المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدارات من (1) إلى .... لإبراهيم الوافي



أبو رامي
27-06-2002, 06:13 PM
اسمحوا لي بطلب مشاركتكم لي قراءة هذه القصيدة الرائعة للشاعر الرائع الأستاذ ابراهيم الوافي نقلتها لكم من منتدى الشعر المعاصر :

1 )

من أين آتي الآن بالشطآن
هذا البحر مسعور الدوارْ
ياللحصارْ
الوقت في التابوت ملفوفًا
بأوراق التذكُّر
والقصيدة أنكرت ماختار أجدادي لها ...
من أين آتي الآن بالنعناع والليمون والرمَّان
والسفر المهرَّب من جوازات المطارْ ؟!!
من أين آتي الآن بالماضين في كل الممرات الأنيقةِ
يسألون بريقها عن رغوة العينينِ
عن أنثى تمرّر خطوها المبحوح فوق رخامها
وتبلُّ رابعة النهارْ ..!!

(2 )

هذي القصيدة والنساء ..!
يرقصن كل نساء هذا البحر حول توجُّعي
يكتبنَ فيه السطر والكلمات والكتب الجديدةْ
كل النساء إذا تلوت قصيدتي كنَّ القصيدةْ ..!
كل النساء نوارس في البحر
حين وقفت في الميناء
جئن من الغيوب سحابة
أغويتها بالبحر والإعصار والمدن الجديدةْ
هذي القصيدة والنساءْ ..
لكنك ( الأنثى ) الوحيدةْ ..!!

(3)

الباب مفتوح على أمسي
ستأوي ألف مفردةٍ إلي ..!
طال الغيابُ .. ووجهك المخفور مأثور لديْ
مازلتُ محمولا على الأكتاف
فوق الريحٍ
نقشٌ في يديّْ
إن لم تجيئي الآن ..
لن تسعى العصافير التي نقرت على رأسي بقايا الخبز
في زمن الخطيئةْ ...
إن لم تجيئي الآن
من يحنو علي ..؟!

(4)

( لافضَّ فوكْ )
ستقضُّك الأحلام يا زمني
ولن تصطادك النجمات في الليل الحزينْ ..!
سيمر بابك شاعرٌ ومهاجرٌ
أو عابرٌ بالضوء في زمن يفوز بأثمن
النجماتِ بعض العابرينْ ..!
إني أراه الآن مد لقلبه جسرًا
وللكتفين متكأ ..ومطَّ شفاته للوقت
يسأل عن دمي المهدور حين يراكِ
تنشغلين بالكلمات والشعر ( الحنين ) ..!
إني أراه الآن يمسح لحيةً
ستقيه شر الحاسدينْ ..!
إني أراه الآن فاستمعي اليّْ
إن لم تجيئي الآن ..
من يبكي عليّْ ؟!!

(5 )

لاشيء غير الماء
صوتُ الريحِ يعبث بالبقايا
من زبانية الخليلْ ..!
لاشيء هيَّا غادري الشطآنَ
صبِّي فوق رمل الشمسِ
كوب الزنجبيل ..!
هيا اسمعيني صوتَ بحَّارٍ
أتى من آخر الذكرى
وغني بالمواويل التي عزفتْ
لأعراسِ الأصيلْ
هيا امنحيني بعض ما أفضيتُ
للحظاتِ
حين سمعت أنفاسَ الثواني
فوق معصمكِ المبخَّرِ
بالحنين المستحيلْ .. !!

(6 )

لاشيء غير الشعرِ
ممتدًّا كماء النهرِ
مرصوفًا بابوابِ المدينةْ ..!
لاشيء هيا نلتقي فوق الرصيفِ
ونسأل الكلماتِ في أي الغصونِ
تنامُ قمبرةٌ حزينةْ ..؟!
هيا نرى الدنيا كما جاءتْ مصفَّدةً
فهيَّا نسلك الدرب التي تأتي بصوتِ الريحِ
من خلفِ الحكاياتِ الأمينةْ ..!
هيا اسلكي بي البحرَ
شقِّي حنقَهُ نصفين
حتى لاتؤرجحنا السفينةْ ..!!

(7)

لاشيء غير الفجرِ
شاعت فيه أصواتُ المآذنْ
فسمعت خلف الصمت صوت أبي يناديني
على باب الوضوءْ ..!
قم واغسل الكفين والقدمين
والرأس المبلل بابتهالاتِ اللجوءْ
قم يا بنيْ ...
لاشي إلا الله جلَّتْ قدرة الباري
على خلقِ الرصانةِ والهدوء ..!!
يارب إن القوم يستوفون من وجعي
فكيف أبوء بالكلمات والأوزان ِ
كيف أصافح الشيخ الخليلَ
وهذه الأنثى ( القصيدة ) خلف شبَّاكي تموء .!!

(8)

( لافضَّ فوكْ )
لاشيء إلا أنتَ
والماضون في درب القصيدة
ينفثون التبغَ في وجه الكلامْ
لاشيء إلا أنتَ
فاستيقظ إذا ما الليلُ نامْ ..
لاشيء هيّا
قبَّلي الصفحاتِ
ثم تململي فوق الحروف
وأخرسي طفل الظلامْ ..!

( 9 )

من أين يأتي الحزنُ
والكلمات كالأسماكِ تفرخُ بيضها في البحرِ
لاتخشى ملوحته ولا تخشى الدوارْ ..!
من أين يأتي الحزن
والأخبار نائمة ..فلا طفل يموت ولا دمار
جدِّي مضى ...
قد كان يستمع الإذاعات التي قالت :
بأن الحرب تقتطف السنابلْ
وبأن جيشًا بندقيّ الضوء
سوف يقود ( إسرائيل ) للبحر المناضلْ ..!
جدي مضى
وبقيت وحدي الشاعر الألفي
مشبوها باطلال الحبيبةْ
وبوسم ناقتها التي دُهِست على درب الحضارةْ ..!
قد كنتُ أتلو الشعر للنوَّارِ ...
حين تبتلوا بالجهل
قاطعني فم الغرباء يسأل
ـ آ خرَ الأموات ـ كاهنُهم
لمن هذي التي غرقت بشبر النثرِ
هذي الناقة العوجاء من أي القبائلْ ؟!
من أين يأتي الحزن
والأشياء من حولي تآكلْ ؟!
قطَّرتُ شعري في عيونِ الغيبِ
والرمد المعتَّق يعمي الأبصار
والغرباء مشغولون بالوسم الخليلي المقاتلْ ..!
جدي مضى ..
لكنما الصوت الإذاعي الرخيم يرنُّ في الأسماع
( إنَّ الحرب تقتطف السنابلْ )
من أين يأتي الحزنُ
والأنثى التي أغريتها بالشعر
لا ليلى ولا عفراء
تأتي الآن :
( بلقيسا ترافقها طواويسٌ وتتبعها أيائلْ ..) ..!
( بلقيس ( جاءت ) أجمل الملكات في تاريخ ( قائلْ ) ....!!!!

( 10 )

للشمس أن تبكي
وللريح التأثُّر
للسماء الغيم
لي عيناك رمَّدها الغيابْ
آوي إليك الآنَ
لكنْ بيننا وطن ورمَّانٌ
وقنديل اغترابْ
هو نصفُ بابْ
للموتِ سلَّمة سأرقى فوقها
وأعيد ربط حذائي المصنوع من جلد الترابْ
قالوا الظعائنَ ..
قلتُ ( فارهة تمر )
قالوا تموت الآنَ
قلت الموتَ أغنية الرعاة ..
وصوت فلاحٍ ضجرْ
قالوا الرثاءَ
فقلت من ماتت حبيبته
سيكتب بعدها سطرين ..
ثم يزور شبَّاك القمرْ ..!
قالوا النساءَ
فقلت هنَّ الآن في داري
وإني في سفرْ
فلنستمرْ ..
لليل كوخ ساهرْ ..
وفراشة تتلو تواريخ السهرْ !!

( 11)

الآن أسند جبهتي
فلقد كتبتُ إليك :
إن الشمس نادتني
وراء البحرِ
والأطفال يلتفُّون
باللعب الطفولي الحزينْ ..
مازال نصف الكوب منتظرًا ...
كأنَّ الليلَ لايأتي
ولا تخطو الدقائق
باتجاه الشوق ...:
تحتفلين بالألوانِ والكلماتِ
والقلق الدفينْ ..
وتعانقين الضوء
قنديلاً نفاه الصبح
فانكفأت أشعته
وأعطت مهلة للريح
كي تجتاحَ خوف العابرينْ .. !
الآن أسند جبهتي ..
فلقد كتبتُ إليك متكأً
ونافذةً
وبحرًا نرجسيَّ الماءِ ..
عطرًا ظل منتظرًالأنثى
وجهها قدرٌ
وعيناها حنينْ ..!
لاشيء إلا أنت
والشبَّاكُ
والمطر الذي يشتاقه الأطفالُ
فاكهة بعمر الياسمينْ .!
لاشيء إلا أنتِ والأصدافُ
أسرابُ النوارسِ
أولُ الأوزان
لاعلل تجيء ولا زحافْ
مما أخافْ ..
عيناك نصٌ ليلكي الحرفِ
موزون على بحر السنينْ ..!
الآن جفَّ النهرُ
أسند جبهتي الأخرى على كتفيكِ
أمسحُ آخر القطراتِ من عرق الظهيرةِ
ثم أخلع معطف الظل القبيحْ
الآن جفّ النهرُ
فليتخّللِ الكفُّ المبخَّرُ
فروة الشعرِ القليلِ
لأستكينْ .!!

( 12 )

شاعرٌ لايفيءْ
كوكبٌ لايضيءْ..!!
الفتاةُ ملبَّدةٌ بالنجومِ
وأمي تنادي لجارتها أن تجيءْ .. :
( جارةٌ تلك أم قنبلةْ
تمسكُ العمر من أسفلهْ
تنثر الودع الفوضوي
وتطلبُ صوتَكِ أن يسأله
جارةٌ تلك أم معضله ..؟! )
سوف تعرف أمي أخيرًا بأني
ترجَّلتُ عن وهم ( فاتنْ )
وأنَّ الفتاةَ ملبَّدة بالنجوم
وأن المدائنَ غيرُ المدائنْ ..!
( جارة تلك أم حنظله ..؟!
زرعتْ في فمي بلبلا
واستراحتْ قليلا
ألصقت في جبيني فتاةً
وعادتْ لكي تستريحَ قليلا
ثم جسَّت ضلوعي
فلم يدعِ الشوقُ متَّسعًا للمكانْ
جئتِ من كل فجٍّ عميقٍ
تمدِّين سجَّادةً للنوارس
للبحرِ
للاجئين
وللعنفوان ..! )
أدمعتْ حينها عينُ أمي
ونادت لجارتها أن تفيء
الفتاةُ ملبَّدة بالنجوم
وشاعرها كوكب لايضيء ..!!

( 13 )

كيف لي بعد أن لمَّني البحرُ
في رغوةٍ أن أعودَ
إلى النهرِ غصنا لزيتونةٍ ذابلةْ ..! ؟
كيف لي أن أمرَّ ببابكِ
لا أسألُ الريحَ
عن جهةِ القافلةْ .. ؟!
الصباحُ الذي ينتقي الطيبين صباحي
الجراحُ التي خالجتهم جراحي ..!
قلتُ للوقتِ :
يا سيدي :
من تكونُ التي منحتْ شَعرها قبلةً
ثم غابتْ
من تكونُ التي كفرت بالهوى
ثم تابتْ ؟!
كيف لا أسأل الطيبين الذين يقولون
إن المدينةَ
ليستْ كما وردتْ في كتابك
... ليست مدينتك ( الفاضلة ) ..!
قلتُ للقلبِ
من أين نبدا
أي السجائر
تحتاجها الآن كي تحترقْ ..؟
أنَّ ثم اختنقْ
كاد أن يتبلَّل بالموتِ
حتى غرقْ ..!
كيف لي بعد أن لمَّني
البحر في رغوةٍ
أن أعودَ إلى مقصفِ
الحبِّ
أعنية في فم النادلة ..!!!؟

الجهني
27-06-2002, 08:54 PM
بارك الله فيك أستاذي الفاضل وبارك الله في شاعرنا وأديبنا الأستاذ

إبراهيم الوافي على هذه الدرر الرائعة واللآلئ الثمينة 0 وليس غريباً

على أبي محمد هذا الإبداع فقد تعودنا من صاحب الموقع الوردي على

مثل هذه الإبداعات الرائعة 0

وريث الرمل
14-07-2002, 04:20 AM
أخي الحبيب المعاصر.. لاأدري حقيقة كيف أشكرك أيها المدهش ..لقد فاجأتني بوجودها في صفحتي الثانية هنا .. لك مني كل الحب أيها الوفي .. ولعلي هنا أستكمل بقية المداراتحتى نهايتها ..!

( 14 )

يصعدُ الظلُّ سورَ المدينةِ
والواقفون على بابها سادرونْ
للمدى جولتانْ :
جولةٌ للهوى
تنتهي بالجنونْ ..!
جولة للغوِى
تنتهي بالذي لايكونْ
يصعدُ الظلُّ سورَ المدينةِ
والواقفون على بابها نائمون .!!
السماءُ كما أنتَ تعرفها
نجمةً
نجمةً
والحكايات ملفوفةٌ بالشذى
ليس للحب هذا الأذى ..
الحكايات ملفوفةٌ بال
ش
ذ
ى
ليس ذا
ليس ذا
إنما الحب أن تدخلي في ممرٍّ
يؤدي إلى آخر الأغنياتْ ..!
هناكَ ستلقينني
سلَّمًا من ثباتْ ....!
السماء كما أنت تعرفها
نجمةً نجمة
والصعود إليها
انبلاجُ القصائدِ قبل المماتْ
الحكايات ملفوفةٌ
بالشذذىىى
ليس ذا
اصعديني لكي تبصري
قمراً من رخامٍ
ونافورةً للخلودِ
وداليةً للبناتْ ..!

---------------------

( 15 )

صفصفتْ شعرها
حينما انحدرتْ نجمةٌ
فوق خد السماءْ ..!
أحمر الشفتين ..
انتقته من اللحظة المستجابةْ
صفصفتْ شعرها ...
حين قالت سحابة :
كيف للملح أن يسكن البحر
والبحر حبر الكآبة ..!
إنما الملح سيف الكتابة ..!!
صفصفتْ شعرها ..ثم قامتْ
لتمنحَ للريح عطرًا ثمينْ ..
قال لي أحد الطيبينْ :
قد شربنا القصيدةَ حتى انتعشنا
شربتنا القصيدةُ حتى ارتشفنا
هزَّ جذع الكلام إذنْ
سوف تسقطُ منه الحقيقةْ ..!
صفصفتْ شعرها ثم قالتْ :
أحس بأني أهزُّ بــــ ( جذع الكلامْ ) ..
وأن النجوم التي لاتنامْ
كلها في يدي
ليس لي منك إلا غدي
أحمر الشفتين ، انتقته ( لأجلي )
من اللحظة الفاتنةْ
صفصفت شعرها ثم
آوت إلى فزعاتِ السجائرْ
رتَّلت للبعيدين أغنية ثم قالت
لهم .. ( إنه لايسافرْ ..)
الدقائق منظومة في متون الغيابْ
للهواجسِ مليون بابْ
صفصفت شعرها ..
قلت اكتب إذا
مثلما أقرؤوك قديما
بأن القصيدة : ( أرض اليبابْ )


------------------

( 16 )

المساءُ تكوَّر في حجْرِ أمي ..
( وفاء) التي تتدلَّى
من الغيبِ
عنقودَ عمرٍ
وأحجيةً في شفاةِ الصغارْ ..!
سكَبتْ ليلها دمعتين :
دمعةً للدمى وهي تنتظرُ
الطفلَ ينفخُ فيها الحياةَ
وأخرى لذاكرة الانتظارْ ..!
قالتِ الشمسُ :
هذا صباحٌ سينقسمُ الضوءُ فيهِ
إلى بقعتينْ
كيف تطمرُ نصفكَ في الرملِ
والماءُ يجري من النهرِ
تركض فيه الزوارقُ والعاشقونْ ..
سكَبتْ ليلها دمعتينِ
وراحت تصليْ ..
قالتِ الشمسُ :
(( هذا صباحٌ حنونْ ..!))
الجياعُ يريدون خبزَ الكتابةِ
والموتُ يجلو الممراتِ
من لي بتلك التي
نذرتْ دمعها للدعاء ..؟!
صرخةً من ( وفاء )
قبلةً للبكاء
ثم تمضي لتدفنَ نصفكَ في الرملِ
والماء يجري من النهرِِ
تركض فيه الرسالات والأنبياء ..!
سكبتْ دمعةً
ثم عادتْ تصليْ ..!
قالتِ الشمسُ :
( لله ما شاء أو ما يشاء ..! )

--------------

( 17)

أخذتْ مقعدًا
واستحالتْ على الرقصِ
قلتُ :
إن المدينة لاتعرف الغرباءَ
الذينَ يزورونها
في الظلامْ
قالَ لي شاعرٌ :
ربما ..
بينما الانَ
تعرف من أينَ يؤكلُ كتْف الزحامْ ..!
أخذت مقعدًا
واستحالت على الرقصِ
فوق ضلوعي
وتحت ضلوعي
نصَبْتُ شراعي على حاجبيها
وأبحَرْتُ في ضفتيها
دفعْتُ الرياحَ إلى البحرِ
لكنها انتصبتْ
واستحالتْ رخامْ ..!
قالَ لي شاعرٌ :
ربما ..
بينما تعرف الآنَ
من أينَ يؤكل كتْفُ السلامْ ..!
أخذتْ مقعدًا
واستحالت على الرقصِ ...
قلتُ :
يا لحظةً
أمطرتها الحكاياتُ
واستنبتتها القصائدُ
من لي بتلك المدينةِ
حين يغافلها غرباءُ الظلامْ ؟!!
أخذتْ مقعدًا واستحالتْ
على الرقصِ ...
.....
يا شاعرا ً أطعمته
المطاراتُ ضوضاءها
قم نغني لعصفورِ نافذةٍ لاينامْ ..
قالَ لي .. :
ربما كان ذلك
من قبلِ أن يعرفَ الصمتُ
من أين يؤكل كتف الكلامْ ...!!!!

--------------

(18)

قال وهو يحاوره :
إن لي قصتينْ ..!
يا صباح العصافيرِ
قم .. ولتعرني غناءكَ
إنَّ المدينةَ مبتلَّةٌ بالضباب ..!
سوْأةُ الذنبِ
تحتاجُ عصفورةً ستواري فمي
ثم يأتي ( الغرابْ ) ..!
قلتُ .. :
لاشيء إلا انبلاجكِ من مطلع الطهرِ
هلاَّ استمعنا لفيروزَ
هلاَّ مررنا بعرَّافةِ الصبحِ
.. ( مقهى اللقاءِ )
وهلا انتشينا عذابْ ..!
الهواتف مغلقةٌ في وجوه الأناملِ
والدربُ مخطوبةٌ للضبابْ .. !!
قال وهو يحاوره :
إنَّ لي جنةٌ من نساءْ
الهواتف مغلقةٌ .....
والنوافذ مشغولة بحدادِ النداء ..!
يا صباح المحبين ..
خبز القلوب القصيدةُ والمرأةُ المستحيلةْ
سوْأةُ الذنب تحتاجُ سربًا من الدمع
سوف يواري فمي
ثم يأتي ( البكاء ) ....!!
الهواتف مغلقة في وجوه الأناملِ
والدربُ سوأةُ
ذاكرةٍ مومياء ..!!
سوف احتاج سربا من الدمع
حتي يواري فمي
ويجيء ( الغرابُ )
ليدفنَ حزن السماء ..!!

-----------------

(19 )

قال من أينَ تأتي ..؟
الوجوهُ التي تستدلُّ بها الشعرَ
غابتْ وراء الطيوفْ ..!
قلتُ يا مرأةً تعرقُ العطرَ
تبقى القصيدةُ
أن تعرقي في سرير الحروفْ ..!
النساء تسوَّقْنَ في دفتري
واشترينَ لأعيادهنَّ الغناء ..!
البكاءُ تململَ
والحزنُ آخرةُ الأنقياءْ ...!
قالَ من أينَ تأتي ..؟
تنهشُ الحربُ أحشاءَ كلَّ الأماكنِ
حتى تخرِّجَ أطفالها للشوارعْ ..!
قلت :
يامرأةً طحنتها الحروبُ
أبايعك الحب والحزنَ حتى يموت المبايعْ ..!!
النساء تسوَّقنَ في أضلعي
واشترينَ لأطفالهنَّ البكاء ..!
قال من أين تأتي ...؟
فقلتُ انتهى زمنُ الأدعياء...!!
--------------

( 20 )

لستُ أعرفُ من أنتِ
لاتسألي ..
( إنما الأرض ما تومئينَ إليهْ )
أرِّقي جفنَ هذا المساءْ
اسهري فوقَ أعراسهِ
شمعة تسكب العمرَ في شمعدانٍ حزينْ
المساء مساؤكِ
لي بعض وقتكِ
أعطيكِ نصفَ الكواكبِ واللحظة المقبلةْ ..
يا فتاةً يحيطُ بها البحرُ
والأغنيات الحزينةْ
لستُ أعرفُ من أنتِ لاتسألي ..!
( إنما الأرض ما تومئينَ إليه )
سأعطيكِ نصف الكواكبِ .. واللهفة المهملَةْ ..!
حينما نكتب الشعرَ
نعرفُ أنَّ المدينةَ يغتالها شعراء القبيلةْ
يا فتاةً يحيطُ بها البحرُ واللحظةُ المستحيلةْ
سأعطيكِ كلَّ الكواكبِ
لي بعض وقتكِ والقهوةُ المشتهاةْ
( إنما الأرض ما تومئينَ إليه )
وليستْ كما وردتْ في حديث الرواةْ ..!!
------------------

(21 )

أمسُ لم يكتملْ
سوف يكملُ مأتمه في غدي ..!
حينما تقتني امرأةٌ خاتمًا من مللْ
تستعيدُ إذن يدها من يدي ..!!
......
قلتُ :
صبِّي إلى الفجر شايَ النهايةِ من غيرِ سكَّرْ
قلتُ :
لاتسألي الكأس عن شفتيكِ إذا باتَ يسكرْ ..!
الصباحُ عصافيره بانتظاريْ
فلا تفرحي بانكساري
فإنَّ القصيدة خوخٌ وعنبرْ ..!
أمسُ لم يكتملْ
سوف يكمل أحزانه في دمي
حينما تقتني امرأةٌ وطنا من قُبَلْ
سوفَ تخفي ابتسامتها عن فمي ..!
قلتُ :
نامي كما تشتهينَ مخثَّرةً في عيوني
قلتُ :
لاتسألي الدمعَ عن نزواتِ جفوني
أمس لم ( ينتظرْ ) ..!
سوف يكمل أعياده فوقَ قبري
حينما تعرفُ امرأةٌ شاعرًا يحتضرْ
سوفَ تقرأ شعري ...!!!
-----------------
( 22 )

الدقائقُ غانيةٌ مدمنة
والمسافة ما بيننا سورُ مقبرةٍ
نخرته الرطوبة والمسكنةْ ..!
قال لي : ممكنةْ
قلت :
يا سيدي نجمة نستدلُّ بها الشعرَ
والحزنَ والأزمنةْ .!
قال لي .. م م ك ن ة
قلتُ يا قلبُ بيني وبينكَ
نومُ الحديقةِ
عهرُ الغصونِ
وذعرُ الفراشاتِ من رقصة السوسنةْ ..!
قال لي : ممكنة ..!!
( كيفَ تستبدلين الذي هو أدنى بقلبي ...؟!
تساءلتُ
والوقتُ ينفث تبغ الظنون بوجهي
وتومئُ لي حسرة مزمنةْ ..!
قال لي ..
م
م
ك
ن
ة
قلت يا قلب بيني وبينكَ
يتْمُ القصائدِ
عطْر المعاطف
وامرأةٌ إن مشتْ يتطوَّس فيها المكانُ
وإن وقفتْ رقصتْ أحصنةْ ..!!!
-----------------
(23)

هاتفت ..
فاختفى الصوتُ في غيهبِ الجرحِ
قالتْ سيوجعك الصمتُ حزنًا
سوفَ تتلو القصيدة
للعطرِ فوقَ ظلالِ المرايا ..!
هاتفتْ فرأيتُ النوارسَ
سوداءَ
والبحر زرقته دمعةٌ
في عيون الصبايا ..!
ياشتهاء الحديث
ياوطنا من غناء القصائدِ
يا وجنةَ الصبحِ
يا رعشةً في ظلالِ العصافير
حينَ تفتِّشُ عن ملجأٍ
في ذبول الزوايا ..!
ليس لي منك إلا فُتاتِ الحكايا .!
امتلأنا بأحزاننا
فتعالي ونامي يدًا فوقَ صدري
ازرعي نخلة في جبيني المخبَّأِ
في هسهساتِ المعاطفِ
ثمَّ اجمعيني شظايا ..!
ليس لي منك إلا انبلاج النوايا
هاتفت ....
فاختفيت عن الحزن في غيهب الجرح
ثم قرأت القصيدة بين كهوفِ الرزايا .!!

-----------------

( 24 )

لماذا نخدِّر صحو الظهيرةِ ..؟!
من للدقائق تخطو بها الأحرف المستتابةْ ..!
ومن للذي لم ينم منذ فجر القصيدة
إلا ابتهالاتة المستجابةْ ..!
سنمضي مع الريح ..
كل له وجهه حين يصحو
أنا أوجنوني ..
ربماكنتِ أنتِ
وكنتُ أنا وترًا للربابةْ ..!!
شفيف صباحكِ
إن نمتُ تطرقُ
رأسي الحكاياتُ
أرجع أبحثُ
عن مطرٍٍ للسحابةْ ..
فالقى سؤالك
يترفُ فجري الفقيرَ
وألقى الضحى في جبين الظلال
توسَّدَ خدّ الإجابةْ ..!!!

--------------------

(25 )

أول العطرِ رائحةٌ مسْكرَةْ
أوسط العطرِ ذاكرةٌ مقمرةْ
آخر العطرِ صوتُ العصافيرِ في
سدرةٍ ظلَّلتْ مقبرة ..!
التماسيحُ في النهرِ لا تعبري الماءَ
إلا بصوتيْ ..
احمليني على فُلَّةٍ فوق رأسكِ
ثم أفيئي إليّْ ..!
كلُّ شيءٍ لديّْ ..
التماسيح في النهرِ إني أراها
على بعدِ حبٍّ
وكل الدروب تؤدي إلى دمعةٍ
في العيونْ
منْ لقاموسِ عينيكِ
يقرأ فيه ابتهالَ الشجونْ
منْ سوايَ يغضُّ المسافةَ
بين الذي كانَ أو ما يكونْ ..!
التماسيح في النهرِ
والماءُ يبحث عن شاعرٍ خائنٍ
يمزج العطر بالماء ..
ثم يطيِّبُ وجهَ السكونْ ..!

-------------------------

(26)

كدتُ أنساكِ
حين التقتْ نجمتانِ على مفرقِ
الصبحِ في غيمة من مدارْ ..
كدتُ أنساكِ حين احتوى رعشتي
قمرٌ
ونمتْ في يدي جلَّنارْ ..
كدتُ ...
لولا الطريق المؤدي إليكِ
اشتهى بسمةً من فمي
قبل أن تلسعَ الشمسُ ظلَّ النهارْ ..
أيها المُبعَدونَ عن القلبِ
إنَّ التي يمَّمتها القصائد
واستوطنتها الحكايا
كعنقودِ غيبٍ أنارْ ..
إذا ضحكتْ تشتهي الأرضُ قبلتَها
أو بكتْ ..يتلوَّى الرصيف
المؤدي إليها احتراقًا
وينبتُ في جانبيه الغبارْ ..
عينها مثل صيف الأمير الصغيرِ
وهمستها فجواتُ الرواشينِ
حين يطول نخيل الطفولةِ ...
أيها المبعدون عن القلبِ
من منكمُ استاف فوح القرنفل
في ليلة العيدِ قبلي
من منكم نام لو مرة
في سرير الغريبةِ مثلي ؟!
وشاهد برهانَ ربي ..!
........
أيها المبعدون عن القلب
إن التي يمَّمتها القصائد واستوطنتها
الحكايا
فتاةُ المدارْ ..!!

------------------
للجميع تقديري