ناجي قروان
15-11-2009, 12:26 PM
ينبع... ملتقى طرق حجاج بيت الله وتتقاطع فيها قوافلهم البرية والبحرية
الأحد, 15 نوفمبر 2009
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1258228673744334200.jpg
الرياض - «الحياة»
Related Nodes:
ينبع... ملتقى طرق حجاج بيت الله.. (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/76634)
تعد محافظة ينبع التابعة لإمارة منطقة المدينة المنورة من أهم مناطق عبور قوافل الحج والتجارة والحملات العسكرية منذ القدم، خصوصاً قوافل الحج والزيارة إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، سواء براً بنزولهم في ينبع النخل أم بحراً في ينبع البحر.
تعددت الطرق التي كانت تستخدم على اختلاف العصور، ولكن يمكن إيجازها في الطريق البحري، وهو يستخدم منذ أن عُرفت ينبع سواء لقوافل التجارة القديمة أم الحملات العسكرية على جزيرة العرب أم في قوافل الحج عبر العصور المختلفة، وظهر استخدام الطريق البحري في رحلات الحج بصفة مكثفة خلال الفترة من القرن الأول الهجري إلى السابع، وكان يستخدم هذا الطريق حجاج مصر والمغرب العربي والأندلس وجزر البحر الأبيض المتوسط وبقية دول أفريقيا، وربما حجاج الشام ووسط وغرب آسيا الذين كانوا يصلون إلى مصر من طريق البحر، إذ يتجه الجميع إلى القاهرة ومنها إلى عيذاب (بلدة على الضفة الغربية للبحر الأحمر على السواحل المصرية) وهي مرسى تجاري قديم لصعيد مصر، ويقال إن الذي بناها هو بطليموس فيلادلفوس وسماها «بيرنيس» على اسم والدته أو القصير وهو ميناء شمال عيذاب، وكان من أهم الموانئ التجارية قبل انتقال الحركة إلى السويس ومنها إلى جدة أو ينبع أو الجار.
كما كان طريق ينبع أكثر استخداماً لرجوع حجاج مصر والمغرب والسودان واليمن وروسيا والهند ويستخدم ميناء الطور في بعض الأحيان، إذ نقل لنا ابن خلدون أنه عند خروجه إلى الحج ركب من الطور إلى ينبع، وعند عودته من الحج مكث في ينبع 50 يوماً قبل رجوعه إلى مصر وذلك سنة 789 هـ.
والطريق البري المستخدم منذ القدم لينبع هو الطريق الذي يمر بالمدينة المنورة قادماً من الشمال من مصر والشام وبلاد المغرب العربي ويمر بوادي القرى «العلا حالياً»، وإذا أرادت العرب أن تختصر هذا الطريق سلكت طريق «المعرقة»، ويحدد المؤرخون هذا الطريق بالمنطقة الواقعة بين «عزور ورضوى»، وعزور ثنية تهبط إلى الجحفة من المدينة وتعرف اليوم بالعزورية، كما اشتهر بقوافل قريش في رحلتي الشتاء والصيف، ويمر هذا الطريق بمحافظة ينبع وبخاصة منطقة العيص، ويُعرف كذلك بطريق الساحل وسلكه أبوسفيان بقافلته التي كانت سبباً لغزوة بدر الكبرى، وتظهر آثار الطريق في برك الماء القديمة التي منها بركة «شعيب النورة» في العيص وغيرها، ولا يستبعد أن تكون بركتا «عباثر» و«ترعة» تقعان في بعض مساراته.
وفي أواخر العهد الأيوبي تحول الطريق السابق في بلدة «الفقرة» شمالاً إلى العقبة، ومنها ينحدر جنوباً محاذياً الساحل، ويقال إن ملكة مصر شجرة الدر هي أول من سلك هذا الطريق وذلك سنة 645 هـ وقبل 660 هـ وتبعتها بعد ذلك القوافل، ويتم تحديد مسار الطريق بحسب وجود الماء، ما يجعله عرضة للتغيير من منازل إلى أخرى ومن زمن إلى آخر، ومن أشهر منازل هذا الطريق في ينبع «نبط» و«ينبع النخل»، ويسمى هذا الطريق بالطريق السلطاني وهو الرئيسي لوجود طرق فرعية أخرى، وكان مساره في إحدى مراحله من مصر ويمر بـ«القاهرة» و«بركة الحاج» و«عجرود» و«السويس» و«نخل» و«أيلة» و«العقبة» و«حجر» و«بحر القلزم» و«حقل» و«بر مدين» و«مغارة شعيب» و«عيون القصب» و«المويلحة» و«الأزلم» و«أكرى» و«الضيقة» و«بدر» وغيرها، ومن بدر يتجه الطريق إما إلى المدينة المنورة أو إلى مكة المكرمة. وهناك طريق فرعي تسلكه القوافل إذا تعرّض الطريق السلطاني لفقدان الأمن من القبائل التي يمر عليها ويسمى طريق الطريف، ويستخدم من القوافل التي تخرج من ينبع البحر وغيرها ويمر بينبع البحر مروراً بخيف البثنة وأم هشيم وصولاً إلى المندسة ومنها إلى المدينة المنورة.
وفي سنة 1301هـ بدأ استعمال السفن التجارية في نقل الحجاج من السويس إلى كل من جدة وينبع، ما جعل الطريق البري يخف استخدامه ويفقد أهميته، وفي سنة 1321هـ بدأ نقل المحمل المصري من طريق ميناء ينبع كما ذكر ذلك اللواء إبراهيم باشا، واستمر ميناء ينبع في استقبال الحجاج بعد ذلك، كما أن تشغيل خط سكة حديد الحجاز سنة 1326هـ وبخاصة لحجاج الشام وتركيا قضى على الطريق البري تماماً، وتواصل استقبال الحجاج في ينبع إلى سنة 1359 هـ، إذ قامت الحرب العالمية الثانية وتوقف بعدها إلى أن عاد مرة أخرى سنة 1384هـ وحتى يومنا هذا
الأحد, 15 نوفمبر 2009
http://ksa.daralhayat.com/files/imagecache/medium_thumb/files/rbimages/1258228673744334200.jpg
الرياض - «الحياة»
Related Nodes:
ينبع... ملتقى طرق حجاج بيت الله.. (http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/76634)
تعد محافظة ينبع التابعة لإمارة منطقة المدينة المنورة من أهم مناطق عبور قوافل الحج والتجارة والحملات العسكرية منذ القدم، خصوصاً قوافل الحج والزيارة إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، سواء براً بنزولهم في ينبع النخل أم بحراً في ينبع البحر.
تعددت الطرق التي كانت تستخدم على اختلاف العصور، ولكن يمكن إيجازها في الطريق البحري، وهو يستخدم منذ أن عُرفت ينبع سواء لقوافل التجارة القديمة أم الحملات العسكرية على جزيرة العرب أم في قوافل الحج عبر العصور المختلفة، وظهر استخدام الطريق البحري في رحلات الحج بصفة مكثفة خلال الفترة من القرن الأول الهجري إلى السابع، وكان يستخدم هذا الطريق حجاج مصر والمغرب العربي والأندلس وجزر البحر الأبيض المتوسط وبقية دول أفريقيا، وربما حجاج الشام ووسط وغرب آسيا الذين كانوا يصلون إلى مصر من طريق البحر، إذ يتجه الجميع إلى القاهرة ومنها إلى عيذاب (بلدة على الضفة الغربية للبحر الأحمر على السواحل المصرية) وهي مرسى تجاري قديم لصعيد مصر، ويقال إن الذي بناها هو بطليموس فيلادلفوس وسماها «بيرنيس» على اسم والدته أو القصير وهو ميناء شمال عيذاب، وكان من أهم الموانئ التجارية قبل انتقال الحركة إلى السويس ومنها إلى جدة أو ينبع أو الجار.
كما كان طريق ينبع أكثر استخداماً لرجوع حجاج مصر والمغرب والسودان واليمن وروسيا والهند ويستخدم ميناء الطور في بعض الأحيان، إذ نقل لنا ابن خلدون أنه عند خروجه إلى الحج ركب من الطور إلى ينبع، وعند عودته من الحج مكث في ينبع 50 يوماً قبل رجوعه إلى مصر وذلك سنة 789 هـ.
والطريق البري المستخدم منذ القدم لينبع هو الطريق الذي يمر بالمدينة المنورة قادماً من الشمال من مصر والشام وبلاد المغرب العربي ويمر بوادي القرى «العلا حالياً»، وإذا أرادت العرب أن تختصر هذا الطريق سلكت طريق «المعرقة»، ويحدد المؤرخون هذا الطريق بالمنطقة الواقعة بين «عزور ورضوى»، وعزور ثنية تهبط إلى الجحفة من المدينة وتعرف اليوم بالعزورية، كما اشتهر بقوافل قريش في رحلتي الشتاء والصيف، ويمر هذا الطريق بمحافظة ينبع وبخاصة منطقة العيص، ويُعرف كذلك بطريق الساحل وسلكه أبوسفيان بقافلته التي كانت سبباً لغزوة بدر الكبرى، وتظهر آثار الطريق في برك الماء القديمة التي منها بركة «شعيب النورة» في العيص وغيرها، ولا يستبعد أن تكون بركتا «عباثر» و«ترعة» تقعان في بعض مساراته.
وفي أواخر العهد الأيوبي تحول الطريق السابق في بلدة «الفقرة» شمالاً إلى العقبة، ومنها ينحدر جنوباً محاذياً الساحل، ويقال إن ملكة مصر شجرة الدر هي أول من سلك هذا الطريق وذلك سنة 645 هـ وقبل 660 هـ وتبعتها بعد ذلك القوافل، ويتم تحديد مسار الطريق بحسب وجود الماء، ما يجعله عرضة للتغيير من منازل إلى أخرى ومن زمن إلى آخر، ومن أشهر منازل هذا الطريق في ينبع «نبط» و«ينبع النخل»، ويسمى هذا الطريق بالطريق السلطاني وهو الرئيسي لوجود طرق فرعية أخرى، وكان مساره في إحدى مراحله من مصر ويمر بـ«القاهرة» و«بركة الحاج» و«عجرود» و«السويس» و«نخل» و«أيلة» و«العقبة» و«حجر» و«بحر القلزم» و«حقل» و«بر مدين» و«مغارة شعيب» و«عيون القصب» و«المويلحة» و«الأزلم» و«أكرى» و«الضيقة» و«بدر» وغيرها، ومن بدر يتجه الطريق إما إلى المدينة المنورة أو إلى مكة المكرمة. وهناك طريق فرعي تسلكه القوافل إذا تعرّض الطريق السلطاني لفقدان الأمن من القبائل التي يمر عليها ويسمى طريق الطريف، ويستخدم من القوافل التي تخرج من ينبع البحر وغيرها ويمر بينبع البحر مروراً بخيف البثنة وأم هشيم وصولاً إلى المندسة ومنها إلى المدينة المنورة.
وفي سنة 1301هـ بدأ استعمال السفن التجارية في نقل الحجاج من السويس إلى كل من جدة وينبع، ما جعل الطريق البري يخف استخدامه ويفقد أهميته، وفي سنة 1321هـ بدأ نقل المحمل المصري من طريق ميناء ينبع كما ذكر ذلك اللواء إبراهيم باشا، واستمر ميناء ينبع في استقبال الحجاج بعد ذلك، كما أن تشغيل خط سكة حديد الحجاز سنة 1326هـ وبخاصة لحجاج الشام وتركيا قضى على الطريق البري تماماً، وتواصل استقبال الحجاج في ينبع إلى سنة 1359 هـ، إذ قامت الحرب العالمية الثانية وتوقف بعدها إلى أن عاد مرة أخرى سنة 1384هـ وحتى يومنا هذا