أربعة أميال) عن بيت الجد (بارينجيمي) الذي له عدد كبير من الأحفاد بعضهم يتعلم في نفس مدرسته، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإصرار على المواظبة والحضور بانتظام، حيث يؤكد المدرسون والتلاميذ على حد سواء أنه يحقق تقدما ملحوظا في دراسته.

"سريع التعلم"

ونقلت فرانس برس عن معلمه (سليمان غاربا حسين) القول: "هو الرابع في الأداء من بين جميع تلاميذ الفصل، وكان دائما يحوز على المركز الرابع في أي مسابقة، فهو سريع التعلم"، وأضاف: "كان مذهلا أنه استطاع التكيف مع البيئة المدرسية ويتصرف كما لو كان فعلا تلميذا في السابعة من عمره، رافضًا أن يعامل معاملة مختلفة، حتى انسجم مع جميع التلاميذ من حوله".

أما رأي زملائه في الفصل فقد نقلته التلميذة (فاطمة غاربا)، حيث تقول: "إننا نستمتع بالتعلم مع (بابا)"، اللقب الذي يطلقه عليه المعلمون والتلاميذ، وهو يعني (الوالد) في لغة الهوسا المحلية، تضيف فاطمة: "شيء رائع عندما نلعب معا، إنه من بين أعز أصدقائي في المدرسة".

ولم يتضايق (بارينجيمي) من فارق السن مع المحيطين به، حيث يقول: "أشعر بالسعادة كوني أتعلم بين هؤلاء الأصدقاء، حيث يعطيني وجودهم حولي الكثير من الشجاعة، على الرغم من أن أعمارهم لا تزيد على أعمار أحفادي"، وهو له حفيدان في نفس المدرسة -فتاة وصبي- "وحفيدتي الثامنة تدرس في الصف الثالث بينما أنا في الصف الثاني وليس لدي مشكلة في ذلك".

القرآن.. هدفه الأول

الهدف الأول الذي يسعى له (بارينجيمي) هو أن يكون قادرا على قراءة القرآن الكريم، وقد حقق بعض الإنجاز في هذا المجال من خلال الاستماع والتلقي، والخطوة الثانية التي يتمناها هي أن يصبح عالما في الفقه حتى يتمكن من دعوة الناطقين بالإنجليزية من غير المسلمين.

لكن يبدو الطريق أمام الشيخ النيجيري -الذي اتخذ قرار بدء الدراسة في سن الـ87- طويلا للحصول على شهادة الدكتوراه، إذ لم يتمكن من إتقان القراءة والكتابة حتى الآن، وهو يحتاج للحصول على شهادة الدكتوراه؛ أي ما لا يقل عن 25 سنة؛ أربعة منها فقط للمرحلة الابتدائية، قبل أن يتحول إلى الإعدادية ثم الثانوية حتى المرحلة الجامعية، قبل أن يتحول لمرحلتي الماجستير والدكتوراه.

وسواء حصل (بارينجيمي) على شهادة الدكتوراه أو لم يتسن له ذلك فإنه يشعر أنه تعلم شيئا جيدا لم يتح له تعلمه في الماضي.. فقد صرح بالقول: "الدرس المهم أنني تعلمت أن الحياة بدون تعليم لا قيمة لها"، يضيف: و"سوف أسعى جاهدا لنيل الدكتوراه ما دمت حيا".

يعيش بارينجيمي في ولاية (كانو) الشمالية التي تقطنها غالبية مسلمة، ويبدي أولاده -وهم جميعا منتظمون في مراحل دراسية مختلفة- فرحا به، لذلك يساعدونه في فهم دروسه، يقول (أوتشر ساني بارينجيمي): "كنت معجبا عندما قال لي خطته للذهاب إلى المدرسة، وهكذا كانوا إخوتي"، وأضاف: "نحن نقدم له كل الدعم المعنوي والمالي يحتاج إليه حتى يحقق حلمه، ونحن فخورون به".

وتشهد كانو التي يسكنها 10 ملايين نسمة انخفاضا في نسبة الأمية تصل إلى 34 في المائة وفقا لجمعية محو الأمية بها، وقوميا، تشهد معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في نيجيريا تحسنا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية، تراوحت بين 55.3 % عام 2003 إلى 69.1 % هذا العام، وفقا لوزارة التعليم.

وبارينجيمي أحد الذين تخلفوا عن التعليم إذ لم تتح له فرصة الالتحاق بالمدارس؛ فبدلا من تركه للذهاب للدراسة اقتاده والده للعمل في أعمال البناء المحلية، إلا أن عمله بالتجارة مكنه من كسب لقمة العيش الكريم، وقد أنجب ثمانية أولاد، جميعهم ذهب إلى المدرسة نفسها.

مسمار جحا؟
30-12-2009, 12:41 AM
سبحان الله العظيم

عزائم شابه تجعلنا نتفطر خجلا امامها

شكرا استاذي المعلم

المعلم
04-01-2010, 07:49 AM
مسمار جحا؟
جزاك الله خيرا
وبارك فيك وتقبل منا ومنك

جداوي محب لينبع
04-01-2010, 10:27 AM
ماشاء الله تبارك الله العلم نور

والله يطول بعمرة

مشكور اخي (( المعلم ))

على النقل والله يعطيك الف الف عاااافية

المعلم
04-01-2010, 10:52 PM
أخي جداوي محب لينبع
شكرا لك مشاركتك
تحيتي لك