المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الأدب الصيني (1)



المطرفي
15-11-2009, 05:11 PM
من الأدب الصيني (الصفحة الأولى)
يصف كتاب مترجم الى العربية أهمية "المروحة" بالنسبة الى الصينيين تاريخيا ووظائفها العديدة التي تراوح بين الحاجة اليومية البسيطة والوظيفة العاطفية والوطنية وحتى تلك التي تتعلق بالفنون القتالية في الدفاع عن النفس.
وجاء في وصف المروحة الصينية في الكتاب انها فضلا عن تاريخها العريق تتميز بتعدد انواعها.. فبالاضافة الى المروحة المصنوعة من الريش والمصنوعة من البامبو اوالقصب الهندي "والمروحة المستديرة والمروحة الطواية فان المراوح المصنوعة من اوراق شجرة اللتانيا الصينية والمصنوعة من قش القمح والمصنوعة من سعف النخل... ومن شعر ذيل الحصان تتمتع جميعها بتاريخ طويل وتجمع عصارة وحكمة الشعب الصيني."
هذا العمل الطريف الذي ألفه زوو يوكي حمل عنوان "المروحة في الثقافة الصينية" وترجمه عن الانجليزية الى العربية الدكتور حسانين فهمي حسين من كلية الالسن في جامعة عين شمس المصرية. والمترجم حائز على ليسانس ودكتوراه في اللغة الصينية وادابها من جامعة بكين. راجعت الكتاب الدكتورة اميمة غانم زيدان وجاء ان مركز التعريب والبرمجة قام ايضا بالمراجعة والتحرير.
الكتاب الصقيل الغلاف المزين بالرسوم الصينية التقليدية الملونة وغير الملونة الجميلة صدر في 224 صفحة كبيرة القطع عن "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت.
يقول زوو يوكي في الفصل الاول من الكتاب "يعود تاريخ المروحة الصينية في تطورها الى هذا الشكل الجميل الجذاب الى اكثر من ثلاثة الاف عام.ولا داعي هنا لان نستعرض تاريخ ثقافتنا القومية فقد ظهرت المروحة منذ ازمان بعيدة عند الاغريق والرومان والمصريين القدماء.
"ويعود تاريخ المروحة الطواية الشائعة الاستخدام في حياتنا المعاصرة الى عصر اسرة سونج الصينية. وقد كانت حينئذ منتجا مستوردا من الخارج ثم تحولت بعد ذلك الى منتج صيني ومرت بمراحل..."
وفي عرض للاراء المختلفة منذ القدم في هذا الامر قال انه من ناحية علم اللغة مثلا فان المروحة تشير الى الباب المنسوج من القصب "وفي مؤلف اريا تصنع المروحة من الاخشاب والقصب ولا زال في اللهجات الصينية حتى اليوم من يسميها مروحة الباب."
اضاف انه من الممكن ان المروحة الحالية كانت مستطيلة الشكل "وكان لها يد طويلة ترتكز الى الارض يكلف احد الاشخاص بحملها وتشبه في شكلها السارية في الوقت الحاضر." وقد تعددت اشكالها وتباينت.
واشتهر استخدام المروحة المصنوعة من الريش في التهوية منذ 3000 عام "وقد ذكر الملك جيانج في مؤلفه ليو تاو.. لا غنى عن المروحة في الصيف ولا عن الملبس في الشتاء ولا عن الشمسية المظلة عند المطر. وذكر في مؤلف المثقفين .. لا غنى عن المروحة في ادارة شؤون البلاد في الصيف."
المروحة المصنوعة من الحرير التي استعملت الى جانب تلك المصنوعة من الريش والبامبو "كانت نتاجا لتطور المنتجات الحريرية اليدوية في عصر اسرة خان الملكية... وهكذا ظهرت مقولة.. نسج مروحة البهجة والتجمع العائلي في مؤلف اغنية مروحة التجمعات العائلية لخان بان جيه.
"لذا فقد ظهرت انذاك مسميات مروحة التجمعات العائلية او مروحة البهجة والتي لاقت ترحيب جمهور النساء... ثم اشتهرت تسمية المروحة المستديرة... واستخدمت المروحة المستديرة كهدايا قيمة يتبادلها الامراء والاصدقاء."
ونقرأ عن هذه المروحة الصينية "اصبحت المروحة المستديرة المرسومة عبارة عن رسالة جميلة يتبادلها الاحبة في ما بينهم. وفي عصر اسرة تانج ظهرت اشعار تتغنى بالمروحة المصنوعة من الحرير..."
وقال ان جمهور المثقفين يهتم كثيرا بالرسوم والصور التي تزين المراوح "ويهتمون بدقة نحت ونقش جسم المروحة وينظرون اليها على انها تحف تستحق جمعها والتمتع بها..."
وفضلا عن استعمالات متنوعة فقد "دخلت المروحة في الاعمال الادبية الكبرى منذ زمن بعيد ففي عصر الممالك الثلاث المتحاربة نرى القائد العسكري الشهير جوو قه ليانج يأخذ بمروحة ذات منديل حريري مصنوعة من الريش ليستخدمها باسلوب انيق في امور الادارة العسكرية. وفي العمل الادبي الشهير رحلة الى الغرب نرى سون دا شينج يأخذ بمروحة مصنوعة من ورق الموز وفي ابطال البحيرة نرى صورة سون شينج صاحب المروحة الحديدية التي تفوق قوتها قوة الانسان...
"كما ان هناك المسرحيات التي اخذت من اسماء المراوح عنوانا لها... كما كان للمروحة ظهور واضح على خشبة المسرح فنرى في الاعمال المسرحية الشهيرة مثل مقصورة مودان.. وفي مسرحية خونغ مي قه" وغيرها حيث كان لبطلات تلك المسرحيات "حركات مسرحية جميلة وهن يرقصن وفي ايديهن مراوح مختلفة معبرات عن جاذبية وسحر المرأة الفنانة."
وكانت المروحة ضمن الاشياء المهمة التي تتجهز بها العروس. وارتبطت المروحة ايضا بالمراسم كاهداء الملك "زوجا من المراوح لتكون وسيلة للرياح المنعشة..."
كما "ارتبطت المروحة بفن رياضة الوو شو (لعبة الدفاع عن النفس الصينية).. فكانت السلاح الفعال الذي يرفعه بطل الوو شو وهو غارق في تأملاته."
وقال الكاتب متسائلا "من منا كان قد فكر في ان مثل هذه المروحة الصغيرة لديها القدرة على اثارة الرياح الساكنة وان تحرك الجيوش وان تبعد العدو.. فمن بامكانه ان يتخيل ان شكلها الخارجي الجميل والساكن يخفي داخله مهارات وروح فن الدفاع عن النفس (الواو شو)."
وقد استخدمت المروحة احيانا اذا كانت مصنوعة من المعدن كآلة مقاومة وكخنجر او سيف صغير بشفرات حادة أو كهراوة صغيرة.


تحياتي من بكين ,,,,,,,,,,,, أبو تميم

المعلم
15-11-2009, 10:00 PM
أخي أبو تميم
شكرا لك هذه الإطلالة المشوقة على الأدب الصيني
دمت بخير