عسل وسكر
14-12-2009, 01:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبه أبو محمد
abu_m99@hotmail.com
إخواني وأخواتي الكرام في بناء وفقكم الله...
أدركوني بآرائكم البناءة والهادفة والتي آمل بإذن الله أن تعينني في مشكلتي ولكم جزيل شكري...
المشكلة هي كالتالي:
أملك بستان -مزرعة كبيرة- ، ومعي فيها من أهلي شركاء، وهذا البستان كان وارف الظلال، جميل المعالم والأطلال، به من كل الخيرات والنعم ما لا يخطر على بال ، هواؤه عليل، وماؤه سلسبيل، مهما قلت ووصفت فلن أصل أبدًا إلى أن أصف حقيقته، وروعته...
المشكلة أنني وقبل سنوات قليلة لم أكن أعاني أبدًا من أي إشكالات فيه، حرسه بفضل الله يحمونه من كل معتدٍ وباغ، إنسًا كان أو جانـًّا، الدواب والهوام، كانت لا تجرؤ أبدًا من الاقتراب من سياجه، وجداره...
ولكن الحال تغير بشكل غريب وتدريجي، فبداية التغير كانت عبارة عن نباح بعيد لكلاب ما تلبث أن تصمت خشية من أن تـُرى، أو حتى يعرف صوتها، وبعد مدة من الزمن شاهدت هذه الكلاب تقترب محاولة مهاجمة بعض حرس بستاني الجميل، وبطريقة غريبة شعرت معها بأن هناك شيء من التخطيط بينها، وبين محاولاتها تلك والتي كانت شبه منظمة، ومع ذلك لم أعر الموضوع أي اهتمام لثقتي بأن حرس مزرعتي الأشداء الأقوياء لن يخشوا أبدًا من هذه الكلاب، أو سيحسبون لها أي حساب...
وفي يوم من الأيام انطلق أحد الكلاب تجاه أحد حرس المزرعة، وكان في تلك اللحظة يسقي أحد أشجارها الوارفة، وقام بـِعَضِّ يده على غفلة منه، ثم هرب نعم هرب بعد عضة واحدة فقط، وفجأة إذا بجميع الكلاب تنبح من حول البستان، وبصوت واحد، لا أدري ماذا أقول في وصف ذلك النباح... كان مخيفــًا جدًا، لكثرة الكلاب المشاركة فيه، ثم ما لبثت أن صمتت، بعد أن زرعت شيء من الخوف في نفوس كل من كان في هذه لمزرعة...
سكن النباح، وهدأ الصوت والخوف حقيقة تملكنا جميعًا، لأن مثل هذا الموقف لم يحصل منذ أن عرفت هذه المزرعة...
وبعد فترة هدأ خوفنا مع ملاحظتنا اختفاء الكلاب بشكل كبير، حتى أننا لم نعد نسمع نباحها إلا نادرًا، وفي ذلك الوقت شاهدنا بداية حضور وتجمع لجماعات من القرود، كانت تنظر إلينا وإلى مزرعتنا نظرة غريبة، كأنما هي تحسدنا، أو تنقم علينا، لأن لنا مثل هذا البستان، الذي وهبنا الله إياه، ووعدنا بحفظه لنا إن نحن شكرناه...
وفي يوم من الأيام شاهدت أحد قيادات القرود الكبار، وحوله عدد كبير من الكلاب، وكأنما هو يحادثهم، ويجتمع بهم، فاستغربت ذلك، وقلت في نفسي سبحان الله ما الذي جمع هذين الجنسين من الحيوانات، رغم الاختلاف الكبير بينهما، مع أن هناك رابط من الحيوانية يجمعهما،...
ولم يخطر ببالي أن ذلك الاجتماع كان يستهدف مزرعتنا وبستاننا الوارف الظليل، وبعد أيام قليلة فوجئت بهجوم مجموعات كبيرة من القرود على البستان، وبدأت معه في تحطيم الأشجار، والمزروعات، فانطلق الحراس ليردعوها ويطردوها من المزرعة، ولكن عددها كان كبيرًا جدًا...
استمر الحرس في المدافعة والصد حتى أنهكهم التعب، وبدأت قواهم تخور من تركز الهجمات، وكثافتها، والذي وافق قلة عددية في الحراس، وضعفــًا في الاستعدادات، إذا ما قارنـَّا ذلك بالعدد المهول والتنظيم العجيب لدى تلك القرود...
وفي خضم ذلك المصاب، وإذا بنباح الكلاب يعود، ويقترب، حتى وصل إلى أطراف البستان، ولكن أسواره كانت عالية مما منعها من الدخول كالقرود لأن الأشجار حول البستان ساعدتها على الدخول إليه، وأما الكلاب فلم تستطع ذلك، فصار نباحها المدوي كعنصر قوة إضافي للقرود التي لا زالت تكسر وتسلب وتنهب من البستان...
وفي تلك الأثناء العصيبة ما لبثت أن تذكرت ذلك الاجتماع الغادر بين كبير القرود ومجموعة الكلاب والذي كنت أستغربه آنذاك، وعلمت أن ذلك الاجتماع كان للتنسيق بين الجنسين، والمستهدف هو أنا وبستاني وإخواني وأخواتي وأهلي كلهم...
ما شقَّ عليَّ في هذا المصاب الجلل هو سقوط بعض حرس تلك المزرعة المخلصين ، والذين لن يغطي أو يسدَّ مكانهم أحد غيرهم...
وأكثر شيء ساءني -ولعلكم أن تؤيدونني - هو أن بعض أهلي ممن هم معي شركاء في هذه المزرعة، كان ينتقدني ويشتمني لأني لم أسمح لتلك الكلاب، أو القرود من الدخول لبستاني الذي هو بستانهم وملكي وملكهم... وإتاحة الفرصة لها لكي تخرب وتفسد ومبررهم السقيم لانتقادهم وشتمهم : لابد من ضمان الديموقراطية والحرية لكافة أنواع الحيوانات والهوام وتركها تهاجم بستاننا، وتعيث فيه فسادًا كيف شاءت... وما فيه أي مشكلة.
الحاصل أن:
الكلاب لا زالت تنبح وتنتظر عطاء القرود لها -وفقــًا لتلك الاتفاقية بينهما-...
القرود تعبت قليلا من العبث والتحطيم، بعد أن امتلأت بطونها من خيرات مزرعتنا، ونسيت أو تناست الكلاب والاتفاق المجرى معها...
الحرس سقط بعضهم بين جريح والآخر صريع والبعض الآخر لا زال يدافع ويحاول إدراك ما بقي من ذلك البستان الجميل...
وللأسف الشديد أن بعض أهلي لا يزال مقتنعًا برأيه السقيم والذي يقول بأهمية الحرية وضمانها لكل حيوان مهما كان نوعه أوشراسته أو مخططه... حتى وإن كان ذلك في وسط ملكنا ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ما رأيكم أدركوني ماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟
منقول من بناءhttp://www.benaa.com/Read.asp?PID=1623373&Sec=0
كتبه أبو محمد
abu_m99@hotmail.com
إخواني وأخواتي الكرام في بناء وفقكم الله...
أدركوني بآرائكم البناءة والهادفة والتي آمل بإذن الله أن تعينني في مشكلتي ولكم جزيل شكري...
المشكلة هي كالتالي:
أملك بستان -مزرعة كبيرة- ، ومعي فيها من أهلي شركاء، وهذا البستان كان وارف الظلال، جميل المعالم والأطلال، به من كل الخيرات والنعم ما لا يخطر على بال ، هواؤه عليل، وماؤه سلسبيل، مهما قلت ووصفت فلن أصل أبدًا إلى أن أصف حقيقته، وروعته...
المشكلة أنني وقبل سنوات قليلة لم أكن أعاني أبدًا من أي إشكالات فيه، حرسه بفضل الله يحمونه من كل معتدٍ وباغ، إنسًا كان أو جانـًّا، الدواب والهوام، كانت لا تجرؤ أبدًا من الاقتراب من سياجه، وجداره...
ولكن الحال تغير بشكل غريب وتدريجي، فبداية التغير كانت عبارة عن نباح بعيد لكلاب ما تلبث أن تصمت خشية من أن تـُرى، أو حتى يعرف صوتها، وبعد مدة من الزمن شاهدت هذه الكلاب تقترب محاولة مهاجمة بعض حرس بستاني الجميل، وبطريقة غريبة شعرت معها بأن هناك شيء من التخطيط بينها، وبين محاولاتها تلك والتي كانت شبه منظمة، ومع ذلك لم أعر الموضوع أي اهتمام لثقتي بأن حرس مزرعتي الأشداء الأقوياء لن يخشوا أبدًا من هذه الكلاب، أو سيحسبون لها أي حساب...
وفي يوم من الأيام انطلق أحد الكلاب تجاه أحد حرس المزرعة، وكان في تلك اللحظة يسقي أحد أشجارها الوارفة، وقام بـِعَضِّ يده على غفلة منه، ثم هرب نعم هرب بعد عضة واحدة فقط، وفجأة إذا بجميع الكلاب تنبح من حول البستان، وبصوت واحد، لا أدري ماذا أقول في وصف ذلك النباح... كان مخيفــًا جدًا، لكثرة الكلاب المشاركة فيه، ثم ما لبثت أن صمتت، بعد أن زرعت شيء من الخوف في نفوس كل من كان في هذه لمزرعة...
سكن النباح، وهدأ الصوت والخوف حقيقة تملكنا جميعًا، لأن مثل هذا الموقف لم يحصل منذ أن عرفت هذه المزرعة...
وبعد فترة هدأ خوفنا مع ملاحظتنا اختفاء الكلاب بشكل كبير، حتى أننا لم نعد نسمع نباحها إلا نادرًا، وفي ذلك الوقت شاهدنا بداية حضور وتجمع لجماعات من القرود، كانت تنظر إلينا وإلى مزرعتنا نظرة غريبة، كأنما هي تحسدنا، أو تنقم علينا، لأن لنا مثل هذا البستان، الذي وهبنا الله إياه، ووعدنا بحفظه لنا إن نحن شكرناه...
وفي يوم من الأيام شاهدت أحد قيادات القرود الكبار، وحوله عدد كبير من الكلاب، وكأنما هو يحادثهم، ويجتمع بهم، فاستغربت ذلك، وقلت في نفسي سبحان الله ما الذي جمع هذين الجنسين من الحيوانات، رغم الاختلاف الكبير بينهما، مع أن هناك رابط من الحيوانية يجمعهما،...
ولم يخطر ببالي أن ذلك الاجتماع كان يستهدف مزرعتنا وبستاننا الوارف الظليل، وبعد أيام قليلة فوجئت بهجوم مجموعات كبيرة من القرود على البستان، وبدأت معه في تحطيم الأشجار، والمزروعات، فانطلق الحراس ليردعوها ويطردوها من المزرعة، ولكن عددها كان كبيرًا جدًا...
استمر الحرس في المدافعة والصد حتى أنهكهم التعب، وبدأت قواهم تخور من تركز الهجمات، وكثافتها، والذي وافق قلة عددية في الحراس، وضعفــًا في الاستعدادات، إذا ما قارنـَّا ذلك بالعدد المهول والتنظيم العجيب لدى تلك القرود...
وفي خضم ذلك المصاب، وإذا بنباح الكلاب يعود، ويقترب، حتى وصل إلى أطراف البستان، ولكن أسواره كانت عالية مما منعها من الدخول كالقرود لأن الأشجار حول البستان ساعدتها على الدخول إليه، وأما الكلاب فلم تستطع ذلك، فصار نباحها المدوي كعنصر قوة إضافي للقرود التي لا زالت تكسر وتسلب وتنهب من البستان...
وفي تلك الأثناء العصيبة ما لبثت أن تذكرت ذلك الاجتماع الغادر بين كبير القرود ومجموعة الكلاب والذي كنت أستغربه آنذاك، وعلمت أن ذلك الاجتماع كان للتنسيق بين الجنسين، والمستهدف هو أنا وبستاني وإخواني وأخواتي وأهلي كلهم...
ما شقَّ عليَّ في هذا المصاب الجلل هو سقوط بعض حرس تلك المزرعة المخلصين ، والذين لن يغطي أو يسدَّ مكانهم أحد غيرهم...
وأكثر شيء ساءني -ولعلكم أن تؤيدونني - هو أن بعض أهلي ممن هم معي شركاء في هذه المزرعة، كان ينتقدني ويشتمني لأني لم أسمح لتلك الكلاب، أو القرود من الدخول لبستاني الذي هو بستانهم وملكي وملكهم... وإتاحة الفرصة لها لكي تخرب وتفسد ومبررهم السقيم لانتقادهم وشتمهم : لابد من ضمان الديموقراطية والحرية لكافة أنواع الحيوانات والهوام وتركها تهاجم بستاننا، وتعيث فيه فسادًا كيف شاءت... وما فيه أي مشكلة.
الحاصل أن:
الكلاب لا زالت تنبح وتنتظر عطاء القرود لها -وفقــًا لتلك الاتفاقية بينهما-...
القرود تعبت قليلا من العبث والتحطيم، بعد أن امتلأت بطونها من خيرات مزرعتنا، ونسيت أو تناست الكلاب والاتفاق المجرى معها...
الحرس سقط بعضهم بين جريح والآخر صريع والبعض الآخر لا زال يدافع ويحاول إدراك ما بقي من ذلك البستان الجميل...
وللأسف الشديد أن بعض أهلي لا يزال مقتنعًا برأيه السقيم والذي يقول بأهمية الحرية وضمانها لكل حيوان مهما كان نوعه أوشراسته أو مخططه... حتى وإن كان ذلك في وسط ملكنا ولا حول ولا قوة إلا بالله...
ما رأيكم أدركوني ماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟
منقول من بناءhttp://www.benaa.com/Read.asp?PID=1623373&Sec=0